رسوم جمركية جديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وقطاع السيارات يستعد لموجة غلاء
بدأت الولايات المتحدة يوم الخميس تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، في خطوة تصعيدية تُهدد بزيادة حادة في أسعار السيارات، وخلق ضغوط كبيرة على سلاسل التوريد في قطاع السيارات، ضمن ما وصفه الرئيس دونالد ترامب بـ"حرب تحرير اقتصادية" جديدة.
الإجراء يأتي بعد يوم واحد فقط من إعلان ترامب عن رسوم عامة بنسبة 10% على كافة الدول، ورسوم أعلى على بعض الدول التي وصفها بـ"غير العادلة"، لكن قطاع السيارات وقطع الغيار تلقى ضربة مضاعفة عبر رسم خاص بنسبة 25%.
آلاف الدولارات قد تُضاف إلى سعر السيارة الجديدة
وفق تقديرات Bernstein، فإن الرسوم الجديدة ستُشكّل عبئًا مباشرًا على تكلفة الإنتاج، خاصة أن بعض الشحنات التي تم استيرادها قبل تاريخ 3 مايو لن تُعفى من هذه الرسوم، ما يعني أن المصانع والتجار سيضطرون إلى تمرير التكاليف للمستهلك.
شركات مثل Ford، General Motors، Tesla بدأت بالفعل حملات خصم تهدف إلى حماية المبيعات من الصدمة السعرية.
المبيعات السنوية للسيارات قفزت إلى 17.8 مليون وحدة في مارس، حيث سارع المستهلكون للشراء قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ.
تغييرات محتملة في خطوط الإنتاج
الرسوم دفعت العديد من الشركات لإعادة التفكير في استراتيجياتها الإنتاجية:
Ford أطلقت حملة بعنوان "من أميركا، لأميركا"، تتضمن خصومات واسعة النطاق، شبيهة بحملات ما بعد أحداث 11 سبتمبر.
مرسيدس بنز تدرس سحب بعض الطرازات الاقتصادية من السوق الأميركي، والتركيز على التصنيع المحلي.
Volvo قررت تعزيز إنتاجها في مصنع كارولاينا الجنوبية، وتنظر في نقل إنتاج طراز جديد إلى هذا المصنع.
Volkswagen أرسلت تحذيرات إلى وكلائها في أميركا بشأن احتمال رفع الأسعار نتيجة الرسوم.
قال يورغ بورزر، رئيس إنتاج مرسيدس:
"نُقيّم الآثار بشكل دقيق... لكن في هذه المرحلة، المرونة هي مفتاح البقاء."
كندا والمكسيك.. استثناء مؤقت أم تأجيل للخلاف؟
الرسوم بنسبة 25% تشمل أيضًا الواردات من كندا والمكسيك، لكن المنتجات التي تفي بشروط اتفاق التجارة الحرة تحت مظلة USMCA لا تزال معفاة مؤقتًا. في حال تقرر إلغاء هذا الإعفاء، ستُطبق الرسوم الجديدة على الفور ضمن النظام الجمركي المعدل.
رد فعل الأسواق: خسائر متفاوتة في قطاع السيارات
تفاعل السوق كان فوريًا:
Tesla انخفضت بنسبة 5%
GM تراجعت 1.3%
Ford فقدت 1%
Stellantis استقرت دون تغيير ملحوظ
ورغم هذه الخسائر، تمكنت بعض الأسهم من تقليص تراجعها لاحقًا، مدعومة بتوقعات تدخل حكومي محتمل أو قدرة الشركات على التكيّف.
الخلاصة
الرسوم الجديدة التي فرضها ترامب على السيارات تمثل تحولًا جوهريًا في السياسة الصناعية الأميركية، لكنها في الوقت نفسه تُشكّل مخاطر فورية على الأسعار، وسلاسل التوريد، والمستهلك الأميركي.
وبينما قد تُشجع هذه الخطوة على التصنيع المحلي على المدى الطويل، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع القطاع التأقلم دون خسارة في الوظائف والمبيعات؟ أم أننا أمام بداية موجة جديدة من الانسحاب التدريجي للشركات الأجنبية من السوق الأميركي؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet