مهما كانت نتائجه.. "يوم التحرير" قد يُشعل اضطرابات اقتصادية طويلة الأمد
مع حلول يوم الأربعاء، الموعد الذي أطلق عليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لقب "يوم التحرير"، تستعد الأسواق لاستقبال حزمة جديدة من الرسوم الجمركية، في خطوة تهدف إلى تدشين حقبة اقتصادية "قومية" قائمة على الاكتفاء الذاتي، وإعادة الصناعات إلى الداخل الأميركي.
لكن رغم كل الشعارات، حتى السيناريو الإيجابي لهذه الخطوة يبدو محفوفًا بالمخاطر. فنجاح خطة ترمب يتطلب سلسلة من الشروط شبه المستحيلة، لا يجتمع معظمها في واقع الأسواق العالمية المعقدة اليوم.
تفاؤل من طرف واحد فقط؟
حتى تتحقق النتائج المأمولة، يجب أن تمتنع الدول المتضررة من الرسوم الجمركية عن الرد. هذا يبدو بعيدًا جدًا عن الواقع، خاصة مع سجل تاريخي حافل بالردود الانتقامية من شركاء أميركا التجاريين عند كل موجة رسوم سابقة.
التنفيذ بلا فوضى؟ التحدي الأكبر
لكي تنجح الخطة، ينبغي أن يكون تنفيذ الرسوم سلسًا وخاليًا من التعقيدات اللوجستية في الموانئ والمعابر. لكن أي تأخير أو تصعيد متبادل قد يسبب اختناقات إضافية في سلاسل الإمداد، ويحوّل التفاؤل إلى حالة من الذعر التجاري.
خرق لقوانين الاقتصاد
من النادر أن تنجح رسوم جمركية بهذا الحجم في تحفيز النمو. التجارب السابقة من الكساد الكبير في 1929 إلى حرب ترمب التجارية الأولى تشير إلى نتيجة معاكسة: انكماش اقتصادي وتراجع في ثقة المستثمرين.
رهان على مرونة الشركات وصبر المستهلك
المعادلة تتطلب تكيف الشركات بسرعة مع قواعد اللعبة الجديدة، دون الإضرار بأرباحها. في الوقت ذاته، على المستهلك الأميركي أن يكون صبورًا حيال ارتفاع الأسعار والتضخم، وهي معادلة مثالية لم تُختبر فعليًا في هذا السياق.
البنك المركزي في ورطة؟
في أفضل السيناريوهات، قد يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لمواجهة آثار الركود. لكن هذه الخطوة نفسها قد تزيد التضخم، وتحول خفض الفائدة إلى رد فعل اضطراري بدلًا من كونه قرارًا مدروسًا. ما يجعل الفيدرالي أمام مأزق سياسات نقدية مزدوج.
سلسلة معقدة من النجاحات المطلوبة
نجاح خطة "التحرير" يتطلب تحقق سلسلة متتالية من النتائج الإيجابية: ارتفاع المعنويات، زيادة الأرباح، تسارع الاستثمار المحلي، واستقرار الأسعار. لكن الاقتصاديين يحذّرون من أن هذه النتائج، حتى في أفضل الظروف، نادرًا ما تأتي دفعة واحدة.
حتى لو نجحت الصفقات... الضرر قد وقع
يرى بعض المحللين أن ترمب قد يحقق مكاسب تفاوضية لاحقًا. لكن الأسواق تعمل على الثقة لا الخطاب السياسي، وأي ضرر يُلحق بسلاسل التوريد أو بعلاقات واشنطن التجارية سيستغرق سنوات لإصلاحه.
الغموض مستمر
حتى بعد مرور يوم 2 أبريل، تبقى احتمالات التعديلات والتصعيد قائمة. الأسواق تكره المفاجآت، وغياب خطة واضحة المعالم يعني أن الضبابية ستبقى سيدة الموقف.
خلاصة مركب
مهما بدا "يوم التحرير" جريئًا من الناحية السياسية، إلا أن ترجمته إلى نجاح اقتصادي فعلي هو تحدٍ شديد التعقيد. في ظل اشتباك سياسي عالمي، وتوترات تضخمية، وشكوك في قدرة الشركات والمستهلكين على التكيّف، تبدو خطة ترمب أقرب إلى مقامرة محفوفة بالمخاطر.
الأسواق تعرف ذلك جيدًا — والحذر يسيطر على المتابعين
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب أولًا بأول حول تطورات الأسواق العالمية، والسياسات التجارية، وأهم الفرص الاستثمارية القادمة!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet