هل تتخلى ميتا عن حلمها الكبير؟ تسريحات تضرب وحدة الواقع الافتراضي
خسائر بمليارات وتسريحات في قسم الألعاب... لكن زوكربيرغ متمسّك بـ"الميتافيرس"
في أحدث فصول إعادة الهيكلة داخل شركة ميتا (Meta)، أُعلِن عن تسريح عدد غير محدد من الموظفين ضمن "Reality Labs"، الذراع المسؤولة عن تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. الخطوة أثارت تساؤلات حقيقية حول مستقبل استثمارات ميتا في هذا المجال، خاصة في ظل استمرار النزيف المالي وتصاعد الضغوط على وحدة "الميتافيرس".
تغييرات داخل "Oculus Studios" وسط خسائر متراكمة
أوضحت ميتا أن التسريحات الأخيرة طالت فرقًا تعمل ضمن "Oculus Studios"، وتحديدًا في مشاريع مثل لعبة اللياقة الافتراضية Supernatural، في إطار ما وصفته الشركة بـ"تحسين الكفاءة في تطوير تجارب الواقع المختلط".
ورغم أن ميتا لم تكشف عن عدد الموظفين المتأثرين، إلا أن التوقيت يشير إلى محاولة لاحتواء الخسائر التشغيلية المتواصلة في Reality Labs، التي سجّلت عجزًا بنحو 5 مليارات دولار في الربع الرابع من 2024 وحده.
Reality Labs هي القسم المسؤول عن تطوير نظارات Quest، وواجهات Horizon، وتجارب الواقع المعزز والافتراضي داخل ميتا.
طموحات زوكربيرغ... في مواجهة الواقع المالي
مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة، لا يزال متمسكًا برؤيته طويلة الأجل حول "الميتافيرس"، ويرى في الواقع الافتراضي حجر الأساس للتفاعل الاجتماعي والاقتصادي في المستقبل. ومع ذلك، فإن الاستثمارات الهائلة لم تُترجم بعد إلى أرباح مستدامة.
"الميتافيرس ليس رهانًا قصير الأجل... بل بناء لعقود قادمة."
— مارك زوكربيرغ في مؤتمر Connect الأخير
هذه التصريحات تأتي في وقت خفضت فيه الشركة من إنفاقها الرأسمالي، وأجرت عدة موجات تسريح سابقة منذ 2023، شملت آلاف الموظفين في مجالات متعددة.
حتى نهاية 2024، بلغ عدد موظفي ميتا عالميًا 74,067 موظفًا، أي بتراجع ملحوظ مقارنة بأعلى مستويات التوظيف في 2022.
رؤية استراتيجية أم تراجع تكتيكي؟
تشير إعادة الهيكلة إلى أن ميتا تُخفّض من التكاليف في المشاريع التي لا تولد إيرادات فورية، مثل بعض الألعاب أو تطبيقات اللياقة المخصصة لـQuest. لكن لم يتم المساس بجوهر مشاريع "الميتافيرس" الأساسية، وهو ما يدل على أن التحرك هو إعادة تموضع لا انسحاب.
الخلاصة
ميتا تُحاول تحقيق توازن معقد بين الاستمرار في رؤية بعيدة المدى تتعلق بالمستقبل الرقمي، وبين الحاجة إلى ضبط الإنفاق في مواجهة تحديات مالية وواقعية. التسريحات الأخيرة في Reality Labs ليست إشارة تراجع عن مشروع الميتافيرس، بقدر ما هي تكتيك دفاعي مرحلي لحماية الموارد وضبط الأولويات.
لكن السؤال الأهم الآن هو: كم من الوقت يمكن لزوكربيرغ أن يُبقي هذا الرهان الاستراتيجي حيًّا… قبل أن يُطالب السوق بعائدات ملموسة؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet