في لحظة سياسية واقتصادية فارقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حديقة الورود في البيت الأبيض عن إطلاق خطته التجارية الجديدة تحت اسم "يوم التحرير"، التي تشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات، مع تطبيق رسوم أعلى على دول بعينها، وصفها بأنها "الأسوأ في تعاملها التجاري مع أميركا".
توزيع الرسوم الانتقائية الجديدة، التي تستهدف بلدانًا محددة بناءً على تقييم البيت الأبيض لمستويات الرسوم والقيود غير الجمركية المفروضة على الصادرات الأميركية.
الصين: 34%
فيتنام: 46%
الاتحاد الأوروبي: 20%
اليابان، تايوان، الهند، كوريا الجنوبية، سويسرا: بين 20% و36%
"المعاملة بالمثل".. وفقًا لمعادلة ترامب
خلال الخطاب، وصف ترامب السياسة الجديدة بأنها استجابة عادلة لتشوهات التجارة العالمية:
"نحن فقط نعامل الآخرين كما يعاملوننا... الأمر لا يمكن أن يكون أسهل من ذلك."
وأشار إلى أن "يوم التحرير" هو تتويج لعقود من العمل على تصحيح الميزان التجاري، مؤكدًا أن الحروب التجارية السابقة لم تكن كافية لإحداث التغيير المطلوب.
إعلان يأتي في لحظة سياسية مضطربة
الإعلان عن الخطة يأتي في توقيت حساس سياسيًا، حيث تُواجه إدارة ترامب ضغوطًا متزايدة بعد سلسلة من الخسائر الانتخابية الفرعية، أبرزها في ولاية ويسكونسن. كذلك يُتوقع أن يُعرض اليوم مشروع قرار في مجلس الشيوخ لإلغاء الرسوم المفروضة على كندا.
وفي تطور لافت، أفادت تقارير بأن الرئيس قد يطلب من إيلون ماسك التنحي عن دوره الرسمي في البيت الأبيض، في ظل توترات متصاعدة بعد فشل مرشح مدعوم من ماسك في إحدى الولايات المتأرجحة.
العالم يرد.. واستعدادات لموجة انتقام تجاري
ردود الأفعال الدولية لم تتأخر، إذ أعلنت كل من الصين، اليابان، وكوريا الجنوبية عن نيتها الرد على الخطوة الأميركية بشكل مشترك، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات التجارية العالمية.
وحذّرت مؤسسة Capitol Economics من أن الأسواق قد تشهد مزيدًا من التقلبات حتى بعد الإعلان الرسمي، بسبب "نهج ترامب غير المتوقع في تطبيق الرسوم".
التأثير المحتمل على المستهلك الأميركي
بينما يُروّج البيت الأبيض للخطة باعتبارها محفزًا للنمو المحلي، متوقعًا توليد استثمارات بقيمة 5 تريليونات دولار، يرى اقتصاديون أن الواقع قد يكون مختلفًا:
ارتفاع في أسعار السيارات نتيجة الرسوم على الواردات الأوروبية والآسيوية
زيادة في أسعار الأغذية في حال توسيع الرسوم لتشمل المكسيك
ضغط مباشر على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض
الرسوم الشاملة قد تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر هشاشة، مما يُعيد إلى الأذهان تجربة 2018 وما تبعها من عقاب انتخابي للجمهوريين.
الخلاصة
خطة "يوم التحرير" تُجسّد رؤية ترامب لاقتصاد أميركي أكثر انغلاقًا واعتمادًا على الذات. لكنها في الوقت نفسه تُهدد بإعادة إشعال حرب تجارية عالمية، وخلق موجة تضخمية جديدة في الداخل الأميركي.
الرهان كبير: هل ستُترجم هذه الخطوة إلى مكاسب اقتصادية حقيقية ونمو في الوظائف؟ أم أن الثمن سيكون اقتصاديًا وانتخابيًا باهظًا في 2026؟
📩 اشترك في نشرة مركب لتصلك تحليلات حصرية عن السياسات التجارية وتأثيرها على الأسواق!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet