الاقتصاد الأمريكي في مهب الريح.. هل تجرّ سياسات ترامب البلاد نحو زلزال اقتصادي؟
منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، يعيش الاقتصاد الأمريكي حالة من القلق والتردد. فرغم الوعود بـ"عصر ذهبي جديد"، إلا أن الواقع يُظهر اقتصادًا يواجه تحديات متزايدة، بدءًا من تراجع ثقة المستهلك، ومرورًا بتسريحات واسعة في الوظائف، وصولًا إلى ضغوط سياسية على المؤسسات المالية.
المستثمرون في حالة ترقب، فيما بدأت بعض المؤشرات تدق ناقوس الخطر. إليك أبرز خمس مخاطر قد تقود إلى اضطراب اقتصادي واسع النطاق خلال الأشهر المقبلة.
1️⃣ الرسوم الجمركية الكبرى.. "الضربة الكبيرة" تبدأ في 2 أبريل
في خطوة وُصفت بـ"العدائية"، يخطط ترامب لإطلاق حزمة جديدة من الرسوم الجمركية في 2 أبريل، أطلق عليها اسم "الضربة الكبيرة"، مؤكدًا أن ما سبقها كان مجرد تمهيد.
الدول المستهدفة تشمل:
الصين، الاتحاد الأوروبي، المكسيك، كندا، ألمانيا، اليابان، كوريا، الهند، فيتنام، ماليزيا، سويسرا وغيرها.
التوقعات تشير إلى رسوم قد تتجاوز 50% على سلع حيوية، وهو ما قد يفجر أزمة تجارية عالمية ويقلب حسابات الأسواق رأسًا على عقب.
2️⃣ موجة تسريحات تضرب الاقتصاد الأمريكي
في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى خفض حجم الحكومة الفيدرالية، بدأت التأثيرات تمتد إلى قطاعات رئيسية:
🔻 شركات السيارات تستعد لتقليص الوظائف بسبب تباطؤ الطلب وارتفاع التكاليف.
🔻 وول ستريت تشهد تسريحات بالجملة وسط ضبابية السياسات الاقتصادية.
🔻 شهر فبراير 2025 سجّل أعلى عدد تسريحات منذ جائحة كورونا.
النتيجة؟ تراجع الاستهلاك، وهو ما يضرب قلب الاقتصاد الأمريكي مباشرة.
3️⃣ الأسواق العالمية تتفوق على وول ستريت
بينما تتخبط الأسواق الأمريكية، سجلت أسواق مثل ألمانيا والصين والمكسيك أداءً أفضل، مدفوعة بحوافز اقتصادية وتحركات استراتيجية للرد على السياسات الحمائية الأمريكية.
في المقابل، شهد مؤشر S&P 500 موجة بيع واسعة، وسط تقارير تؤكد بدء خروج الاستثمارات الأجنبية من السوق الأمريكي.
تقرير من Apollo Investments يُحذر: "تراجع ثقة المستثمرين العالميين بالأسواق الأمريكية يُشكل خطرًا مباشرًا على التقييمات والطلب."
4️⃣ مخاوف من تدخل سياسي في عمل الاحتياطي الفيدرالي
بعد إقالة عدد من المفوضين الديمقراطيين من الهيئات التنظيمية، تزايدت المخاوف من سعي ترامب للتأثير على استقلالية الفيدرالي.
التدخل في سياسات البنك المركزي قد يؤدي إلى زعزعة ثقة الأسواق، وهو سيناريو شهدته أمريكا سابقًا في عهد نيكسون وكانت نتائجه كارثية.
أي مساس بمصداقية الفيدرالي قد يعني فقدان أهم أدوات ضبط الاقتصاد في وقت حساس للغاية.
5️⃣ تآكل الثقة بالمؤسسات والقانون.. خطر سياسي على الاقتصاد
منظمة Evercore تحذر من أن تصرفات إدارة ترامب، بما في ذلك:
❌ رفض وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) دفع بعض العقود الفيدرالية،
❌ محاولات حل وكالات مستقلة،
❌ تجاهل بعض الأحكام القضائية…
قد يُفقد الولايات المتحدة ميزة "الملاذ الآمن للاستثمار"، وهو ما قد يدفع المستثمرين لإعادة تقييم الأصول الأمريكية بشكل جذري.
اقتباس من التقرير:
"إذا انهارت الثقة في القانون والمؤسسات، فإن الأسواق ستتفاعل بعنف وسرعة."
الخلاصة:
مع اقتراب "الضربة الكبيرة" في أبريل، وتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية، تبدو الأسواق على أعتاب مرحلة أكثر اضطرابًا.
بالفعل، خفّضت Goldman Sachs توقعاتها لمؤشر S&P 500، بينما تحدث Bank of America عن حالة "ركود تضخمي جزئي" مع خفض توقعات النمو من 2.3% إلى 1.8%.
ومع ترقب المستثمرين، تبدو الولايات المتحدة في وضع حرج، حيث تتصادم السياسات القومية المتشددة مع متطلبات الاستقرار الاقتصادي العالمي.
📩 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث الأخبار مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet