كيف حوّلت الحرب التجارية موسم العقارات من أمل إلى أزمة؟
كان يُفترض أن يكون ربيع 2025 واحدًا من أفضل المواسم العقارية منذ سنوات، مع تحسّن في المعروض، وتراجع نسبي في معدلات الفائدة، وعودة تدريجية لطلبات الرهن العقاري. لكن إعلان الرئيس دونالد ترمب عن حزمة رسوم جمركية جديدة قلب كل التوقعات، ودفع السوق العقارية إلى حالة من الجمود والارتباك.
ثقة المستهلك تتهاوى... والحذر يسيطر على السوق
ما إن بدأت الأسواق المالية تتفاعل مع تصاعد التوتر التجاري، حتى ارتفعت المخاوف من التضخم والركود، وهو ما انعكس فورًا على سلوك المشترين والبائعين على حد سواء.
"البائعون قلقون من انخفاض قيمة عقاراتهم، والمشترون يتخوفون من الشراء الآن إذا كانت الأسعار ستنخفض 7% خلال أشهر"، بحسب وكيل عقاري في نيويورك.
وبينما علّقت الإدارة الأميركية بعض الرسوم مؤقتًا، إلا أن حالة الترقب باتت السمة الأبرز في كل صفقة عقارية.
تراجع في المبيعات... والأسعار لا تزال تقاوم
ورغم المزاح المتداول على مواقع التواصل بأن الركود سيفتح الباب لشراء المنازل بأسعار زهيدة، فإن البيانات تشير إلى صورة أكثر تعقيدًا.
تحليل صادر عن Morgan Stanley أظهر أن مبيعات المنازل – الجديدة والقائمة – تنخفض خلال فترات تصحيح الأسواق المالية، لكن الأسعار غالبًا ما تبقى مستقرة أو ترتفع، باستثناء أزمة 2008.
( تغيّر مبيعات المنازل خلال تصحيحات الأسواق الكبرى منذ السبعينات، مع تراجع واضح في الفترات التي تشهد تزامنًا بين هبوط الأسهم وارتفاع معدلات الفائدة.)
الفائدة عند أعلى مستوياتها... والضغوط تتصاعد
مع تراجع مؤشر S&P 500 بأكثر من 10% وارتفاع متوسط معدل الرهن العقاري إلى 6.83%، دخل السوق العقارية في دائرة ضغط مزدوجة.
في مدن مثل سياتل، لا يزال الطلب نشطًا على العقارات التي تقل عن 1.5 مليون دولار، لكن الفئة المتوسطة بين 1.5 و3 ملايين دولار – التي تستهدف موظفي قطاع التكنولوجيا – شهدت تباطؤًا ملحوظًا.
تحوّل في استراتيجيات الشراء
بعض المشترين بدؤوا بإعادة تقييم خططهم العقارية: الاتجاه إلى منازل أصغر، والبحث عن مصادر دخل إضافية لمواجهة المستقبل غير الواضح.
"هل أستطيع فعلاً تحمل قرض سكني بهذا الحجم الآن؟" – إحدى المشتريات في شيكاغو
المعروض لا يزال ضعيفًا... والمنافسة قائمة
رغم هذه الظروف، لا تزال المنافسة قائمة في بعض المناطق التي تعاني من نقص في العرض، مثل ديترويت والساحل الشرقي، ما يؤدي إلى حروب مزايدة وبيع بعض المنازل بأعلى من سعر الطلب.
"بعض المنازل تُباع خلال أيام وبأسعار تفوق المطلوب رغم كل شيء"، بحسب وكيلة Redfin في ديترويت.
الخلاصة
كان موسم الربيع يحمل آمالًا بانتعاش عقاري، لكن الرسوم الجمركية كانت بمثابة الصدمة التي هزّت السوق في لحظة دقيقة. بين تقلبات الأسهم، وارتفاع الفائدة، وتراجع ثقة المستهلك، يبدو أن السوق العقارية تدخل مرحلة انتقالية حساسة.
وقد لا تكون الأسعار قد انخفضت بعد، لكن حالة الترقب الحالية تُنذر بتحولات أكبر في قادم الشهور.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet