!هل بدأت وول ستريت تفقد الزخم؟ باركليز يطلق جرس الإنذار
في خطوة هزّت ثقة المستثمرين، خفّض بنك Barclays توقعاته لمؤشر S&P 500 لنهاية عام 2025 إلى 5900 نقطة فقط، ليصبح بذلك صاحب النظرة الأكثر تشاؤمًا بين كبار بنوك وول ستريت. هذا التخفيض الحاد يعكس مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية المتصاعدة، التي بدأت إدارة ترامب في تنفيذها، قد تُقوّض الأرباح وتضغط على النمو الاقتصادي الأميركي.
فما الذي دفع Barclays لاتخاذ هذا الموقف المتشائم؟ وهل تتحوّل الرسوم إلى شرارة ركود محتمل؟
الرسوم الجمركية تُهدد الأرباح... والضغوط تتزايد
في مذكرة بحثية حديثة، أوضح Barclays أن الرسوم التي فُرضت مؤخرًا على الصين، إلى جانب الرسوم الانتقامية المحتملة من شركاء تجاريين آخرين، قد تؤدي إلى:
تراجع أرباح الشركات المدرجة في S&P 500 بنسبة 1.6%
انخفاض إضافي بنسبة 0.7% في حال حدوث ردود انتقامية واسعة النطاق
يُظهر الرسم التأثير المحتمل للرسوم الجمركية المباشرة والردود الانتقامية على أرباح الشركات حسب القطاع، مع انخفاض إجمالي يُقدّر بـ2.3%.
وبحسب Barclays، فإن هذه الرسوم لا تؤدي فقط إلى رفع التكاليف المباشرة، بل تُقلّص هوامش الربح وتضعف القدرة التنافسية على المدى الطويل، ما يُجبر الشركات على إعادة تسعير منتجاتها أو خفض النفقات.
"تشير تقديراتنا إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تباطؤ كبير في النشاط الاقتصادي الأميركي دون الوصول إلى مرحلة الركود الكامل، مما يترك مجالًا لتعافي التقييمات تدريجيًا."
سيناريوهات متضاربة... لكن الهبوط محتمل
يطرح Barclays ثلاثة سيناريوهات محتملة لمسار السوق خلال العام الجاري:
1. السيناريو الأساسي:
فرض رسوم أعلى على الصين ورسوم بنسبة 5% على باقي الدول. في هذا السيناريو، يتماسك الاقتصاد الأميركي، لكن النمو يتباطأ تدريجيًا وتبقى التقييمات تحت الضغط.
2. سيناريو التصعيد الكامل:
يشمل فرض رسوم واسعة النطاق على كندا والمكسيك ودول أوروبا، مما يُفاقم من خطر الركود. وقد ينخفض مؤشر S&P 500 إلى 4400 نقطة — ما يُعادل هبوطًا بنسبة تفوق 20% من المستويات الحالية.
3. سيناريو التراجع عن الرسوم:
يمنح السوق فرصة انتعاش قوية، مدفوعة بآمال تحسّن أرباح الشركات وتخفيف الضغوط التضخمية.
هل Barclays وحده في هذا الرأي؟
لا، ولكن يبقى هو الأكثر تشاؤمًا:
Goldman Sachs وRBC خفّضا مستهدفاتهما إلى 6200 نقطة.
Citi وHSBC باتا أكثر حذرًا لكن لم يخفضا التوقعات.
Oppenheimer ما يزال الأكثر تفاؤلًا بتوقعات تفوق 7000 نقطة.
ما يُميز Barclays هو صراحته في الإشارة إلى أن السوق قد يكون بالفعل بلغ ذروته، وأن ما تبقّى من 2025 قد لا يحمل سوى مكاسب هامشية، إن وجدت.
ما الذي يعنيه ذلك للمستثمرين؟
الرسالة واضحة: لم يعد بإمكان المستثمرين الاعتماد على زخم النمو وحده. التقييمات المرتفعة، الرسوم التجارية، والغموض الاقتصادي، كلها عوامل تُحتّم إعادة النظر في مكونات المحافظ الاستثمارية.
قد يكون التركيز على القطاعات الدفاعية مثل:
الرعاية الصحية
البنية التحتية
أسهم التكنولوجيا ذات التدفق النقدي القوي
هو النهج الأفضل لتقليل المخاطر.
الخلاصة
مع تصاعد الحمائية التجارية، واشتداد الضغوط على أرباح الشركات، تُشكّل توقعات Barclays تحذيرًا مهمًا من الإفراط في التفاؤل. وبين سيناريوهات النمو المتباطئ أو الركود الكامل، يبدو أن السوق يتجه نحو اختبار حقيقي لقدرة الاقتصاد الأميركي على الصمود في وجه العواصف السياسية والتجارية المقبلة.
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات الأسواق وآخر التحديثات حول السياسة التجارية الأميركية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet