بينما كان المستثمرون يترقبون بلهفة مؤشرات جديدة حول مسار الفائدة، تصدّرت كلمة واحدة مشهد السياسة النقدية الأميركية: "عدم اليقين".
من جيروم باول إلى رؤساء الفروع الإقليمية، الجميع يردد المصطلح نفسه، في وقت تعصف فيه الأسواق بتقلبات ناتجة عن التضخم، الرسوم الجمركية، وتوقعات خفض الفائدة.
22 مرة... وباول لم ينتهِ بعد!
في مؤتمره الصحفي بتاريخ 19 مارس، استخدم جيروم باول كلمة "عدم اليقين" 22 مرة، مؤكدًا أن البيئة الاقتصادية الحالية "غير مسبوقة في غموضها".
وتبعته سلسلة من التصريحات المشابهة:
جون ويليامز، رئيس فرع نيويورك، ألقى خطابًا بعنوان "عدم اليقين المؤكد".
أدريانا كوجلر وألبرتو موسالم شددوا على القلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم والنمو.
تقرير التوقعات الاقتصادية الأخير للفيدرالي لم يغيّر التوجه نحو خفضين للفائدة هذا العام، لكنه رفع تقديرات التضخم وخفّض توقعات النمو، مبررًا ذلك بـ"الضبابية الناتجة عن سياسات تجارية غير واضحة".
مسار التضخم نحو هدف الفيدرالي البالغ 2% – تغيرات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية منذ 2018.
السوق يرد... بثقة متراجعة
الشركات الكبرى بدأت باستخدام المصطلح ذاته.
FedEx حذّرت من "غموض مستمر" في الاقتصاد الصناعي، فيما قالت Delta Air Lines إن توقعاتها الربحية أصبحت "صعبة التقدير".
المستهلكون أيضًا يعكسون هذا التشاؤم:
مؤشر ثقة المستهلك هبط لأدنى مستوى منذ أكثر من 4 سنوات.
مؤشر توقعات المستهلكين للمدى القصير سجّل 65.2 نقطة – أدنى قراءة منذ 2013.
توقعات التضخم ارتفعت إلى 6.2% في مارس، من 5.8% في فبراير.
تراجع توقعات المستهلكين للاقتصاد الأميركي إلى أدنى مستوى منذ 2013.
ترمب يدخل على الخط... والمجهول يتسع
الحدث الأهم في الأفق هو إعلان الرئيس دونالد ترمب عن رسوم جمركية جديدة يوم 2 أبريل، تحت اسم "الرسوم المتبادلة".
ورغم التكهنات بأنها ستكون أقل حدة مما كان متوقعًا، إلا أن التفاصيل ما زالت غائبة.
الفيدرالي نفسه لا يملك يقينًا حول تأثير هذه الخطوة. باول وصف الارتفاع المتوقع في الأسعار بأنه "مؤقت"، لكن موسالم كان أكثر تشاؤمًا، قائلاً إن "التضخم الناتج عن هذه الرسوم قد لا يكون عابرًا".
مثاله؟
فرض رسوم على البيرة الكندية سيدفع الأميركيين لاستهلاك منتجات محلية... ما قد يؤدي إلى رفع الأسعار من المصنعين الأميركيين أنفسهم.
4. الأسواق تبحث عن بوصلتها
الآن، كل من المستثمرين، الشركات، وصناع القرار، يتعاملون مع مشهد مليء بالتشويش:
التضخم لا يهدأ رغم تباطؤ النمو.
الرسوم الجمركية قد تغيّر سلوك المستهلك والمورد.
توقيت خفض الفائدة لم يعد مؤكدًا... بل أصبح مؤجلًا إلى إشعار آخر.
المعضلة أن الأسواق بطبعها لا تحب المفاجآت، وكل ما تسمعه حاليًا هو كلمة واحدة تتكرر: Uncertainty.
الخلاصة: لا خفض - لا وضوح - عدم يقين
في خضم التصريحات المتباينة، تبرز حقيقة واحدة: "عدم اليقين" أصبح العنوان العريض للسياسة الاقتصادية الأميركية.
ما إذا كان هذا الضباب سينقشع قريبًا... أم أنه سيمتد إلى ما بعد موسم الانتخابات، هو السؤال الذي سيحدد اتجاه الأسواق في 2025.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلاتنا حول أسواق الأسهم، والفرص الاستثمارية القادمة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet