هل تتحول إنفيديا من القائد إلى الضحية في سباق الذكاء الاصطناعي؟
منذ انطلاقة 2025، لم تكن رحلة Nvidia (NVDA) سهلة كما يظن البعض. فرغم تصدّرها طفرة الذكاء الاصطناعي واستمرارها في طرح ابتكارات ضخمة كان آخرها في مؤتمر GTC، إلا أن أداء سهمها ظل تحت الضغط، وتراجع بنسبة تجاوزت 15% منذ بداية العام. لكن المفاجأة لم تأت من السوق بل من داخل عالم التقنية نفسه، حيث أطلق أحد قادة الصناعة تحذيرًا خطيرًا:
"Nvidia قد تتحول إلى IBM هذا الجيل."
زلزال من الداخل: مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يمر عبر رقائق بـ30 ألف دولار
في تصريح مثير، قال توري غرين، الرئيس التنفيذي لشركة io.net، إن نموذج Nvidia الحالي معرّض للتآكل:
"معالجات Nvidia فائقة القوة ليست الحل المستدام لمستقبل الذكاء الاصطناعي. هي أدوات باهظة لحالات استخدام محددة جدًا."
واستشهد بمثال IBM، التي فقدت ريادتها في بدايات الألفية رغم قوتها، بعد أن ظهرت شركات أكثر مرونة مثل Apple وMicrosoft. المقارنة تهدف لتسليط الضوء على خطر الجمود التنظيمي والاعتماد على نموذج مركزي في وقت يشهد السوق فيه تحولًا جذريًا نحو الحوسبة اللامركزية والتوزيع السحابي المفتوح.
من السيطرة إلى التهديد: حوسبة موزعة قد تغيّر قواعد اللعبة
نموذج Nvidia اليوم يعتمد على مراكز بيانات مركزية ضخمة، وعقود طويلة مع شركات الحوسبة السحابية مثل Microsoft وAmazon وGoogle.
لكن بحسب غرين، فإن العالم يسير باتجاه الحوسبة اللامركزية – بنى أكثر خفة ومرونة يمكن الوصول إليها بكلفة أقل. هذا يجعل رقاقات Nvidia فائقة السعر غير ضرورية في الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية.
"إذا أردنا مستقبلًا ذكيًا متاحًا للجميع، فلا يمكن أن نعتمد على رقائق يبلغ ثمنها 30 ألف دولار."
تحديات الصين تضغط على التوسع العالمي
القيود البيئية والتجارية الجديدة في الصين زادت الضغوطان.
تقرير حديث من فاينانشل تايمز كشف أن الجهات التنظيمية الصينية بدأت تقييد استخدام شرائح Nvidia بسبب عدم توافقها مع معايير الطاقة والانبعاثات الجديدة، ما يُهدد سوقًا ضخمة كانت تعتمد عليه الشركة لتوسيع نفوذها.
حوسبة كمومية… ولكن هل تكفي؟
حتى مع جهود Nvidia في توسيع نشاطها نحو الحوسبة الكمومية، بدعم من شركات مثل IonQ، إلا أن التشكيك مستمر. يرى محللون أن الشركة تفرط في استخدام رقائقها الفائقة H100 حتى في سيناريوهات لا تحتاج إلى هذه القوة، مما يشير إلى عدم كفاءة في توزيع موارد الحوسبة.
الخلاصة:
Nvidia تمتلك الموارد، المهارات، والسيطرة على السوق، لكنها بحاجة إلى أكثر من ذلك لمواجهة موجة الحوسبة الجديدة.
فبحسب غرين وغيره من رواد القطاع، المطلوب اليوم هو:
توسيع التركيز نحو حلول منخفضة التكلفة
تمكين الذكاء الاصطناعي المفتوح والموزع
تقليل الاعتماد على بنية مغلقة ومكلفة
إن نجحت في ذلك، فستظل في قلب الثورة التقنية القادمة. وإن لم تفعل، فقد يكون مستقبلها أقرب إلى IBM مما تتوقع وول ستريت.
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب حول أكبر شركات الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet