ثقة المستهلك تهوي مجددًا.. وتوقعات التضخم ترتفع لأعلى مستوى منذ أكثر من 40 عامًا
في الوقت الذي تواصل فيه إدارة ترمب تصعيدها التجاري مع الصين، تعكس بيانات حديثة من جامعة ميشيغان تدهورًا حادًا في معنويات المستهلك الأميركي، وسط قفزة غير مسبوقة في توقعات التضخم منذ أكثر من أربعة عقود. وبينما تحاول الأسواق استيعاب هذه التحولات، يلوح في الأفق احتمال ركود اقتصادي جديد.
ثقة المستهلك تهبط لأدنى مستوى منذ 2022
أظهر تقرير جامعة ميشيغان الصادر يوم الجمعة أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض إلى 50.8 نقطة في أبريل 2025، مقارنة بـ57 في مارس، وهو ما يُعد أدنى قراءة منذ يونيو 2022، وأقل بكثير من التوقعات البالغة 53.8 نقطة.
هذا الانهيار في الثقة يأتي بعد تصعيد خطير في الحرب التجارية، حيث رفعت الصين الرسوم على الواردات الأميركية إلى 125%، ردًا على قرار إدارة ترمب رفع الرسوم إلى 145%.
ثقة المستهلك الأميركي تنهار لأدنى مستوياتها منذ يونيو 2022
المصدر: جامعة ميشيغان – المناطق الرمادية تمثل فترات الركود الاقتصادي
توقعات التضخم عند أعلى مستوياتها منذ 1981
القلق لا يقف عند حد الثقة فقط، بل يمتد إلى توقعات التضخم قصيرة الأجل، والتي ارتفعت إلى 6.7% في أبريل — وهو أعلى مستوى منذ عام 1981، مقارنة بـ4.9% في مارس.
أما توقعات التضخم طويلة الأجل (خلال 5 إلى 10 سنوات)، فقد ارتفعت إلى 4.4%، ما يعكس قلقًا عميقًا من أن الرسوم الجمركية قد تُطلق موجة تضخمية يصعب على الفيدرالي السيطرة عليها.
توقعات التضخم على مدى عام واحد تقفز إلى أعلى مستوى منذ 1981
المصدر: جامعة ميشيغان
تحذيرات من الركود وسط إشارات سلبية متعددة
قالت جوان هسو، مديرة استطلاعات المستهلكين في جامعة ميشيغان، إن الثقة تراجعت بأكثر من 30% منذ ديسمبر 2024، وأشارت إلى وجود إشارات تحذيرية واضحة تشمل:
ظروف سوق العمل
تراجع الدخل الحقيقي
ضعف الثقة بالسياسات الحكومية
ارتفاع التكاليف اليومية للمستهلكين
"المستهلكون يتحدثون بصراحة عن الضغوط المتزايدة... ونرى ارتفاعًا في مؤشرات الخوف من الركود" — جوان هسو
توقعات اقتصادية أكثر قتامة
وفقًا لتقديرات JPMorgan، قد تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب إلى رفع مؤشر Core PCE — وهو المقياس المفضل للفيدرالي — إلى 4.4% بنهاية العام، أي بعيدًا عن هدف 2% المطلوب.
وعلى الرغم من إعلان ترمب عن تجميد مؤقت للرسوم لمدة 90 يومًا على 75 دولة، يرى المحللون أن التأثيرات السلبية قد بدأت بالفعل، وأن احتمال الركود الاقتصادي ما يزال قائمًا بقوة.
الخلاصة
في ظل التصعيد التجاري المستمر وتضارب السياسات، يفقد المستهلك الأميركي ثقته بسرعة، وتتزايد المخاوف من موجة تضخم يصعب كبحها. ومع تراجع ثقة المستهلك، وارتفاع توقعات التضخم، وتقلب الأسواق، يبدو أن تأثير الحرب التجارية يتجاوز مجرد الرسوم — ليطال أسس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
إذا لم تتجه الإدارة الأميركية إلى تسوية تجارية متوازنة خلال مهلة الـ90 يومًا، فإن ما نراه اليوم قد يكون مجرد بداية لانكماش أوسع وأطول.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب حول الأسواق والسياسات الاقتصادية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet