هل تمنح السياسة التجارية الجديدة تسلا أفضلية غير مسبوقة؟
مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على السيارات المستوردة وبعض قطع الغيار اعتبارًا من 2 أبريل، شهد قطاع السيارات تقلبات عنيفة في الأسواق. وفي خضم هذه العاصفة، برز اسم Tesla (TSLA) كأحد المرشحين للخروج رابحًا — أو على الأقل، الأقل تضررًا.
رغم أن ترمب أكّد أنه لم يتشاور مع إيلون ماسك قبل إصدار القرار، واصفًا ذلك بـ"تجنّب تضارب المصالح"، فإن سهم تسلا ارتفع بأكثر من 1% في تداولات ما قبل السوق، في حين سجلت جنرال موتورز (GM) وفورد (F) تراجعات تجاوزت 7% و4% على التوالي.
1. تسلا تصنع محليًا… ومرتفعة الرسوم تمر بجانبها
السبب الرئيسي وراء هذا الأداء الإيجابي النسبي لتسلا هو أنها تنتج كامل سياراتها المخصصة للسوق الأميركي داخل الولايات المتحدة — في مصانعها في كاليفورنيا وتكساس. أما مصانعها في شنغهاي وبرلين فتخدم أسواقًا خارجية.
في المقابل، تعتمد كبرى شركات السيارات على خطوط إنتاج خارجية بشكل كبير. فوفق البيانات:
فورد تصنّع 77% من سياراتها محليًا
جنرال موتورز ونيسان: 52% فقط
ستيلانتيس: 57%
الرسم يوضّح الزيادة اللازمة في أسعار السيارات لتغطية تأثير الرسوم بنسبة 25%. تسلا = 0% زيادة، مقارنة بـ11.7% لهيونداي و10.9% لتويوتا.
لكن ماسك يحذر: لسنا بمنأى عن الضرر
رغم تفوّق تسلا التصنيعي، عبّر ماسك عن تحفظه قائلاً على منصة X:
"تسلا ليست بمنأى عن التأثير... لا تزال هناك كلفة علينا."
تشير مصادر إلى أن الشركة تعتمد في بعض المكونات والبرمجيات على واردات يصعب تصنيعها محليًا، مما يجعلها عرضة جزئيًا لتأثيرات غير مباشرة من القرار الجمركي.
الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية: هل يختفي؟
يشكّل خصم الـ7,500 دولار للمستهلكين أحد ركائز نجاح تسلا في مراحلها الأولى، وتم تمديده لاحقًا ضمن حزمة بايدن التحفيزية. ومع أجواء سياسية أكثر تشددًا في عهد ترمب، يُطرح سؤال جوهري: هل يستمر هذا الدعم؟
ماسك يرى أن إلغاء الدعم قد يكون كارثيًا لبعض المنافسين، لكن تأثيره على تسلا سيكون محدودًا:
"الكفاءة التصنيعية لدينا تمنحنا تفوّقًا طويل الأجل... الدعم مفيد، لكنه ليس ضرورة لبقائنا."
الرهان الحقيقي: القيادة الذاتية
ماسك لم يُخفِ أن الرهان الأهم لتسلا ليس فقط في مبيعات السيارات، بل في مستقبل الروبوتاكسي.
ويأمل أن تتيح إدارة ترمب القادمة (حال فوزه) تخفيف القيود التنظيمية، وتسريع تبنّي القيادة الذاتية على نطاق أوسع.
"إذا لم تكن تؤمن بأننا سننجح في القيادة الذاتية... لا تشتري سهم تسلا"، قال ماسك صراحةً.
الخلاصة:
توفر قواعد التصنيع المحلي درعًا أوليًا لتسلا في وجه القرارات الجمركية، لكنها لا تعني الحصانة الكاملة. فتكاليف سلاسل التوريد، الدعم الحكومي، ومستقبل التنظيمات في قطاع السيارات — كلها عوامل لا تزال ضبابية. ومع ذلك، تبدو تسلا أكثر قدرة من منافسيها على المناورة، ما يضعها في مقدمة سباق الربح في خضم العاصفة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلاتنا لأداء الأسهم الأميركية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet