حدث إطلاق أي فون 16 من أبل يعزز الثقة في المستقبل، ولكن هل يعكس الواقع؟
من المتوقع أن تعزز النسخة الجديدة من أي فون، والتي ستصدر في 20 سبتمبر دورة نمو قوية في السنة المالية 2025، لكن ماذا تقيم السهم الحالي؟.
مع إطلاق iPhone 16 الجديد، يظهر أن شركة Apple ما زالت تعتمد على الأساسيات في إطلاق منتجاتها الجديدة بدلاً من الاندفاع نحو سباق الذكاء الاصطناعي المحموم. في حدث الإعلان الأخير، قدمت Apple ميزات تدريجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل خدمة Apple Intelligence، ولكن بحذر وتأنٍ، في محاولة لتجنب أي انطباع سلبي قد يؤثر على مستقبل هذه التقنية في منظومتها.
بدلاً من السعي وراء التقنيات الجديدة بشكل متهور، تضاعف Apple جهودها في تقديم تجربة مستخدم فريدة وجعل المنتجات الاعتيادية تبدو مثيرة. فإلى جانب هذه الميزات الذكية، أعلنت الشركة عن AirPods بوظائف مساعدة للسمع، وساعة Apple Watch قادرة على اكتشاف انقطاع النفس أثناء النوم، وهاتف مزود باتصال بالأقمار الصناعية للطوارئ.
لكن السؤال الأهم يظل: هل هذه التطورات الصغيرة كافية لإبقاء Apple في صدارة السوق، أم أن التركيز على التحسينات التدريجية قد يؤجل دخولها بقوة إلى عالم الذكاء الاصطناعي؟
توقعات النمو القادمة لشركة Apple تتمحور حول عدة عوامل رئيسية بناءً على ما أعلنته الشركة خلال حدث إطلاق iPhone 16 والتحديثات الأخرى. إليك نظرة مفصلة على هذه التوقعات:
1. نمو إيرادات iPhone
يُعتبر iPhone 16 المحرك الأساسي لدورة النمو المقبلة في السنة المالية 2025. تعتمد توقعات Apple في هذا الجانب على الميزات الجديدة، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل Apple Intelligence. من المتوقع أن تدفع هذه الميزات المستهلكين إلى ترقية هواتفهم بشكل أسرع، مما قد يؤدي إلى نمو في الإيرادات.
التوقعات المتفائلة: تشير بعض التقديرات إلى أن Apple قد تحقق نموًا بنسبة 20% في إيرادات iPhone في السنة المالية 2025.
التوقعات الواقعية: النمو سيكون أقرب إلى 10%، مما يعكس واقعية أكثر في التعامل مع السوق وأسعار السهم الحالية.
2. نمو قطاع الخدمات
قطاع الخدمات في Apple (بما في ذلك الاشتراكات، الإعلانات، وبث الوسائط) هو أسرع قطاعات الشركة نموًا في السنوات الأخيرة. هذا القطاع استفاد من زيادة عدد المستخدمين الذين يعتمدون على خدمات الشركة المتنوعة بعد شراء الأجهزة. من المتوقع أن يظل هذا القطاع محركًا رئيسيًا للنمو، خاصة مع دمج الخدمات مع الأجهزة بشكل أكبر.
استمرار النمو السريع في هذا القطاع يُتوقع أن يُسهم بشكل كبير في زيادة الربحية وهامش الربح الإجمالي للشركة.
3. نمو قطاع الأجهزة القابلة للارتداء (Wearables)
إلى جانب iPhone، تعمل Apple على تعزيز مبيعاتها في قطاع الأجهزة القابلة للارتداء مثل Apple Watch و AirPods. مع التحديثات الجديدة على هذه المنتجات، بما في ذلك الميزات الصحية واللياقة البدنية والتكامل مع الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تعود هذه الفئة إلى النمو في السنة المالية 2025 بعد فترة من الركود النسبي.
4. استراتيجية التسعير للحفاظ على الحصة السوقية
قرار Apple بعدم رفع أسعار iPhone 16 مقارنة بالإصدارات السابقة يعزز من قدرتها على الحفاظ على قاعدة العملاء وزيادة مبيعات الوحدات، مما سيؤدي إلى نمو في الإيرادات من حيث حجم المبيعات، وليس فقط من خلال رفع الأسعار. هذه الاستراتيجية تعزز جذب عملاء جدد والحفاظ على العملاء الحاليين.
5. الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة
تركيز Apple على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في أجهزتها قد يُعزز من جاذبية منتجاتها للمستهلكين، خاصة مع الطلب المتزايد على الأجهزة الذكية التي تدعم هذه الميزات. هذه التقنيات ستلعب دورًا كبيرًا في تحفيز المبيعات، خاصة لدى العملاء الراغبين في ترقية أجهزتهم للاستفادة من هذه القدرات.
التحديات المحتملة
على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، هناك بعض التحديات التي قد تؤثر على توقعات النمو:
التقييم العالي لأسهم Apple: قد تكون التوقعات المرتفعة بالفعل مدمجة في أسعار الأسهم الحالية، مما يعني أن أي تباطؤ في النمو قد يؤدي إلى ضغوط على السهم.
التنافس الشديد: تواجه Apple منافسة متزايدة من شركات تكنولوجية أخرى تقدم أيضًا أجهزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وميزات متقدمة مثل هواوي التي تنافس بشكل قوي تحديدًا في السوق الصيني والذي يمثل ثاني أهم سوق وحصة لأبل.
الخلاصة
بينما تتوقع Apple نموًا جيدًا، خاصة في السنة المالية 2025، فإن توقعات النمو الواقعية تُشير إلى نسب تتراوح بين 10% إلى 20% في إيرادات iPhone، مع استمرار قطاع الخدمات في تحقيق نمو قوي، ولكن يبدو أن السعر الحالي للسهم يعكس هذه التوقعات، وعليه لا أعتقد أن السعر يمثل فرصة شراء حقيقية.