ترمب يصعّد الضغط على بكين.. هل تُقدّم الصين التنازلات المطلوبة لإنهاء الحرب التجارية؟
في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات التجارية من جديد، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسالة مباشرة إلى الصين يدعوها فيها إلى تقديم عرض تفاوضي، واضعًا الكرة – كما وصف – في ملعب بكين. ورغم مؤشرات بسيطة على التحركات الدبلوماسية مع دول أخرى، إلا أن العلاقة مع الصين تبدو في مرحلة جمود خطير يُنذر بتفاقم الحرب الجمركية المستمرة منذ سنوات.
ترمب: الصين بحاجة إلى أموالنا
في بيان قرأته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قال الرئيس ترمب:
"الكرة الآن في ملعب الصين. عليهم أن يتوصلوا إلى اتفاق معنا، ولسنا نحن من يحتاج لذلك".
وأضاف:
"الصين ليست مختلفة عن باقي الدول سوى أنها أكبر حجمًا، لكنها، كغيرها، تريد شيئًا واحدًا: المستهلك الأميركي. أو بمعنى آخر، هي بحاجة إلى أموالنا".
التصريحات جاءت عقب سلسلة من التصعيدات التجارية بين الطرفين، أبرزها فرض رسوم أميركية وصينية متبادلة وصلت إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.
بكين تُصعّد وتوقف استلام طائرات Boeing
كرد مباشر على سياسات إدارة ترمب، أفادت تقارير بأن الحكومة الصينية أمرت شركات الطيران المحلية بعدم استلام شحنات جديدة من طائرات Boeing، في خطوة قد تعرقل مبيعات الشركة الأميركية في السوق الصينية – ثاني أكبر سوق للطيران في العالم.
ترمب لم يتأخر في الرد، فكتب على منصته الاجتماعية أن "بكين تراجعت عن الصفقة الكبيرة" التي تم توقيعها سابقًا خلال فترته الرئاسية الأولى، في إشارة إلى اتفاقيات سابقة لشراء الطائرات.
90 يومًا: مهلة لباقي الشركاء التجاريين
في ظل تعثر التفاوض مع الصين، كشفت إدارة ترمب عن مساعٍ موازية لتهدئة الأجواء مع شركاء تجاريين آخرين. حيث قال البيت الأبيض إن ترمب يدرس 15 عرضًا من دول مختلفة تهدف إلى خفض الحواجز التجارية مقابل تعليق الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة عليهم.
وأكدت المتحدثة ليفيت أن:
"الرئيس أوضح أنه يريد أن يُشرف بنفسه على توقيع كل الاتفاقيات. لدينا الكثير من العمل، لكن نعتقد أننا قريبون من إعلان بعض الصفقات قريبًا".
لكن من دون تحديد الدول المرشحة لإبرام الاتفاقيات، يبقى المشهد غير واضح، والتوقعات مفتوحة على احتمالات متعددة.
لا حوار مباشر... وتصعيد متبادل
ورغم الإشارات من الطرفين حول الرغبة في التفاوض، لم تُسجّل حتى اللحظة أي اتصالات مباشرة رفيعة المستوى بين واشنطن وبكين. وتُشير مصادر إلى استمرار تبادل الانتقادات والإجراءات العقابية بدلًا من التواصل.
التصعيد الأخير بدأ مع إعلان ترمب في 2 أبريل عن رسوم جمركية جديدة بنسبة 34% على الواردات الصينية. وردّت بكين في 12 أبريل بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125% على جميع السلع الأميركية.
ويبدو أن البيت الأبيض يصرّ على أن تبادر الصين بالتواصل، بينما تقول مصادر صينية إن المطالب الأميركية لا تزال غامضة وغير واقعية.
الخلاصة
بين ضغط ترمب وتشدد الصين، لا تبدو الحرب التجارية على وشك الانتهاء. خطوة بكين الأخيرة بإيقاف استلام طائرات Boeing تمثل تصعيدًا اقتصاديًا جديدًا، يقابلها ترمب بتوسيع طاولة المفاوضات مع شركاء آخرين. لكن مع غياب التواصل المباشر واستمرار العقوبات المتبادلة، ستبقى الأسواق تحت وطأة اللايقين، في مشهد مفتوح على مزيد من التصعيد قبل أي انفراجة محتملة.
📩 تابع تحليلات مركب لتصلك أبرز تطورات الحرب التجارية الأميركية – الصينية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet