ترمب يضاعف الضغط.. والكونغرس يدرس كبح جماح الرسوم قبل فوات الأوان
مع تفاقم التراجعات في الأسواق المالية، وتزايد التحذيرات من ركود اقتصادي محتمل، تستعد الكتل السياسية في واشنطن لصدام جديد حول الصلاحيات التجارية للرئيس، وسط مخاوف صريحة داخل الحزب الجمهوري من أن تتحول هذه السياسات إلى عبء انتخابي قد يهز توازن السلطة في انتخابات 2026.
مشروع قانون لتقليص صلاحيات ترمب الجمركية
يقود النائب الجمهوري دون بيكون تحالفًا من الحزبين يسعى إلى تمرير قانون جديد يمنح الكونغرس حق التصويت لإبطال أي رسوم جمركية رئاسية خلال 60 يومًا من إصدارها.
أبرز الداعمين:
السيناتور تشاك غراسلي (آيوا)
السيناتور جيري موران (كانساس)
السيناتورة ليزا موركوفسكي (ألاسكا)
وزعيم الأقلية ميتش ماكونيل (كنتاكي)
بيكون صرّح لقناة CBS:
"إذا استمرت الأسواق في التدهور أو ارتفع التضخم والبطالة، فسيكون هذا القانون أداة ضغط فعالة."
لكن موقف القيادة الجمهورية لا يزال غامضًا، حيث حث رئيس مجلس النواب مايك جونسون زملاءه خلال مكالمة داخلية على "التمسك بالرئيس"، مما يشير إلى انقسام واضح في صفوف الحزب.
الرسوم الأعلى منذ قرن.. والسياسة تشتعل
وفقًا لتقديرات Evercore ISI، سترتفع الرسوم الجمركية الفعلية إلى 24% من إجمالي قيمة الواردات، وهي النسبة الأعلى منذ عشرينيات القرن الماضي. هذه القفزة الهائلة تُعيد تشكيل نهج التجارة الأميركي وتفتح الباب لصراع تشريعي حاد.
استجواب لمبعوث ترمب التجاري
من المقرر أن يمثل جيميسون غرير، مبعوث ترمب التجاري، هذا الأسبوع أمام لجنتين رئيسيتين:
الثلاثاء: جلسة استماع في لجنة المالية بمجلس الشيوخ
الأربعاء: جلسة استماع في لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب
من المتوقع أن يتعرض لضغوط من السيناتور الجمهوري غراسلي والديمقراطي رون وايدن، الذي وصف الرسوم الجمركية بأنها "سم اقتصادي".
الجمهوريون قلقون: التاريخ لا يرحم
مذكرة من Goldman Sachs خفّضت توقعات النمو للربع الرابع من 2025 إلى النصف، ورفعت احتمال الركود خلال 12 شهرًا إلى 45%.
السيناتور راند بول شبّه الوضع بـ"كارثة سياسية"، مشيرًا إلى أن الجمهوريين فقدوا نصف مقاعدهم في انتخابات 1890 بسبب سياسة رسوم مشابهة.
أما تيد كروز، فحذّر عبر بودكاسته من أن الرسوم تعني "زيادة ضريبية ضخمة على الأميركيين"، مضيفًا:
"إذا استمر التباطؤ، فقد تكون انتخابات 2026 مجزرة سياسية للجمهوريين."
ترمب يدافع: "الأسواق تحتاج إلى دواء"
في حديث مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، قال الرئيس ترمب:
"أنا لا أرغب برؤية أي شيء ينخفض، لكن أحيانًا عليك أن تأخذ الدواء."
في منشور على Truth Social، وصف الرسوم الجمركية بأنها "جميلة"، مؤكدًا أنها ستُعيد التوازن للتجارة الأميركية.
بيتر نافارو، مستشاره التجاري، دعا المستثمرين إلى التماسك قائلًا:
"لا أحد يخسر المال إلا إذا باع"، وتوقع وصول مؤشر Dow Jones إلى 50,000 نقطة قبل نهاية الولاية.
الخلاصة
الولايات المتحدة أمام لحظة مفصلية: الرئيس ماضٍ في سياسة تصادمية يرى فيها "علاجًا" للاقتصاد، فيما يحاول الكونغرس إعادة ضبط البوصلة. ومع تصاعد القلق من تبعات اقتصادية وسياسية كارثية، قد يجد الجمهوريون أنفسهم مجبرين على اتخاذ قرار حاسم: هل يُضحّون بولائهم للرئيس، أم بالمقاعد الانتخابية؟
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet