في خضم فوضى الرسوم.. الجمهوريون يدفعون بخطة ضريبية جريئة
الكونغرس يدفع بخطة ترامب الاقتصادية نحو الأمام، والأسواق تزداد اضطرابًا
بينما تشهد الأسواق الأميركية والعالمية أعنف موجة تراجع منذ جائحة كورونا، سار الجمهوريون في مسار معاكس، بإقرارهم خطة تشريعية جديدة تُجسد المرحلة الثانية من أجندة ترامب الاقتصادية: تخفيضات ضريبية واسعة النطاق، بالتوازي مع رفع سقف الدين العام.
اللافت أن هذا التحرك جاء في ذروة التوتر التجاري مع الصين، ووسط قلق متصاعد من دخول الاقتصاد في ركود مزدوج المحفزات: تضخم ناتج عن الرسوم الجمركية، وتباطؤ في النمو.
خطوة جريئة في لحظة حساسة: تخفيضات وضخ مالي رغم العاصفة
فجر السبت، صوّت مجلس الشيوخ على تمرير قرار الموازنة بأغلبية 51 مقابل 48، رغم معارضة جمهورييْن بارزين (سوزان كولينز وراند بول) وانضمامهما إلى الديمقراطيين.
هذا القرار يفتح الباب أمام:
تمديد تخفيضات ترامب الضريبية لعام 2017، المقرر انتهاؤها نهاية 2025.
زيادة سقف الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار لتفادي تعثر محتمل لوزارة الخزانة خلال الصيف المقبل.
الخطة تتضمن تخفيضات ضريبية بقيمة 5.3 تريليون دولار على مدى 10 سنوات، مقارنة بـ4.5 تريليون في نسخة مجلس النواب. الجمهوريون يعتبرونها ركيزة الاستقرار الجديدة في ظل فوضى الرسوم.
لكن الأسواق لم تتفاعل كما أراد البيت الأبيض. فالإعلان تزامن مع تصعيد جمركي غير مسبوق، ما جعل الخطة تبدو منفصلة عن الواقع الفوري للأسواق.
الرسوم الجمركية تلتهم التفاؤل الضريبي
ما إن تم الإعلان عن تمرير القرار حتى تصاعدت موجة التراجع في الأسواق:
مؤشر S&P 500 هبط أكثر من 6% أسبوعيًا
داو جونز خسر أكثر من 3,000 نقطة خلال يومين
مخاوف الركود تصاعدت مع إعلان الصين رسومًا انتقامية بنسبة 34%
الديمقراطيون لم يتأخروا في الهجوم، محذرين من أن التخفيضات الضريبية لن تفيد سوى الأغنياء، في وقت تتحمل فيه الطبقة المتوسطة أعباء تضخم إضافي بسبب ارتفاع أسعار السلع المستوردة.
قال زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر:
"هذه هي الأجندة الجمهورية ببساطة: المليارديرات يربحون، والعائلات الأميركية تخسر".
تحديات التنفيذ.. وانقسام داخل الجمهوريين
رغم التصويت في مجلس الشيوخ، لا يزال تمرير الخطة في مجلس النواب غير مضمون. رئيس المجلس مايك جونسون يواجه معارضة من "تكتل الحرية" المحافظ، الرافض لرفع سقف الدين دون ضوابط صارمة.
تشيب روي، النائب الجمهوري من تكساس، قال:
"لن أدعم قرار مجلس الشيوخ، فهو لا يتضمن الضوابط الصارمة التي وضعناها في نسخة مجلس النواب".
وبينما يرفض البعض رفع الإنفاق، وافق القرار على مخصصات إضافية:
150 مليار دولار للدفاع
175 مليار دولار للهجرة
معركة اقتصادية بثلاث محاور: الرسوم - التخفيضات - سقف الدين
الجدل يتسع ليشمل أدوات تمويل التخفيضات:
فرض شريحة ضريبية جديدة على الدخل فوق مليون دولار
تقليص خصومات الشركات على الضرائب المحلية
إلغاء إعفاء "الفائدة المؤجلة" الذي تستفيد منه صناديق التحوط
هذه البنود قد تكون محاولة لامتصاص غضب الطبقة الوسطى، لكن في حزب يعارض تقليديًا أي زيادات ضريبية، تبدو هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر السياسية.
وبينما يسعى الجمهوريون لتمرير الحزمة بين مايو وأغسطس، فإن التحايل المحاسبي لاعتبار التخفيضات "صفرية التكلفة" قد يواجه عقبات قانونية وتشريعية معقدة.
الخلاصة:
في لحظة تبدو فيها الأسواق في حالة انكماش وانعدام ثقة، يحاول الجمهوريون فرض أجندة اقتصادية مزدوجة تتضمن خفض الضرائب وزيادة الدين العام. لكن مع تصاعد التوترات التجارية، وانقسام داخلي، وقلق المستثمرين من تبعات الرسوم، يبدو أن المسار نحو التمرير مليء بالعراقيل.
المعادلة التي يطرحها الجمهوريون هي: خفض الضرائب + تحرير التجارة بالقوة = نمو اقتصادي.
لكن الأسواق تقول شيئًا آخر تمامًا: عدم اليقين + تضخم + دين = ركود وشيك.
📩 اشترك الآن في نشرة مركب المدفوعة بأقل من 9 دولارات شهريًا لتصلك الفرص الاستثمارية — ابقَ في قلب الحدث.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet