الأسواق تشتعل عالميًا.. ورسوم ترمب تتحوّل من أداة ضغط إلى أزمة عابرة للحدود
أسوأ أسبوع للأسهم منذ جائحة كورونا.. وتداعيات تشتعل من ميلانو إلى بكين
في صباح يوم السبت، دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها ترمب حيز التنفيذ رسميًا، بعد خطاب "يوم التحرير الاقتصادي" الذي ألقاه يوم الأربعاء. بلغت نسبة الرسوم الأولية 10% على واردات من عشرات الدول، أبرزها: أستراليا، بريطانيا، كولومبيا، الأرجنتين، مصر، والسعودية.
وصفت المستشارة التجارية السابقة في البيت الأبيض "كيلي آن شو" هذه الخطوة بأنها:
"أضخم إجراء تجاري في حياتنا، وتمثل تحولًا جذريًا في نهج التجارة الأميركية."
خريطة المواجهة: استهداف 185 دولة دفعة واحدة
تمتد السياسة الجمركية الجديدة لتغطي 185 دولة حول العالم، مع تفاوت في النسب بين 10% و50%، بحسب تصنيف البيت الأبيض لمستوى "العدالة التجارية" مع الولايات المتحدة.
من أبرزها:
الاتحاد الأوروبي (رسوم بنسبة 20% تبدأ 9 أبريل)
كندا: ردت سريعًا بفرض رسوم على السيارات الأميركية
الصين: أعلنت عن رسوم انتقامية بنسبة 34% على الواردات الأميركية اعتبارًا من 10 أبريل.
إيلون ماسك يقترح "تحالفًا جمركيًا عبر الأطلسي"
في خضم الفوضى، خرج إيلون ماسك بدعوة علنية لإنشاء منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا، قائلاً:
"لقد تحدثت مع الرئيس، وأتمنى أن نرى اتفاقًا يلغي هذه الرسوم بالكامل."
الأسواق الفاخرة تدفع الثمن مبكرًا
تشير تقارير من JPMorgan إلى أن شركات مثل LVMH، Burberry، Kering ستكون من الأكثر تضررًا بسبب اعتمادها الكبير على السوق الأميركي، حيث تمثل المبيعات الأميركية 20–25% من إجمالي الإيرادات.
نزيف غير مسبوق في بورصة وول ستريت
S&P 500 خسر نحو 6% في أسبوع
داو جونز فقد أكثر من 2000 نقطة
القيمة السوقية الإجمالية التي تبخرت خلال يومين: 6.6 تريليون دولار
قطاع الأغذية في موقع أكثر أمانًا
بفضل اتفاقية التجارة مع كندا والمكسيك، تبقى العديد من فئات الأغذية الأساسية خارج نطاق الرسوم. وهذا ما جعل شركات مثل Walmart وCostco في موقع دفاعي قوي.
المشروبات الأوروبية تواجه مخاطر ضخمة
شركات مثل LVMH، Rémy Cointreau، Diageo مهددة برسوم تصل إلى 200%، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري يعيد التوازن.
الرسم البياني يُظهر النسبة المئوية للمبيعات في الولايات المتحدة حسب موقع الإنتاج، ويوضح مدى تعرض كل شركة للرسوم الأمريكية.
قطاع الصناعة بين الحلم والواقع
يرى ترمب أن هذه الرسوم ستُعيد التصنيع إلى الداخل، لكن خبراء اقتصاديين يشككون في ذلك، معتبرين أن ارتفاع التكاليف واضطراب سلاسل الإمداد يجعل تحقيق هذا الهدف "أكثر تعقيدًا مما يبدو".
الطروحات العامة تتوقف: الشركات تنتظر الهدوء
منصة StubHub، Klarna، Chime، MNTN، Medline، eToro كلها أرجأت خطط الإدراج في البورصة، بانتظار وضوح أكبر في السياسات الاقتصادية.
تغريدة ترمب: "الصين تلقت الضربة الأقوى"
قال الرئيس الأميركي:
"الصين تلقت ضربة أقسى بكثير مما تعتقد، نحن نُعيد الوظائف والاستثمارات إلى الوطن."
لكن الأسواق لم تُشارك هذا التفاؤل، إذ استمرت الخسائر حتى إغلاق الأسبوع.
الخلاصة:
من "تحرير اقتصادي" إلى ارتباك عالمي، أثارت الرسوم الجمركية الجديدة موجة من الردود السياسية والاقتصادية المتسارعة، وخلقت بيئة استثمارية مشحونة بالمخاطر.
ترمب يراها وسيلة لإعادة التوازن التجاري، فيما يراها المستثمرون بوابةً لمزيد من الاضطرابات والركود المحتمل. هل ستنجح هذه المقامرة؟ أم أن الأسواق ستدفع الثمن طويلًا؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet