تحذير من تباطؤ النمو من أيه أس أم أل.. فهل يكون الذكاء الاصطناعي هو المحرك الوحيد المتبقي؟
في وقت يتواصل فيه التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أطلقت شركة ASML، المورد الأكبر عالميًا لمعدات تصنيع الرقائق، إشارات إنذار حقيقية بشأن تأثير الرسوم الجمركية على توقعاتها المستقبلية. فرغم تمسك الشركة بتوجيهاتها المالية للعام الجاري، فإن الضبابية تتكثف حول آفاق 2025 و2026، وسط ضغوط حادة من السياسات التجارية والبيئة الكلية.
طلبيات دون التوقعات... والرسوم تُقلق مستقبل النمو
كشفت نتائج الربع الأول عن طلبيات جديدة بقيمة 3.9 مليار يورو (4.4 مليار دولار)، أي أقل بكثير من التوقعات البالغة 4.89 مليار يورو (5.56 مليار دولار)، مما تسبب في تراجع سهم ASML بنسبة 4.12% في تداولات ما قبل الافتتاح، ليصل إلى 654.99 دولار بعد أن أغلق أمس عند 683.16 دولار.
الرئيس التنفيذي كريستوف فوكيه أكد أن المحادثات مع العملاء لا تزال تدعم توقعات النمو لعامي 2025 و2026، لكنه أقر بأن التصعيد الأخير في الرسوم الجمركية "زاد من حالة عدم اليقين في البيئة الكلية".
ASML تُحمّل الزبائن الأميركيين العبء... وتُطالب بتجارة حرة
في تصريحات واضحة، قال المدير المالي روجر داسين إن الشركة ستقوم بتمرير "معظم تكاليف الرسوم الجمركية إلى عملائها، خصوصًا في الولايات المتحدة"، مؤكدًا أن الشركة تؤمن بمبدأ التوزيع العادل للعبء.
كما دعا داسين إلى إنشاء مناطق تجارة حرة بين أوروبا والولايات المتحدة لتفادي الازدواج الضريبي والرسوم الزائدة الناتجة عن شحن المكونات عدة مرات بين القارات. وتُشير تقديرات إلى أن التكلفة الإجمالية للرسوم قد تتجاوز مليار دولار سنويًا على صانعي المعدات الأميركيين وحدهم.
الذكاء الاصطناعي يحفظ الزخم... والصين تفاجئ بالطلب
رغم التوترات، أكدت الشركة أن الطلب على منتجاتها لا يزال مدفوعًا بالتوسع في الذكاء الاصطناعي، مع مفاجأة إيجابية من السوق الصيني الذي شهد طلبًا أقوى من المتوقع مطلع عام 2025.
ويأتي هذا بالتزامن مع خسائر Nvidia البالغة 5.5 مليار دولار نتيجة قيود واشنطن على تصدير شرائح H20 إلى الصين، ما يعكس مدى حساسية سلاسل التوريد التقنية للقرارات السياسية.
التوجيهات ثابتة... لكن الربع الثاني لا يحمل مفاجآت
تتوقع ASML أن تتراوح إيرادات الربع الثاني بين 7.2 و7.7 مليار يورو، وهي أرقام أقل من متوسط توقعات المحللين عند 7.73 مليار يورو. ومع ذلك، أبقت الشركة على توجيهاتها المالية للعام بالكامل، في خطوة فُسرت على أنها مؤشر على ثقة نسبية رغم الاضطرابات.
المحلل تيم شولز ميلاندر من Redburn Atlantic أشار إلى أن شركات مثل TSMC وNvidia تستفيد حاليًا من زخم الذكاء الاصطناعي أكثر من منافسيها مثل Intel وSamsung.
أما نيك روسوليلو من Concinnus Financial فقال: "من الجيد أن ASML لم تلغِ توجيهاتها، وهذا يخفف من وقع صدمة الطلبيات."
عدوى الانخفاض تمتد إلى قطاع الرقائق
تراجع سهم ASML لم يكن حدثًا معزولًا، بل امتدت العدوى إلى شركات كبرى في القطاع:
ASM International
BE Semiconductor Industries
Soitec
Infineon
STMicroelectronics
جميعها سجلت خسائر متباينة، ما يُبرز مدى تأثر القطاع بتقلبات السياسة التجارية والجمركية، ويعكس هشاشة المشهد الراهن.
الخلاصة
بينما تواصل ASML ريادتها التقنية في مجال الطباعة الضوئية المتقدمة EUV، فإن الرسوم الجمركية والقيود التجارية الأميركية تُهدد بإبطاء عجلة النمو. ومع تعهد الشركة بتحميل الزبائن الأميركيين العبء المالي، تبرز مخاوف من انعكاسات أوسع تطال سلاسل التوريد العالمية.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يمثل محركًا قويًا للنمو، فإن المستقبل القريب مرهون بقدرة الأسواق على امتصاص صدمات السياسة، وقدرة الشركات على التحايل على القيود عبر الابتكار والمناورة الدبلوماسية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب لأحدث تطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet