أسوأ أسبوع للأسهم منذ 2020.. الرسوم الجمركية تعيد شبح الانهيار
أسبوع واحد فقط كان كافيًا لتحويل المشهد في الأسواق الأميركية من حالة تفاؤل نسبي إلى أكبر تراجع أسبوعي منذ جائحة كورونا.
ما حصل ليس مجرد تراجع عادي، بل زلزال مالي تفجّر من البيت الأبيض بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية شاملة طالت 185 دولة، لتبدأ بعدها الأسواق رحلة هبوط حادة، وتسجّل المؤشرات خسائر تاريخية.
تراجع مؤشرات داو جونز وناسداك وS&P 500 منذ 31 مارس وحتى إغلاق 4 أبريل، حيث بدأ الانخفاض الحاد فور إعلان الرسوم الجمركية في الثالث من أبريل واستمر حتى نهاية الأسبوع —
(المصدر: Yahoo Finance)
الأسواق تهوي بلا مقاومة: S&P 500 ينخفض 6% في أسبوع واحد
في البداية، افتتحت الأسواق الأسبوع على مكاسب، لكن بحلول مساء الأربعاء تغيّر كل شيء.
إعلان ترامب عن رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الدول، ورسوم تصاعدية تصل إلى 54% على الصين، فجّر حالة من الذعر، ودفع المستثمرين إلى موجة بيع جماعية.
S&P 500 أغلق عند 5,074 نقطة، منخفضًا أكثر من 6% أسبوعيًا، وبفارق 17% عن قمته في فبراير.
ناسداك وداو جونز شاركا في الهبوط، وسط عمليات بيع مكثفة طالت كافة القطاعات.
أكثر القطاعات تضررًا: التكنولوجيا، التجزئة، والسلع الرأسمالية.
تصعيد تجاري متبادل مع الصين يزيد اللهيب
وفي تصعيد متوقع، ردّت الصين بإعلان رسوم انتقامية بنسبة 34% على جميع الواردات الأميركية، إضافة إلى قيود تصدير على معادن نادرة، وإجراءات ضد شركات أميركية رئيسية.
صباح الجمعة، دخلت الأسواق في حالة ذعر مفتوح مع تراجع جديد في المؤشرات، وسط غياب أي مؤشرات على التهدئة.
ورغم التوتر، لم يُبدِ ترامب أي مرونة، بل كتب على Truth Social:
“MY POLICIES WILL NEVER CHANGE.”
رسالة واضحة لوول ستريت: لا تراجع عن التصعيد.
الأسواق تترقب الفيدرالي.. ولا تجد ما يُطمئنها
مع تزايد التوترات وتراجع الثقة، بدأت الأسواق تُسعّر أكثر من 4 تخفيضات للفائدة خلال 2025، في تحوّل دراماتيكي مقارنة بتوقعات بداية العام.
معدل البطالة ارتفع إلى 4.2% في مارس، ما يزيد احتمالات التباطؤ.
لكن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لم يلبِّ آمال المستثمرين، وقال خلال مؤتمر صحفي:
“من المبكر جدًا تحديد رد السياسة النقدية المناسب لهذه التطورات الجديدة.”
بمعنى أوضح: الفيدرالي سيتريث، رغم الضغوط.
لا "Trump put".. ولا "Fed put"
لفترة طويلة، كانت الأسواق تعتمد على ما يُعرف بـ"Trump put" أو "Fed put" — أي التدخل المتوقع من الرئيس أو الفيدرالي عند حدوث تصحيح كبير.
لكن هذا الأسبوع، لم يظهر أيٌّ من الطرفين في مشهد الإنقاذ.
ترامب يؤكد استمرار الرسوم، ويصف الأزمة بأنها "جراحة مؤلمة لكنها ضرورية".
باول يُصرّ على الترقب حتى تتضح تداعيات الرسوم، رغم تراجع السوق الحاد.
النتيجة؟ فراغ في القيادة السوقية، وثقة تهتزّ، ومُستثمرون يتحسسون خطواتهم وسط ضباب كثيف.
الخلاصة:
أطلقت حزمة الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب أكبر موجة بيع في وول ستريت منذ جائحة كورونا، وسط غياب لأي دعم من الفيدرالي أو البيت الأبيض.
وفي بيئة لا يوجد فيها "مظلة حماية"، ومع تصعيد متبادل بين واشنطن وبكين، بدأت الأسواق الدخول في مرحلة تصحيح قد تطول، بينما يتزايد الخوف من ركود يلوح في الأفق.
الرسالة الآن واضحة: لا ضمانات من واشنطن، ولا تدخلات سريعة من الفيدرالي. والأسواق وحدها تدفع الثمن.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet