البيت الأبيض ينفي تجميد الرسوم.. الأسواق تتقلب والثقة على المحك
رغم الذعر في الأسواق العالمية، الإدارة الأميركية تواصل التصعيد وتصف الشائعات بالأخبار المزيفة
مع تصاعد حالة القلق في الأسواق، وتضارب الإشارات القادمة من واشنطن، نفى البيت الأبيض بشكل قاطع وجود أي نية لتجميد الرسوم الجمركية الجديدة التي يُفترض أن تدخل حيز التنفيذ في 9 أبريل. ورغم تذبذب الأسواق وارتفاع الأصوات الداعية للتراجع، يبدو أن الرئيس دونالد ترمب ماضٍ في طريقه حتى النهاية.
إشاعة واحدة أربكت السوق
صباح الاثنين، اجتاحت الأسواق موجة تفاؤل مفاجئة بعد تداول خبر عاجل من حساب Unusual Whales على منصة X، يُفيد بأن ترمب "يستعد لتجميد الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا". لكن لم تكد تمر دقائق حتى جاء الرد الصارم من الحساب الرسمي التابع للبيت الأبيض Rapid Response 47: "خطأ. أخبار مزيفة."
ورغم أن الأسواق ارتفعت مؤقتًا، سرعان ما عادت إلى الهبوط بعد أن تبين أن كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي، لم يُصرّح بشيء مؤكد، بل قال فقط:
"الرئيس سيتخذ القرار الذي يراه مناسبًا."
الإدارة تتمسك بالتصعيد رغم الذعر
رغم خسائر ضخمة في وول ستريت وتنامي الخوف من دخول السوق في ركود، فإن إدارة ترمب لم تُبدِ أي تردد في تنفيذ الرسوم.
🔹 وزير الخزانة سكوت بيسنت قال في مقابلة على NBC:
"الأميركيون الذين ادخروا لعقود لا يهتمون بتقلبات يوم أو يومين."
🔹 بيتر نافارو، المستشار التجاري البارز، ذهب أبعد من ذلك، متوقعًا أن تؤدي الرسوم إلى تمهيد الطريق لأكبر خفض ضريبي في تاريخ أميركا، وقال:
"لا داعي للذعر... أي حديث عن ركود يبدو سخيفًا."
ترمب: لا تراجع.. وعلى الفيدرالي أن يتحرك
الرئيس ترمب، من جانبه، واصل الضغط على الاحتياطي الفيدرالي، مغردًا على Truth Social:
"على الفيدرالي البطيء أن يخفض الفائدة!"
وفي تصريح آخر من الطائرة الرئاسية، قال:
"أنا لا أريد أن تنهار الأسواق، لكن أحيانًا عليك أن تأخذ الدواء لعلاج المرض."
رسالة واضحة: حتى مع تصاعد الخسائر، ترمب ماضٍ في مساره التصادمي.
انقسام داخل صفوف الجمهوريين
لم يخلُ المشهد من الانشقاقات داخل الحزب الجمهوري ذاته، حيث عبّر عدد من حلفاء ترمب السابقين عن قلقهم من سياسة الرسوم:
بيل آكمان، الداعم لحملة ترمب، دعا إلى تأجيل الرسوم 90 يومًا لإتاحة المجال للمفاوضات.
ستانلي دراكنميلر، أحد أبرز المستثمرين الجمهوريين، رفض فكرة أي رسوم تفوق 10%.
تيد كروز قال في بودكاسته:
"فرض رسوم جمركية من الطرفين هو كارثة اقتصادية. سيضر بالوظائف ويؤذي الاقتصاد الأميركي."
ووفق تحليل صادر عن مركز Yale Budget Lab، فإن تطبيق الرسوم الجديدة سيرفع متوسط معدل الرسوم الجمركية الأميركية إلى 22.5%، وهو الأعلى منذ عام 1909.
الأسواق تترنح.. والثقة تتآكل
المحللون في وول ستريت أبدوا قلقًا عميقًا، حيث بدأت مؤسسات مالية كبرى بتخفيض توقعاتها للنمو الاقتصادي ورفع احتمالات الركود.
كتب نيكولاس كولاس من DataTrek:
"لن تستقر الأسواق ما لم نحصل على إشارة واضحة بأن الكارثة الجمركية التي أُعلنت الأسبوع الماضي قد تم التراجع عنها أو تعديلها."
الخلاصة
البيت الأبيض ينفي.. الأسواق تتأرجح.. والمستثمرون يتحسسون مخاطر قادمة. وبينما يصر ترمب على أن الرسوم ستُعيد التوازن الاقتصادي وتفتح الباب أمام خفض ضرائبي تاريخي، يرى المستثمرون في هذه الخطوة مجازفة عالية قد تقود إلى ركود واسع، أو على الأقل أزمة ثقة قد تترك ندوبًا في الأسواق الأميركية والدولية لسنوات قادمة.
📩 لا تفوّت تحليل مركب اشترك الآن لتصلك أبرز التحديثات والتحليلات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet