الرسوم الجمركية تهز الأسواق.. وسرديات فريق ترمب تتكاثر لامتصاص الغضب
بين مخاوف الركود وثقة ترمب بـ الازدهار القريب
في أسبوع وصفه محللو وول ستريت بأنه الأسوأ منذ جائحة 2020، تعرّضت الأسواق الأميركية لهزة عنيفة إثر فرض رسوم جمركية شاملة على 185 دولة، ضمن ما وصفه ترمب بـ"يوم التحرير".
لكن في الوقت الذي يُجمع فيه المستثمرون على أن هذه الرسوم هي السبب الجوهري للتقلبات والانهيار الأخير، خرجت إدارة ترمب برواية مختلفة: "ما يحدث الآن ليس إلا جراحة اقتصادية مؤلمة... لكنها ضرورية".
ترمب: "الأسواق ستزدهر قريبًا"
في تغريداته على منصة "تروث سوشيال"، أكد ترمب أن سياساته لن تتغير، رغم انهيار المؤشرات:
"الأسواق ستزدهر... فقط الضعفاء هم من سيفشلون!"
كما دعا المستثمرين إلى الصبر، مؤكدًا أن "من يصمد الآن سيُثري أكثر من أي وقت مضى"، في تكرار لعباراته السابقة التي رافقت انكماشات الأسواق في ولايته الأولى.
من الذكاء الاصطناعي إلى بايدن: فريق ترمب يوسّع دائرة الاتهام
في سلسلة مقابلات وتصريحات، حاول كبار مسؤولي إدارة ترمب إبعاد اللوم عن الرسوم الجمركية، وطرح أسباب أخرى للانهيار:
وزير الخزانة سكوت بيسنت:
"هذه ليست أزمة MAGA، بل أزمة Mag Seven"، في إشارة إلى تراجع أسهم التكنولوجيا الكبرى مثل Apple وAmazon.المستشار التجاري بيتر نافارو:
"أسواق بايدن ارتفعت بفضل 7 شركات فقط، أما في عهد ترمب، فسيرتفع الجميع."
التحليلات الحكومية ربطت الأزمة بتراجع الذكاء الاصطناعي، وهشاشة النمو في عهد الإدارة السابقة، مما عزز خطاب "الإصلاح العميق" الذي تتبناه حملة ترمب.
الرسوم كعلاج: "المريض يتألم ليُشفى"
شبه ترمب نفسه هذه المرحلة بـ"جراحة كبرى للاقتصاد"، معتبرًا أن الألم الحالي مؤقت، والنتيجة ستكون انتعاشًا دائمًا.
رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميرن:
"التقلبات طبيعية.. نحن بصدد إعادة ضبط الاقتصاد الأميركي."وزيرة الزراعة بروك رولينز:
"نحن نتفاوض... والمزارعون سيتعافون قريبًا."
الخطاب الرسمي يصرّ على أن ما يحدث هو جزء من عملية إعادة توازن تجاري عالمي، ضروري لخلق نظام أكثر عدالة لأميركا.
رسائل متضاربة في وقت حساس
في الوقت الذي تُقدّم فيه الإدارة رواية "التصحيح المؤقت"، جاءت تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي لتعقّد المشهد، إذ أشار إلى أن:
"الرسوم قد تُسبب تضخمًا أكثر استدامة مما كنا نعتقد."
هذه التصريحات دفعت الأسواق إلى مواصلة التراجع يوم الجمعة، مع تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد في ركود حاد، رغم بيانات الوظائف القوية التي أظهرت إضافة 228 ألف وظيفة جديدة في مارس.
هل السوق عند القاع؟ أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد؟
بيتر نافارو حاول التخفيف من حدة التراجع بالقول إن السوق "ربما يكون عند القاع أو قريبًا منه"، مستندًا إلى تحليلات فنية. لكن المؤشرات واصلت الانخفاض، خصوصًا مع الضبابية التي تحيط بردود الصين، ومستقبل الرسوم، وتوجهات السياسة النقدية.
ترمب لا يزال متمسكًا بموقفه:
"تمسّكوا... لا يمكننا الخسارة!"
الخلاصة
في خضم أكبر موجة بيع منذ كورونا، وبين انهيار مؤشرات "السبعة العظماء" ومخاوف الركود، تُقدّم إدارة ترمب سردية مغايرة لما يحدث. الرسوم الجمركية، بحسبها، ليست سبب الأزمة، بل أداتها لتصحيح الاقتصاد. وبينما تتساءل الأسواق عن موعد الارتداد، تصر الإدارة على أن الألم مؤقت، والازدهار قريب.
لكن الحقيقة الوحيدة حتى الآن؟ أن الأسواق لا تشتري هذه الرواية بسهولة.
📩 اشترك الآن في نشرة مركب لتحصل على تحليلاتنا الكاملة لأداء الأسواق وكل ما تحتاج معرفته عن الشركات والمخاطر والفرص — تحليل أعمق. قرار أذكى.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet