هل يُخفف ترمب من لهجته لإنقاذ وول ستريت؟
قفزة مفاجئة بعد تعليق الرسوم... ولكن هل هدأت العاصفة فعلًا؟
بعد أيام من الذعر والتقلبات العنيفة في الأسواق المالية، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخطوة غير متوقعة قلبت المشهد رأسًا على عقب: تعليق جزئي للرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين لمدة 90 يومًا، مقابل تصعيد جديد تجاه الصين برفع الرسوم عليها إلى 125%. الإعلان جاء أولًا عبر منصته Truth Social، ليشعل موجة صعود قياسية في وول ستريت.
لكن خلف هذا الصعود السريع، تساؤلات كثيرة تطرح نفسها: هل نحن أمام هدنة حقيقية؟ أم مجرد مناورة مؤقتة في مسار تصعيدي أطول؟
الأسواق تحتفل فورًا... ولكن بحذر
عند الساعة 1:18 ظهرًا بتوقيت نيويورك، أعلن ترمب رسميًا تعليق جزء من الرسوم، لتقفز مؤشرات الأسواق مباشرة:
ناسداك (NASDAQ): ارتفع بنسبة +12%
ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500): صعد +10%
داو جونز (DOW 30): أضاف أكثر من +8% (نحو 2,000 نقطة)
قبل ذلك بساعات قليلة، نشر ترمب تغريدة على منصته قال فيها:
"THIS IS A GREAT TIME TO BUY!!!"
وهو ما اعتبره المحللون إشارة استباقية لتحول سياسي كبير، نجحت في ضخ الأمل من جديد في الأسواق المتعبة.
القفزة اللحظية في مؤشرات ناسداك وS&P 500 وداو جونز يوم 9 أبريل 2025، بعد الإعلان عن تعليق الرسوم. كما تظهر التفاعل الفوري مع تغريدة ترمب قبل القرار الرسمي، ما يعكس قوة التأثير السياسي على اتجاهات السوق.
لماذا تراجع ترمب الآن؟
بحسب كبار المحللين، لم يكن هذا التراجع نتيجة مفاوضات دبلوماسية أو ضغوط من حلفاء، بل بسبب إشارات خطيرة من سوق السندات:
عوائد السندات طويلة الأجل ارتفعت بشدة، ما يُفسّر كفقدان للثقة في الآفاق الاقتصادية الأميركية.
الرهانات على خفض الفائدة من الفيدرالي لم تتحقق، ما جعل الأسواق أكثر توترًا.
وقال محمد العريان، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج:
"من يستطيع إقناع الرئيس بالتراجع؟ الجواب: الأسواق، وتحديدًا سوق السندات."
الشركات تتنفس الصعداء... ولكن بشكل مؤقت
منح قرار التجميد لمدة 90 يومًا الشركات فرصة لالتقاط الأنفاس، خصوصًا تلك التي كانت تستعد لدفع رسوم باهظة على سلعها المستوردة. لكن مستقبل هذا القرار لا يزال غامضًا:
هل هو هدنة تمهّد لاتفاقات جديدة؟
أم تأجيل مؤقت يسبق موجة رسوم جديدة تشمل قطاعات إضافية كالأدوية والسيارات؟
ورغم ترحيب الأسواق، إلا أن بنوكًا مثل "Bank of America" و"Morgan Stanley" لم تتخلَّ بعد عن توقعاتها السلبية، بينما عدّلت "Goldman Sachs" توقعات الركود فورًا بعد إعلان القرار، دون أن تنفي المخاطر.
الأرباح تتضرر.. ورأس المال يتراجع
ورغم الصعود المؤقت في المؤشرات، إلا أن الخسائر ما زالت ماثلة:
الأسواق لم تسترد مستوياتها السابقة
المدخرات التقاعدية تراجعت بشدة
التوظيف والاستثمار يشهدان تباطؤًا
العلاقات التجارية العالمية توترت أكثر من أي وقت مضى
الاقتصادي نيل دوتا من Renaissance Macro كتب في مذكرة:
"ما حدث هو تفادي الأسوأ، لا أكثر... لم تنتهِ الأزمة."
الخلاصة
خطوة ترمب بتعليق الرسوم الجزئي بدت وكأنها محاولة إنقاذ في اللحظة الأخيرة، بعد أن أطلقت أسواق السندات إنذارًا واضحًا بضرورة التراجع. الهدنة التي أعلنت كانت كافية لبث التفاؤل مؤقتًا، لكنها كشفت أيضًا عن هشاشة النموذج الاقتصادي الحالي، الذي بات يعتمد على التغريدات لا الخطط الاستراتيجية.
"الترامب بوت" أنقذ الأسواق من السقوط مؤقتًا، لكنه لم يبدّد المخاطر... فالمعركة التجارية لا تزال في بدايتها، والأسواق تنتظر ما إذا كانت الخطوة التالية ستكون سلامًا تجاريًا... أم جولة جديدة من التصعيد.
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب حول الأسواق مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet