ترامب يرد بقوة على تحركات البريكس الاقتصادية
وجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لدول البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا)، مطالبًا بتعهد واضح بعدم إنشاء عملة جديدة كبديل للدولار الأمريكي. وكرر تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تخالف هذه المطالب.
وفي منشور عبر شبكته الاجتماعية Truth Social يوم السبت، قال ترامب:
"فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار ونحن نقف مكتوفي الأيدي انتهت!" وأضاف:
"نطلب التزامًا من هذه الدول بعدم إنشاء عملة بريكس جديدة أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار القوي. إذا رفضوا، عليهم أن يودعوا البيع في السوق الأمريكية الرائعة."
التصعيد ضد محاولات الابتعاد عن الدولار
تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بجعل التخلي عن الدولار مكلفًا للغاية للدول التي تحاول القيام بذلك. وأكد أنه سيستخدم الرسوم الجمركية كأداة لضمان الامتثال. ومع اقتراب موعد توليه المنصب في يناير، اكتسب هذا التهديد أهمية جديدة.
يعمل ترامب ومستشاروه الاقتصاديون على وضع استراتيجيات لمعاقبة الدول التي تستخدم عملات بديلة في التجارة الثنائية. تشمل هذه الخيارات فرض قيود على الصادرات، اتهامات بالتلاعب بالعملة، وضرائب على التجارة، وفقًا لمصادر مطلعة.
دور الدولار في الاقتصاد العالمي
شدد ترامب على أهمية بقاء الدولار كعملة احتياطية عالمية، حيث قال في مقابلة أجريت معه في مارس:
"لن أسمح للدول بالتخلي عن الدولار، لأن ذلك سيكون ضربة لبلدنا."
من جانبه، أشار مايكل بيتيس، الزميل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إلى أن هذا النهج يظهر "عدم فهم الإدارة المقبلة للنظام العالمي للتجارة ورأس المال". وأضاف:
"لا يمكن للولايات المتحدة أن تقلل عجزها التجاري وتزيد في الوقت نفسه من هيمنة الدولار عالميًا، لأن ذلك يفرض شروطًا متعارضة."
موقف دول البريكس من الدولار
ناقشت دول البريكس فكرة "التخلي عن الدولار" في قمة 2023. وبدأ هذا التوجه يكتسب زخمًا بعد فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا في 2022 بقيادة الولايات المتحدة. ورغم أن بعض العملات المحتملة مثل اليوان الصيني حققت بعض التقدم، إلا أن الدولار يظل مدعومًا ببنية تحتية قوية مثل أنظمة الدفع عبر الحدود.
في اجتماع أكتوبر الذي استضافه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قازان، طُلب من الحضور إحضار دولارات أو يوروهات معهم، نظرًا لعدم قبول بطاقات ماستركارد أو فيزا غير الروسية، مما يبرز استمرار أهمية الدولار عالميًا.
ترامب والتهديدات الجمركية الجديدة
أكد ترامب في تصريحاته أنه "لا توجد فرصة لتحل عملة البريكس محل الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، وأي دولة تحاول ذلك ستودع علاقتها مع أمريكا."
وتأتي هذه التهديدات في وقت يستعد فيه ترامب لفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على البضائع القادمة من الصين و25% على المنتجات من المكسيك وكندا إذا لم تتخذ هذه الدول خطوات أكبر لوقف تدفق المخدرات والهجرة غير الشرعية عبر الحدود الأمريكية.
وفي محاولة للحد من التوترات، التقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بترامب لمناقشة القضايا التجارية والحدودية. ومع ذلك، قد تفكر دول أخرى في استراتيجيات لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية على اقتصاداتها. على سبيل المثال، قد تسمح الصين بتخفيض قيمة عملتها بنسبة تصل إلى 15% للتعامل مع أي حرب تجارية يطلقها ترامب، وفقًا لتحليل بنك JPMorgan Chase.
خاتمة
مع تصعيد ترامب لموقفه تجاه دول البريكس ومحاولات الابتعاد عن الدولار، تتجه الأنظار إلى تأثير هذه السياسات على النظام التجاري العالمي. بينما يتمسك ترامب بضرورة الحفاظ على هيمنة الدولار، تبقى ردود أفعال الدول الأخرى واستراتيجياتها لمواجهة هذه التحديات محط اهتمام الأسواق العالمية. في ظل هذه التوترات، يبدو أن الاقتصاد العالمي مقبل على فترة من التحولات الحاسمة.