المستهلك الأمريكي يفقد الثقة.. والاقتصاد يواجه أضعف التوقعات منذ 4 سنوات
في ظل تصاعد حالة الغموض السياسي والضغوط التضخمية المتواصلة، تلقى المستثمرون هذا الأسبوع إشارات جديدة على هشاشة المزاج العام في الولايات المتحدة. فقد كشفت بيانات حديثة من The Conference Board أن مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي تراجع إلى أدنى مستوياته منذ عام 2020، بينما هبطت التوقعات الاقتصادية المستقبلية إلى أضعف قراءة منذ 2013، مما يعيد إلى الواجهة المخاوف من دخول الاقتصاد في مرحلة تباطؤ فعلي.
ثقة المستهلك تهبط إلى ما دون عتبة المئة لأول مرة منذ سنوات
في قراءة شهر مارس 2025، تراجع مؤشر ثقة المستهلك (CCI) إلى 92.9 نقطة، من 100.1 نقطة في فبراير، وهي أدنى قراءة منذ بداية جائحة كورونا في 2020. المؤشر يقيس تقييم المستهلكين للأوضاع الحالية في سوق العمل والاقتصاد.
انخفاض حاد في مؤشر ثقة المستهلك منذ بداية 2025، يوضح التحول المفاجئ في المزاج العام، خاصة بعد تعافي ملحوظ في أواخر 2024.
يشير الخط الأخضر في الرسم البياني إلى التراجع الأوضح منذ أكثر من 4 سنوات.
التوقعات المستقبلية تصل إلى مرحلة إنذار ركود
لكن ما يدعو للقلق أكثر هو مؤشر التوقعات الاقتصادية المستقبلية، والذي تراجع إلى 65.2 نقطة فقط، منخفضًا من 72.9 نقطة في الشهر السابق.
هذه هي ثاني مرة يتراجع فيها المؤشر دون مستوى 80، الذي يُعد تاريخيًا نقطة إنذار مبكر بركود اقتصادي محتمل.
منحنى تنازلي للتوقعات منذ بداية العام، وصولًا إلى أدنى مستوى منذ أكثر من 12 عامًا:
يُظهر الرسم تراجع المؤشر إلى أدنى مستوياته منذ الربع الأول من عام 2013 (63.7 نقطة).
التضخم والدخل يضغطان على قرارات المستهلكين
من أبرز المؤشرات التي فسّرت هذا الهبوط في الثقة:
توقعات التضخم ارتفعت إلى 6.2% في مارس، مقارنة بـ 5.8% في فبراير.
نسبة من يتوقعون انخفاض دخلهم خلال 12 شهرًا ارتفعت إلى 15.5%، وهي الأعلى منذ نوفمبر 2022.
التفاؤل بشأن ارتفاع سوق الأسهم تراجع إلى 37.4% فقط، وهو أدنى مستوى منذ أوائل 2023.
🗣️ وعلّقت ييلينا شولياتييفا، كبيرة الاقتصاديين في The Conference Board:
"ما نراه الآن هو انعكاس مباشر لحالة عدم اليقين، والتي بدأت تترجم إلى تغيّر في نظرة المستهلكين لوضعهم المالي."
هل تترجم التوقعات السلبية إلى ركود فعلي؟
رغم هذا التدهور في المزاج العام، فإن صناع القرار في الاحتياطي الفيدرالي لا يرون في بيانات الاستطلاعات وحدها دلالة كافية على تغيّر فعلي في سلوك المستهلكين.
رئيس الفيدرالي جيروم باول صرّح في هذا السياق:
"شهدنا في السابق حالات عبّر فيها الناس عن تشاؤم شديد… ثم توجهوا مباشرة لشراء سيارات جديدة."
لكن الأسواق تراقب بقلق ما إذا كانت هذه المرّة مختلفة، خاصةً في ظل تصاعد التوترات التجارية، وتباطؤ الزخم في الإنفاق الاستهلاكي، وتزايد التوجّه نحو الادخار بدلًا من الاستهلاك.
الخلاصة
🔺 انهيار ثقة المستهلك في الولايات المتحدة لا يمكن تجاهله، لا سيما مع مزيج من الضغوط السياسية والاقتصادية الحالية.
🔺 قراءة توقعات الاقتصاد دون عتبة الـ80 تمثل إشعارًا صريحًا بخطر الركود.
🔺 الأسواق والمستثمرون سيتابعون عن كثب بيانات الإنفاق والاستهلاك في الربع الثاني لتقييم ما إذا كان هذا التحول المزاجي سيتحول إلى واقع اقتصادي سلبي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet