رسائل مزدوجة من واشنطن.. الأسواق تقرأ بين السطور وسط قلق من مستقبل الرسوم
في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد الغموض بشأن المسار التجاري العالمي، عاد ملف الرسوم الجمركية إلى واجهة الأسواق بعد إعلان تجميد مؤقت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قابله استثناء لافت للصين، وتصريحات متناقضة من الإدارة حول مستقبل المفاوضات. المشهد لا يزال ضبابيًا، بينما تعيش الأسواق على وقع التصعيد.
تجميد لـ90 يومًا… ولكن ليس للجميع
في 9 أبريل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تجميد مؤقت لمدة 90 يومًا على معظم الرسوم الجمركية "المتبادلة"، وذلك ضمن ما سُمّي بـ"فرصة للتهدئة". إلا أن هذا التجميد استثنى الصين تحديدًا، ما أبقى الرسوم على الواردات الصينية عند 145%، موزعة على:
125% رسوم متبادلة
20% رسوم إضافية بموجب قانون الفنتانيل
في المقابل، تم تثبيت رسوم موحدة بنسبة 10% على باقي الشركاء التجاريين، وسط استمرار العمل على اتفاقات منفصلة معهم.
بيسنت: الاتفاقات الكاملة خلال 90 يومًا "غير مرجحة"
في مقابلة خاصة مع Yahoo Finance، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن إبرام اتفاقات مكتملة خلال مهلة 90 يومًا غير واقعي:
"لن نتمكن من إعداد وثائق قانونية متكاملة مع 14 شريكًا تجاريًا خلال هذه الفترة. لكننا نأمل في التوصل إلى اتفاقات مبدئية تتضمن خفض الرسوم، ضبط أسعار الصرف، والحد من الدعم الصناعي."
وأوضح بيسنت أن المفاوضات تسير بوتيرة متقدمة مع دول كبرى، في حين لم يتم التوصل بعد إلى إطار واضح لأي تفاوض مباشر مع الصين.
تصاعد متسلسل للحرب التجارية بين واشنطن وبكين
الرسم يبرز نمط التصعيد المتبادل دون وجود أي مؤشر فعلي على نية التهدئة أو التراجع — تُظهر تسلسلًا زمنيًا لتصعيد الرسوم بين الولايات المتحدة والصين منذ فبراير وحتى أبريل، بدءًا برسوم 10%، ووصولًا إلى 145% في الجانب الأميركي، و125% من جانب بكين.
ترمب: "لا استثناءات"... رغم إعادة الهيكلة
بعد أن أعلنت الإدارة الأميركية عن إعفاء مؤقت للهواتف الذكية، أجهزة الحاسوب، والرقائق الإلكترونية من الرسوم المتبادلة، سارع ترمب إلى نفي وجود استثناءات، مؤكدًا أن هذه المنتجات "نُقلت فقط إلى فئة جمركية مختلفة"، وأنها لا تزال خاضعة لرسوم الفنتانيل بنسبة 20%.
إلا أن مكتب الجمارك وحماية الحدود أوضح لاحقًا أن هذه المنتجات لا تخضع حاليًا لرسوم الـ125%، مما منح شركات مثل Apple (AAPL) وNvidia (NVDA) متنفسًا مؤقتًا لتفادي تداعيات الأزمة.
الأسواق تترنح... والذهب يحلّق
في ظل استمرار التناقض في التصريحات والإجراءات، بدأت الأسواق تُظهر إشارات قلق واضحة:
أسهم الشركات المعتمدة على الصين، مثل Apple، تراجعت بنسب حادة
الذهب سجّل مستويات تاريخية جديدة بسبب تزايد الطلب على الملاذات الآمنة، متجاوزًا حاجز 3,275 دولار للأونصة
عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفعت إلى 4.5%، ما يُعكس قلق المستثمرين من السياسات الاقتصادية الأميركية على المدى القصير
الخلاصة
تجميد الرسوم المؤقت لم ينجح في تهدئة المخاوف العميقة من أزمة تجارية مستمرة، بل أعاد تشكيل المعادلة بطريقة تُبرز التصعيد مع الصين مقابل محاولات تفاوض مع الشركاء الآخرين. وفي ظل غياب قناة تفاوض مباشر بين واشنطن وبكين، وتزايد إشارات عدم الاستقرار في الأسواق، تبقى احتمالات الانفراج محدودة، بينما تزداد المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي يغذّيه الجمود السياسي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet