رسوم ترمب تعيد ذاكرة 2018.. هل يدفع الجمهوريون الثمن في 2026؟
في ظل تجدد التصعيد التجاري بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، تعود إلى الواجهة تساؤلات جوهرية: هل تتسبب الرسوم الجمركية الجديدة في خسارة الجمهوريين أغلبيتهم السياسية في انتخابات 2026؟
تجربة عام 2018 لا تزال ماثلة في الأذهان، حين خسر الحزب الجمهوري أكثر من 40 مقعدًا في مجلس النواب، في انتخابات لعبت فيها الرسوم الجمركية دورًا مهمًا في تأجيج الاستياء الشعبي، خاصة في المناطق الريفية والصناعية.
"يوم التحرير".. تصعيد اقتصادي أوسع من السابق
بخلاف استراتيجيته السابقة، يسوّق ترامب هذه المرة خطته الجمركية تحت شعار "يوم التحرير"، مع توجه نحو فرض رسوم شاملة تصل إلى 20% على الواردات، وهو ما يُعد تصعيدًا واسع النطاق مقارنة برسوم 2018 التي استهدفت فئات محددة من السلع.
بحسب تحليل Yale Budget Lab، هذه الرسوم قد ترفع معدل التضخم بين 2.1% و2.6%، وتكلف الأسرة الأميركية ما بين 3400 و4200 دولار سنويًا، ما يُوصل معدل الرسوم الإجمالي في الولايات المتحدة إلى 32.8%، الأعلى منذ عام 1872.
من الغسالات إلى السيارات والغذاء
️أدت رسوم 2018 إلى ارتفاع أسعار معدات الغسيل بأكثر من 30% خلال فترة تطبيقها، وهي زيادة تفوقت على التضخم العام وأسعار معظم الأجهزة الأخرى. وبعد إلغاء الرسوم في 2023، انخفضت الأسعار قليلًا، لكنها لم تعد إلى مستويات ما قبل الرسوم.
أما في خطة 2025، فستشمل الرسوم قطاعات أكثر حساسية للمستهلك:
الغذاء: إذا فُرضت رسوم على الواردات من المكسيك
السيارات: حيث قد ترتفع أسعار السيارات الجديدة بآلاف الدولارات
هذا الاتساع في نطاق الرسوم يجعل تأثيرها أكثر وضوحًا وأشد وطأة على الطبقات المتوسطة والمنخفضة الدخل.
الدرس من 2018: الناخبون لا ينسون
دراسة أجرتها جامعة دارتموث أظهرت أن المرشحين الجمهوريين في المناطق الريفية المتأثرة بالرسوم والردود الانتقامية خسروا دعمًا انتخابيًا أكبر من أقرانهم في مناطق أقل تأثرًا.
ورغم أن رسوم 2018 استهدفت مكونات صناعية غير مرئية للمستهلك النهائي، فإن خطة 2025 ستؤثر بشكل مباشر على فواتير الأسر اليومية.
تقول البروفيسورة إميلي بلانشارد: "الرسوم الجديدة ستُثقل كاهل الأسر منخفضة ومتوسطة الدخل بشكل خاص، رغم أن الجميع سيشعر بالضغوط، حتى وإن استفادت بعض الصناعات من الحماية الجديدة."
إشارات انتخابية مقلقة بالفعل
المخاوف الجمهورية لا تأتي من فراغ، بل تُعززها نتائج انتخابات خاصة جرت مؤخرًا:
في ويسكونسن، خسر الجمهوريون سباق المحكمة العليا بفارق 10 نقاط، رغم دعم مالي كبير من إيلون ماسك.
في فلوريدا، فاز الجمهوريون بمقعدين في الكونغرس، لكن بهوامش أصغر بكثير من تلك التي حققها ترامب سابقًا.
علّق توبي ماركوس من Wolfe Research: "نرى نمطًا يتكرر: رد فعل انتخابي سلبي تجاه الحزب الحاكم... والظروف مهيأة لسيناريو مشابه لما حصل في 2018."
هل تتكرر الخسارة في 2026؟
وفق تحليل من فيرونيك دي روجي من مركز Mercatus، فإن استمرار الإدارة في هذا المسار قد يُكلف الجمهوريين أغلبيتهم في الكونغرس:
"إذا لم تتغير السياسة الحالية، فالجمهوريون سيواجهون صعوبة كبيرة في الحفاظ على أغلبيتهم."
والمفارقة أن شعار حملة ترامب في 2024 ركّز على خفض الأسعار ومحاربة التضخم، في حين أن الرسوم الجمركية المقترحة تهدد بتحقيق عكس ذلك تمامًا.
خلاصة مركب
الرسوم الجمركية ليست مجرد سياسة اقتصادية، بل أداة سياسية حساسة قد تنقلب على من يستخدمها. التجربة السابقة عام 2018 أظهرت أن الناخب الأميركي يعاقب من يمس جيبه، خاصة في الولايات والمقاطعات التي تعتمد بشكل كبير على المنتجات المستوردة.
ومع التوسع المرتقب في خطة "التحرير"، يواجه الجمهوريون تحديًا استراتيجيًا: إما تحقيق مكاسب تجارية على المدى الطويل، أو خسارة الأغلبية في 2026 تحت ضغط رد فعل الناخبين الفوري.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet