ارتفاع صاروخي منذ فوز ترامب: هل سهم تسلا مبالغ في تقييمه؟
يثير الجدل حول صعود السهم الكبير UBS
ما الذي حدث؟
شهد سهم تسلا (TSLA) انخفاضًا يوم الاثنين بعد ارتفاع قوي خلال الفترة الأخيرة، حيث وصفت يو بي إس، إحدى بنوك وول ستريت، أن الارتفاع بنسبة 40% في قيمة السهم منذ الانتخابات الأخيرة كان مدفوعًا بـ"روح الحماسة" أكثر من أي تغييرات جوهرية في الشركة.
وأشار المحلل جوزيف سباك من يو بي إس إلى أن تسلا أضافت أكثر من 350 مليون دولار إلى قيمتها السوقية خلال هذه الفترة. ورغم أن بعض السياسات التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تكون في صالح تسلا، إلا أن هناك سياسات أخرى قد تؤثر سلبًا على أساسيات الشركة، مما يجعل الارتفاع الأخير يبدو غير مبرر بشكل كافٍ.
وكتب سباك: "صعود سهم تسلا مدفوع في الغالب بروح الحماسة والزخم، وهو ما حدث عدة مرات في تاريخ السهم."
التأثير السياسي على سهم تسلا
وصل سهم تسلا إلى أعلى مستوياته منذ سنوات بعد فوز ترامب بالانتخابات، مدعومًا بدعم قوي من الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لترامب. في المقابل، أدخل ترامب ماسك إلى دائرته الداخلية، ودعاه للمشاركة في اجتماعات السياسات، وكلفه بقيادة مجلس كفاءة حكومية.
وأعلن ترامب عن تحسن نظرته تجاه المركبات الكهربائية بفضل تأثير ماسك، رغم التقارير التي تشير إلى احتمال إلغاء الائتمان الضريبي الفيدرالي للسيارات الكهربائية.
بينما قد يؤثر إلغاء هذه الإعفاءات بشكل أكبر على منافسي تسلا مقارنةً بتسلا نفسها، فإن التأثير على الطلب الأمريكي لا يزال معقدًا. وكتب سباك: "إلغاء الإعفاءات الضريبية ليس بالضرورة إيجابيًا مطلقًا على طلب السيارات الكهربائية (وتسلا). قد تساعد النماذج الجديدة أو التحديثات، ولكن إذا أُزيلت الإعفاءات، فقد تكون هناك حاجة لاتخاذ خطوات إضافية في التسعير."
فرصة جديدة مع الروبوتاكسي؟
من المكاسب المحتملة لتسلا بعد فوز ترامب هي بيئة تنظيمية أكثر ودية، خاصة فيما يتعلق بخدمات الروبوتاكسي. ومع ذلك، أشار سباك إلى أن هذا التفاؤل قد يكون مبالغًا فيه، حيث لا توجد لوائح فيدرالية صارمة بشأن السيارات ذاتية القيادة يمكن "تخفيفها". بدلاً من ذلك، يتم التعامل مع القضايا الكبرى على مستوى الولايات.
وأضاف سباك: "التحدي الأكبر بالنسبة للروبوتاكسي ليس التنظيم، بل التكنولوجيا نفسها." ورغم تحسن نظام القيادة الذاتية الكاملة (FSD)، إلا أنه يرى أن المنتج ليس جاهزًا للإطلاق على نطاق واسع.
التقييم والسعر المستهدف
رفعت يو بي إس السعر المستهدف لسهم تسلا إلى 226 دولارًا من 197 دولارًا، استنادًا إلى مضاعف ربحية متوقع لعام 2026 يبلغ 57 ضعفًا. ومع ذلك، يظل هذا السعر المستهدف أقل بكثير من السعر الحالي للسهم.
وكتب سباك أن هذا السعر المستهدف يمثل الحالة القصوى السابقة لتقييم السهم، مما يجعله أقل إقناعًا من وجهة نظر أساسية على المدى الطويل. وأضاف: "من منظور السردية الاستثمارية، وخاصة إذا لم يكن التقييم عائقًا، يمكننا تفهم ذلك."
خاتمة
رغم الارتفاع الكبير لسهم تسلا مؤخرًا، يشير الخبراء في يو بي إس إلى أن هذا الزخم مدفوع أكثر بالحماسة والتوقعات بدلاً من التحسينات الفعلية في الأساسيات. ورغم أن بيئة السياسات قد تكون مواتية لتسلا في بعض الجوانب، إلا أن التحديات التقنية والتنظيمية لا تزال قائمة.
بالنسبة للمستثمرين، يعكس هذا التحليل الحاجة إلى التوازن بين متابعة الزخم قصير الأجل وفحص الأساسيات طويلة الأجل، خاصة في أسهم ذات تقييمات مرتفعة مثل تسلا.