انهيار في وول ستريت بعد رسوم ترامب.. أسوأ يوم للأسواق منذ 2020
في جلسة مشحونة بالتقلبات، شهدت الأسواق الأميركية يوم الخميس أسوأ تراجع لها منذ عام 2020، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية غير مسبوقة شملت جميع الشركاء التجاريين تقريبًا، تحت شعار "يوم التحرير". الإعلان فجّر موجة بيع واسعة، وأعاد إلى الأذهان سيناريو الانهيارات السابقة المرتبطة بالأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.
خسائر قياسية تهز وول ستريت
أرقام جلسة الخميس تعكس عمق الصدمة:
مؤشر داو جونز هبط بأكثر من 1,700 نقطة (-3.98%)، في خامس أسوأ جلسة بالنقاط في تاريخه.
S&P 500 فقد ما يقارب 5%، فيما تراجع ناسداك بنسبة 6%.
Russell 2000 للأسهم الصغيرة انخفض بنسبة 6.4%، ما يجعله قريبًا من دخول السوق الهابطة رسميًا.
وعلى صعيد أدوات الدخل الثابت، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.05%، في أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2024. كما تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 1.5%، مع هروب المستثمرين نحو الأصول الدفاعية.
من الرابح ومن الخاسر؟
الخاسر الأكبر كان شركات التكنولوجيا العملاقة، حيث فقدت "السبعة العظماء" أكثر من 800 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد:
Apple (AAPL) تراجعت بأكثر من 9%، وهي أكبر خسارة يومية منذ 2020، نتيجة التعرفة الجمركية على الصين بنسبة 54%، ما يُهدد سلاسل التوريد الخاصة بها.
Nvidia (NVDA) خسرت أكثر من 7%، وسط مخاوف من تعطل شحنات الشرائح المتقدمة.
Amazon (AMZN)، Alphabet (GOOGL)، وTesla (TSLA) هبطت بنسبة تتراوح بين 6–7%.
وفي المقابل، القطاعات الدفاعية أظهرت بعض التماسك:
Lamb Weston، Kroger، وPhilip Morris حققت مكاسب، مع تحوّل المستثمرين إلى الشركات ذات الطلب المستقر والمنتجات الأساسية.
تحذيرات من ركود.. واحتمالات خفض الفائدة ترتفع
تحذيرات المحللين لم تتأخر:
Oxford Economics حذّرت من أن الاقتصاد الأميركي أصبح "معرضًا بشدة للركود خلال الـ12 شهرًا المقبلة".
Morningstar وصفت الخطوة بـ"الكارثة الاقتصادية الذاتية".
JPMorgan تحدثت عن تآكل القدرة الشرائية واحتمالات تراجع الاستهلاك.
Bank of America رأت أن سيناريو الركود التضخمي بات الأكثر ترجيحًا.
الأسواق بدأت فعليًا تسعير 4 تخفيضات محتملة للفائدة من الفيدرالي خلال 2025، مع تحوّل جذري في السياسة النقدية من كبح التضخم إلى تحفيز النمو.
قطاعات تحت الضغط الشديد
الرسوم الجمركية طالت بشكل خاص القطاعات الحساسة:
تجزئة الإلكترونيات:
Best Buy (BBY) هبطت بنسبة 17%.
RH خسرت 40% بعد تحذيرها من ضعف الطلب واعتمادها الكبير على آسيا.
الأجهزة الطبية:
GE Healthcare تراجعت بأكثر من 10%، وسط مخاوف من الرسوم الجديدة وغياب الإعفاءات.
قطاع السيارات:
بدء تطبيق رسوم بنسبة 25% على واردات السيارات وقطع الغيار، ما يُهدد بهبوط إضافي في أرباح شركات مثل Ford، GM، وStellantis.
تأثيرات عالمية وانقسامات جيوسياسية جديدة
الارتدادات لم تقتصر على وول ستريت:
Stoxx 600 الأوروبي انخفض بأكثر من 2.5%.
Nikkei 225 الياباني هبط 2.7%، متأثرًا برسوم 24% على صادرات اليابان.
Wells Fargo حذّرت من دخول العالم في عصر جديد من التفكك الاقتصادي العالمي، مع تشكل ثلاث كتل تجارية متضادة: أميركا، الصين، وأوروبا.
وفيما يُصر ترامب على أن "الأسواق ستنتعش"، يترقب المستثمرون تقرير الوظائف الأميركية كمؤشر حاسم لمسار الاقتصاد خلال الربع القادم.
الخلاصة
"يوم التحرير" تحوّل من شعارات سياسية إلى واقع اقتصادي يعصف بالأسواق العالمية. في يوم واحد، اهتزت المؤشرات، وتراجعت الأسهم القيادية، وانقلبت التوقعات من تفاؤل إلى تحذيرات جدية من ركود اقتصادي محتمل.
الرسوم الجمركية لم تعد فقط أداة ضغط سياسي، بل أصبحت محركًا رئيسيًا للأسواق، وقد تُعيد رسم خارطة الاقتصاد العالمي لعقود قادمة.
📩 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث التحليلات وأبرز الأسهم الاستثمارية الواعدة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet