رغم التصعيد الجمركي من ترمب... آبل ترفض تصنيع أيفون داخل أمريكا
رسوم تصل إلى 145% لم تُقنع آبل بعد..
في ظل التصعيد الجمركي المتواصل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، برزت شركة Apple (المدرجة برمز: AAPL) كأحد الأهداف الأساسية لضغوط البيت الأبيض، الذي يأمل في نقل تصنيع أجهزة iPhone إلى الولايات المتحدة. لكن رغم وصول الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 145%، لا تزال الشركة تُمانع اتخاذ هذه الخطوة، معتبرة أن كلفتها الاقتصادية والتقنية تفوق بكثير أي مكاسب سياسية أو استراتيجية.
سلسلة التوريد الصينية... عقبة لا يمكن تجاوزها سريعًا
تاريخيًا، اعتمدت Apple على بنية تصنيع متكاملة في الصين منذ التسعينيات، وتغييب هذا النموذج يتطلب سنوات من التخطيط واستثمارات هائلة. ووفق تقديرات محللين، فإن تصنيع iPhone في الولايات المتحدة سيؤدي إلى قفزة كبيرة في السعر النهائي:
سعر iPhone قد يرتفع من 1000 إلى أكثر من 3000 دولار، ما يضعف القدرة التنافسية عالميًا.
الانتقال إلى التصنيع المحلي قد لا يتم قبل عام 2028.
سيتطلب بناء مصانع جديدة، تدريب الكوادر، وإنشاء سلاسل إمداد محلية بديلة بالكامل.
المحلل دان آيفز من Wedbush Securities قال بوضوح:
"فكرة تصنيع iPhones في أميركا غير قابلة للتطبيق... السعر سيتغير بشكل دراماتيكي."
تراجع في سهم Apple... والرسوم تضغط على الهوامش
منذ بدء رفع الرسوم في 2 أبريل، فقد سهم Apple نحو 20% من قيمته، وهو ما يعادل خسارة 600 مليار دولار في القيمة السوقية.
ومع استمرار اعتماد Apple على مراكز التصنيع في الصين والهند، يُتوقع أن تبدأ الشركة برفع أسعار منتجاتها تدريجيًا لتعويض ضغوط التكاليف، خصوصًا إذا استمرت الرسوم في الارتفاع.
لكن حتى الآن، لا تزال Apple تتمتع بهامش أمان نسبي بفضل قوة قطاع الخدمات الرقمية، الذي حقق إيرادات بلغت 96 مليار دولار خلال السنة المالية الماضية، ولا يخضع للرسوم الجمركية.
استثمارات ضخمة داخل أمريكا... بدون تصنيع مباشر
في محاولة واضحة لاستيعاب الضغط السياسي، أعلنت Apple في فبراير عن خطة استثمارية ضخمة داخل الولايات المتحدة، تشمل:
ضخ 500 مليار دولار حتى عام 2028
خلق 20 ألف وظيفة جديدة
لكن لم تتضمن هذه الخطة أي إشارة إلى تصنيع أجهزة iPhone داخل الأراضي الأميركية. وبدلًا من ذلك، ركزت الشركة على إنشاء مركز بيانات في هيوستن لتطوير الذكاء الاصطناعي.
🗣️ المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت علّقت قائلة:
"لو لم تكن آبل تعتقد أن أميركا قادرة على التصنيع، لما خصصت هذا المبلغ الضخم."
فجوة المهارات تعرقل التصنيع المحلي
من أبرز العوائق التي تعيق Apple عن التصنيع في أمريكا هو نقص الكفاءات التقنية المتخصصة، وخاصة في مجال "هندسة الأدوات" الدقيقة.
الرئيس التنفيذي تيم كوك صرّح في مؤتمر عام 2017 بالصين:
"في الصين، يمكنك ملء ملاعب كرة قدم بمهندسي الأدوات، أما في أميركا فلست واثقًا أننا نملأ غرفة اجتماعات."
حتى زيارة ترمب لمصنع Apple في تكساس عام 2019 لم تغير شيئًا في توجهات الشركة، حيث استمر الاعتماد على آسيا كمركز للتجميع والتصنيع.
Apple تُنوّع التصنيع... لكن خارج أمريكا
رغم رفضها التصنيع داخل الولايات المتحدة، بدأت Apple بتوسيع حضورها الصناعي في دول مثل الهند وفيتنام، ضمن استراتيجية تهدف لتقليل الاعتماد على الصين دون الانصياع لمطالب التصنيع الأميركي.
يرى المحللون أن Apple تناور بذكاء بين الضغط السياسي وتحديات التكلفة، مع الحفاظ على قاعدة التصنيع الآسيوية كأولوية استراتيجية.
الخلاصة
في مواجهة تصعيد جمركي حاد من إدارة ترمب، لا تزال Apple تُقاوم الضغوط لنقل مصانعها إلى الداخل الأميركي. فالفجوة في التكاليف، والقصور في المهارات، وتعقيد سلاسل التوريد تُشكّل عقبات حقيقية تمنع هذا التحوّل.
وبينما تُظهر الشركة انفتاحًا على الاستثمار في الداخل، فإنها لا تُقدّم أي تنازلات على صعيد التصنيع. وإذا استمرت الرسوم عند مستويات مرتفعة، فإن هامش الربح، تسعير iPhone، والمنافسة العالمية قد تُصبح جميعها على المحك — لتُرسم ملامح مرحلة دقيقة في مستقبل عملاق التكنولوجيا العالمي.
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب لأبرز الشركات التقنية وأهم الاتجاهات الاقتصادية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet