استثمرت 100,000 وخسرت 10,000.. هل الوقت مناسب للانسحاب أم التمسك؟
مع دخول أسواق الأسهم في دوامة من التقلبات، يتساءل كثير من المستثمرين الجدد: هل انتهت رحلتنا قبل أن تبدأ؟
في فبراير الماضي، ضخ أحد المستثمرين مبلغ 100,000 دولار في مؤشر S&P 500، ليجد نفسه بعد أسابيع قليلة أمام خسارة ورقية تقارب 10,000 دولار. نصيحة مستشاره المالي؟ "اصبر". لكن إلى متى؟ وما الذي ينتظر السوق في ظل الظروف الحالية؟
لا أحد يعرف متى تتعافى السوق.. وهذه ليست مبالغة
محاولة تحديد وقت دقيق لتعافي السوق بعد تراجع بنسبة 10%، أشبه بمحاولة توقع الطقس بعد شهرين.
فالمؤشرات تقول إننا دخلنا في "تصحيح" — أي تراجع بنسبة 10% أو أكثر من الذروة — لكننا لم نصل بعد إلى سوق هابطة، والتي تتطلب تراجعًا يتجاوز 20%.
الأسواق عادةً ما تتعافى خلال أشهر، وأحيانًا خلال سنة كاملة.
التاريخ يُظهر أن رؤية ثلاث أسواق هابطة خلال أقل من 5 سنوات أمر نادر جدًا، لكنه ليس مستحيلًا.
خلف الكواليس: اقتصاد هش ورسوم جمركية جديدة
منذ 2020، عايشنا جائحة، وتغيرًا في القيادة السياسية، والآن تقف الأسواق على أعتاب حرب تجارية جديدة يقودها دونالد ترمب.
الرئيس السابق توعد بفرض رسوم بنسبة 20% على جميع الشركاء التجاريين، في يوم سماه "يوم التحرير" في 2 أبريل، وقد تبدأ على السيارات وقطع الغيار.
التوترات تتصاعد: كندا، الصين، والمكسيك يُتوقع أن ترد برسوم انتقامية.
الأثر؟ تضخم، تباطؤ اقتصادي، وربما ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل واسع.
هل خسرت فعلًا؟ الجواب: فقط على الورق
الخسارة الحقيقية لا تحدث إلا إذا قمت ببيع أصولك في وقت الهبوط.
حتى الآن، تراجع السوق لا يُعد نهاية الطريق، بل محطة ضمن دورة طويلة الأمد.
وإذا نظرت تاريخيًا، ستجد أن السوق تعافت بعد:
شهر واحد (كما في 2023)
3 أشهر (2015 و2016)
6 أشهر (2009، 2018، 2020)
أو سنة كاملة — وهو السيناريو الأكثر شيوعًا
إشارات القلق تتراكم... لكن لا مفاجآت فعلية
مؤشر الخوف VIX اخترق حاجز 20، مما يشير إلى تصاعد التوتر بين المستثمرين
ثقة المستهلك تهبط للشهر الثالث على التوالي، وتصل لأدنى مستوياتها منذ نوفمبر 2022
التضخم ما زال فوق 2.5%، والفيدرالي يبدو مترددًا في خفض الفائدة وسط هذه الأجواء
مفارقة اقتصادية: الرسوم قد تعني نموًا محليًا؟
رغم القلق من الركود، يرى جزء من القاعدة الانتخابية لترمب أن الرسوم الجمركية وسيلة لتحفيز الاقتصاد الأميركي.
ترمب نفسه قال إن "الرسوم كلمة جميلة"، وكثيرون يرون فيها فرصة لإعادة الصناعات الأميركية إلى الداخل.
لكن السوق له رأي آخر: الغموض يعاقب، والرسوم تُربك سلاسل التوريد.
أسوأ سيناريوهات التاريخ: دروس من 1929 و2008
في أزمة الكساد العظيم، احتاجت الأسواق 25 عامًا لتعويض الخسائر، لكن بعد احتساب التضخم، يُقدّر أن التعافي استغرق بين 5 إلى 10 سنوات.
في أزمة 2008، استغرق الأمر أكثر من 5 سنوات. التنويع الدولي كان المفتاح للنجاة حينها، وهو كذلك الآن.
توقعات الركود تتزايد... والأرقام لا تكذب
Goldman Sachs رفع احتمال الركود في 2025 من 20% إلى 35%
مارك زاندي من Moody's يضع الاحتمال عند 40%، استنادًا إلى ضعف ثقة المستهلك وتباطؤ الإنفاق
في المقابل، لا تزال سوق العمل تضيف وظائف: التوقعات تشير إلى 150,000 وظيفة جديدة في التقرير القادم
الخلاصة: الخسائر مؤقتة... والمكسب هو الصبر
تجربتك الأولى في الاستثمار لا تُقاس بنتيجة شهر أو اثنين.
وضعت هذا المبلغ لنفسك في المستقبل، وليس للأسبوع القادم.
وإذا كان التاريخ يُعلّمنا شيئًا، فهو أن من يصبر يربح.
لا تراقب السوق يوميًا، ولا تبيع عند أول هبوط.
لعلّك بعد سنوات تقول: "الحمد لله أنني لم أضعف عندما تراجع السوق أول مرة".
📩 اشترك الآن ليصلك تحليلات مركب اليومية، وأهم الفرص الاستثمارية طويلة الأجل مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet