هذا المقال يركز على موضوع حساس يتعلق بالتلاعب في الأسواق المالية، وهو يستند إلى فيديو نشر عام 2006 للمعلق على الأسواق المالية ومقدم البرامج التلفزيونية على قناة CNBC، جيم كريمر، والذي أثار موجة من الانتقادات في حينه، بعد أن وصف في مقابلة الأنشطة غير القانونية التي يستخدمها مدراء صناديق التحوط للتلاعب بأسعار الأسهم.
"عندما كنت في وضع البيع على المكشوف في صندوق التحوط الخاص بي ... بمعنى أنني كنت بحاجة إلى انخفاض السعر، كنت أخلق نشاطًا مصطنعًا مسبقًا لدفع العقود الآجلة للأسفل. إنها لعبة ممتعة ومربحة." جيم كريمر
في مقابلة أُجريت في ديسمبر 2006 على موقع TheStreet.com، الشركة الإخبارية المالية التي شارك كريمر في تأسيسها، شرح كريمر كيف كان بإمكانه رفع أو خفض أسعار الأسهم، بناءً على مراكزه الاستثمارية في وظيفته السابقة كمدير لصندوق تحوط.
كشف الأساليب القذرة في التداول
الفيديو يكشف أساليب غير أخلاقية تُستخدم من قِبل صناديق التحوط والبنوك للتلاعب بالأسواق وتحقيق أرباح ضخمة على حساب المتداولين الأفراد. سنستعرض المحتوى بالتفصيل ونشرح كيفية حدوث هذه العمليات وأثرها على الأسواق، مع التركيز على الحلول الواقعية لحماية المستثمرين.
يظهر كريمر وهو يشرح كيفية استغلاله للسوق لتحقيق أرباح كبيرة. يقول كريمر:
"قد يكلفني ذلك 15-20 مليون دولار لإسقاط سهم مثل RIM، ولكنه سيكون ممتعًا ومربحًا للغاية."
يكشف هذا التصريح أن صناديق التحوط تستغل رأس المال الكبير للتلاعب بالأسواق وجذب المتداولين الأفراد ("المغفلين" حسب وصفه) لدخول السوق في مستويات غير مواتية، ما يؤدي لخسائر كبيرة لهم بينما تحقق المؤسسات أرباحًا ضخمة.
كيف يتم التلاعب؟
1. رفع الأسعار لجذب المتداولين
يشرح كريمر أنه يمكنه استخدام رأس مال صغير، ربما 5 ملايين دولار، لرفع أسعار الأسهم بشكل مصطنع. الهدف هو خلق صورة زائفة بأن السوق صاعد لجذب المتداولين الأفراد الذين يقعون ضحية لجشعهم أو ما يُعرف بـ "الخوف من ضياع الفرصة" (FOMO).
2. إسقاط السوق
بعد جذب المتداولين ورفع الأسعار، يقوم بضخ المزيد من الأموال (10 ملايين دولار أو أكثر) لإسقاط السوق. الهدف هنا هو بث الخوف في نفوس المتداولين الأفراد، مما يدفعهم للبيع بخسارة.
3. نشر الأخبار الكاذبة
يتصل كريمر بوسائل الإعلام لنشر أخبار زائفة لدعم خططه. إذا أراد رفع الأسعار، ينشر أخبارًا إيجابية، وإذا أراد تخفيضها، ينشر أخبارًا سلبية. الهدف من ذلك هو خلق موجة بيع أو شراء لصالح صناديق التحوط.
4. التلاعب بالعواطف
يعتمد كريمر على التلاعب بمشاعر المتداولين الأفراد، حيث يستخدم الجشع لجذبهم عند ارتفاع الأسعار، ثم يستغل الخوف لدفعهم للبيع عند انخفاض الأسعار.
التحليل النفسي للتداول
كريمر يعتمد بشكل أساسي على استغلال مشاعر المتداولين الأفراد:
الجشع: يقود المتداولين للشراء بأسعار مرتفعة خوفًا من فقدان الفرصة.
الخوف: يدفعهم للبيع بأسعار منخفضة لتجنب المزيد من الخسائر.
وهكذا، يتم التلاعب بمشاعر المتداولين، مما يجعلهم يتخذون قرارات غير عقلانية تؤدي لخسائر كبيرة.
صرّح كريمر أن ما يفعله "قانوني"، ولكنه غير أخلاقي. على الرغم من ذلك، العديد من البنوك مثل JP Morgan وBarclays وHSBC تورطت في فضائح مثل فضيحة "Forex Probe" لعام 2015، حيث اعترفوا بالتلاعب في أسواق العملات لتحقيق أرباح ضخمة.
السوق لعبة غير عادلة
يكشف كريمر أن السوق يتحرك وفق قانون العرض والطلب. عندما يضخ أموالاً لشراء الأسهم، يرتفع السعر. وعندما يبيع بكميات كبيرة، ينخفض السعر.
ويشرح كيف يمكنه استخدام الإعلام لنشر أخبار تدعم استراتيجيته. إذا أراد رفع السعر، ينشر أخبارًا إيجابية. وإذا أراد خفض السعر، ينشر أخبارًا سلبية.
يؤكد الفيديو أن الأسواق ليست عادلة، وهي تحت سيطرة المؤسسات الكبيرة. المتداولون الأفراد غالبًا ما يكونون الضحية لأنهم لا يستطيعون مجاراة رأس المال الضخم وصناعة القرار.
الحل: الاستثمار طويل الأمد والاعتماد على الأساسيات
بالنظر إلى ما يكشفه الفيديو المسرّب، من الواضح أن الأسواق المالية غالبًا ما تتأثر بالتلاعب والمضاربات قصيرة الأمد. ولكن هناك طريقًا أفضل وأكثر أمانًا للمستثمرين الأفراد: الاستثمار طويل الأمد المبني على الأساسيات.
1. الابتعاد عن المضاربات اليومية
الأسواق المالية قصيرة الأمد تتأثر بعوامل عديدة مثل الإشاعات، والتقارير الإعلامية الزائفة، وحركات المؤسسات الكبرى. لذلك، فإن محاولة التغلب على هذه الحركات أو التفاعل معها غالبًا ما يؤدي لخسائر فادحة. المستثمر الحكيم يتجنب المضاربة ويركز على المدى البعيد.
2. التركيز على جودة الشركات والأساسيات
بدلاً من متابعة تحركات الأسعار اليومية، يجب على المستثمرين التركيز على الاستثمار في شركات ذات أساسيات قوية مثل:
إيرادات مستدامة: شركات تحقق أرباحًا ثابتة وتنمو مع الوقت.
مزايا تنافسية: شركات تمتلك منتجًا أو خدمة تجعلها قائدة في قطاعها.
إدارة حكيمة: فريق قيادة ذو رؤية وخبرة.
اقرأ معنا..
3. قوة العوائد المركبة
الاستثمار طويل الأمد يعتمد على العوائد المركبة، وهي عملية تحقيق أرباح على الأرباح السابقة. مع مرور الوقت، يمكن للعوائد المركبة أن تحقق نموًا هائلًا للمحفظة المالية، مما يجعل الاستثمار طويل الأمد أكثر ربحية وأقل خطورة مقارنة بالمضاربات قصيرة الأمد.
4. التحكم بالمشاعر: الجشع والخوف
لتحقيق النجاح في الاستثمار طويل الأمد، يجب على المستثمرين التحكم في مشاعرهم وتجنب اتخاذ قرارات مبنية على تقلبات السوق اليومية. القاعدة الذهبية هي:
لا تشترِ بسبب الجشع: لا تدخل السوق لمجرد أن الأسعار ترتفع بسرعة.
لا تبيع بسبب الخوف: لا تخرج من استثماراتك بسبب تقلبات مؤقتة.
5. تنويع المحفظة
التنويع هو أحد أسس الاستثمار الذكي. من خلال توزيع رأس المال على عدة قطاعات وأصول مثل الأسهم، والسندات، والعقارات، يمكن تقليل المخاطر وحماية رأس المال من تقلبات سوق واحدة.
خلاصة الحل: اللعب بذكاء، وليس بسرعة
الاستثمار طويل الأمد هو الطريق الأمثل لتحقيق الثروة المستدامة. بدلًا من محاولة التغلب على السوق والمؤسسات الكبيرة، يمكن للمستثمرين التركيز على بناء محافظ مالية قوية قائمة على الأساسيات.
اختر شركاتك بعناية.
استثمر في قطاعات تمتلك إمكانات نمو مستدامة.
اجعل الوقت حليفك من خلال التركيز على العوائد المركبة.
تذكّر: الأسواق قد تكون مليئة بالتلاعب، ولكن النجاح الحقيقي يكمن في الالتزام بخطة استثمارية طويلة الأمد مدروسة ومبنية على أساسيات قوية.