ترمب يهدد بالتصعيد.. والأسواق تعيش لحظة اضطراب تاريخية
في ظل تهديدات جمركية جديدة، الأسواق تتقلّب بعنف... والملاذات الآمنة تتراجع
في جلسة تداول وُصفت بـ"الفوضوية"، تقلبت الأسواق الأمريكية بشكل حاد يوم الإثنين 7 أبريل، وسط تصعيد جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حربه التجارية مع الصين، بينما يحاول المستثمرون استيعاب تداعيات الرسوم الجمركية المتسارعة على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.
المؤشرات الثلاثة الكبرى oscillated بشكل مستمر، حيث هبط مؤشر Dow Jones بنسبة 1.3%، وتراجع S&P 500 بنسبة 0.7%، وانخفض Nasdaq المركّز على التكنولوجيا بنسبة 0.65% بعد أن كان قد حقق مكاسب مؤقتة خلال اليوم.
تهديدات جديدة من ترامب تُشعل الأزمة
جاء التراجع في السوق بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية بدءًا من 9 أبريل، في حال لم تتراجع بكين عن رسومها الانتقامية التي بلغت 34%.
وجاء ذلك بعد يومين فقط من خسائر حادة، دخل فيها مؤشر Nasdaq رسميًا منطقة السوق الهابطة، مع خسارة أكثر من 5 تريليونات دولار من القيمة السوقية للأسهم الأمريكية خلال أسبوع، وهو الأسوأ منذ عام 2020.
وبينما انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بإمكانية تأجيل فرض الرسوم لمدة 90 يومًا، سارعت إدارة البيت الأبيض إلى نفيها ووصفتها بأنها "أخبار زائفة".
توقعات نمو أرباح السهم لأكبر شركات S&P 500 في 2025
ارتباك الأسواق... وتقلبات غير مسبوقة
الأسواق الأوروبية تراجعت بشدة، والأسهم الآسيوية هوت، بما فيها مؤشر نيكاي الياباني وهانغ سينغ في هونغ كونغ، ما يسلّط الضوء على الأثر العالمي للأزمة.
في أمريكا، شهدت الأسواق تذبذبًا عنيفًا، حيث خسر مؤشر Dow نحو 350 نقطة، وتراجع S&P بنسبة 0.2%، بينما تمكن Nasdaq من إنهاء الجلسة فوق الخط المسطح.
هذه التقلبات عززت نظرية "الترامب بوت"، أو المستوى الذي تتدخل عنده الإدارة لوقف الخسائر، لكن يبدو أن السوق لم يجد هذا الدعم.
أما من ناحية الأرباح، فيعتقد المحللون أن عام 2025 قد يكون عامًا ضائعًا لأرباح الشركات، وسط تضخم وركود. يتوقع Trivariate Research نموًا بمعدل 9.6% لأرباح S&P 500، لكن آدم باركر يقول:
"نتوقع فقدان عام كامل من نمو أرباح السهم."
قطاع السيارات تحت الضغط... و"السبعة العظام" تتهاوى
تواصلت الضغوط على أسهم السيارات، مثل Tesla وGM وFord وStellantis، في ظل احتمالية فرض رسوم على قطع الغيار في 3 مايو، ما قد يرفع الأسعار بشكل كبير.
شركة Tesla انخفضت بنسبة 3.28% رغم تقليص خسائرها بعد نفي البيت الأبيض شائعة التأجيل.
رسم بياني لمؤشر التضخم السنوي ومقارنته بفترة السبعينيات
ومع تصاعد القلق من سيناريو شبيه بالتضخم في السبعينات، صرح رئيس الفيدرالي جيروم باول أن "الرسوم قد ترفع التضخم مؤقتًا وربما لفترة أطول"، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على استقرار توقعات التضخم طويلة الأمد.
أما ترامب فواصل الضغط على الفيدرالي لخفض الفائدة، وكتب على "تروث سوشال":
"الفيدرالي يتحرك ببطء... يجب أن يخفضوا الفائدة الآن!"
لكن الخبراء مثل جوليا كورونادو يرون أن "خفض الفائدة قد لا يكون هو الحل" في ظل أزمة نشأت من السياسات نفسها.
الذهب يتراجع رغم اضطراب السوق
وسط هذا الاضطراب، تراجع الذهب إلى ما دون مستوى 3,000 دولار للأونصة، حيث انخفض بأكثر من 1% خلال جلسة الإثنين، بعد أن سجّل مستويات قياسية خلال مارس.
وبالرغم من كونه ملاذًا آمنًا تقليديًا، إلا أن الذهب لم يصمد أمام التذبذب الناتج عن عناوين الأخبار المتضاربة بشأن الرسوم الجمركية.
ومع تزايد احتمالات الركود، تفوق أداء الذهب مقارنة بالمعادن الصناعية مثل النحاس والفضة، لكنه لم يكن في مأمن تام من ضغوط الأسواق.
"بوت ترامب" ينتقل إلى البيتكوين
في ظل غياب تدخل واضح من الإدارة لحماية الأسواق، يشير بعض المحللين إلى أن "بوت ترامب" لم يعد في سوق الأسهم، بل انتقل إلى عالم العملات الرقمية.
حيث أظهر البيتكوين مرونة ملحوظة، مرتدًا إلى نحو 78,600 دولار بعد أن كسر مستوى 75,000 دولار في وقت مبكر من يوم الإثنين.
أشار محللو JPMorgan إلى أن "تجاهل الإدارة لانهيارات الأسهم قد يعني أنها باتت ترى العملات الرقمية، وليس الأسهم، كمؤشر على الأداء الاقتصادي."
وفي حين عانى السوق من خسائر متواصلة، احتفظت العملات الرقمية بجاذبيتها كمؤشر معنوي أكثر منه أداة استثمارية قائمة على الأرباح، خاصة في ظل غياب اليقين السياسي والاقتصادي.
انهيارات حادة في ناسداك
تأثرت الأسهم التكنولوجية بشدة، إذ انخفضت Tesla بنسبة 7.12%، وNvidia بنسبة 6.71%، وApple بنسبة 5.64%، وMeta بنسبة 4.10%، وAmazon بنسبة 4.46%.
الأسواق انتظرت أي إشارة لتراجع ترامب عن التصعيد، وارتفع Nasdaq فجأة بنسبة 4% بعد شائعة عن تأجيل الرسوم، لكنه عاد وتراجع سريعًا بنسبة 0.8% بعد نفيها.
خريطة أداء ناسداك 100 خلال يوم الاثنين 7 أبريل
وقد نشر بنك JPMorgan ثلاث شروط يجب تحققها للعودة إلى الشراء، وهي:
إنهاء التصعيد في الحرب التجارية
تغييرات في فريق الإدارة الحالية
استسلام الفيدرالي وخفض الفائدة بعد ضعف بيانات التوظيف
تعليقات من الإدارة... والتطمينات لم تهدئ السوق
حاول ترامب تهدئة الأسواق بتصريحات عن "مفاوضات مع اليابان والصين"، بينما أصرّ مستشاروه على أن الرسوم ستؤدي إلى "أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ"، وفق بيتر نافارو، الذي أشار إلى أن "عائد السندات الطويل يقوم بعمل الفيدرالي".
أما وزير الخزانة سكوت بيسنت فقلل من أهمية الخسائر اليومية، قائلًا:
"المتقاعدون لا ينظرون إلى تقلبات السوق اليومية."
لكن هذه الرسائل لم تكن كافية، خاصة مع تزايد القلق من تداعيات الرسوم الرقمية في أوروبا، وتأثيرها المتوقع على "السبعة العظام" الذين يشكّلون 50% من أرباحهم من الخارج.
خلاصة مركب التحليلية
في الوقت الذي تُلقي فيه الرسوم الجمركية بظلالها الثقيلة على الأسواق، يبقى مستقبل الأسواق الأمريكية مرتبطًا بردود فعل ترامب وموقف الفيدرالي.
التهديدات المتكررة، والشائعات المتضاربة، والمواقف الصارمة من البيت الأبيض تصعّب من مهمة المستثمرين في تقييم المخاطر.
وبينما قد يرى البعض في التراجعات الحالية فرصة للشراء، فإن هشاشة المعنويات وتضخم التوترات التجارية قد تبقي الأسواق في دوامة تقلبات حادة خلال الفترة القادمة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet