ترمب لا يتراجع رغم الانهيار.. ويصف الأزمة بالعلاج الضروري
في مشهد يُعيد إلى الأذهان أسوأ أيام جائحة 2020، افتتحت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تداولات مساء الأحد على انخفاضات حادة، مع دخول الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيز التنفيذ رسميًا.
ورغم حجم الخسائر، خرج ترمب بتصريحات متمسكة بالخطة، واصفًا الرسوم بأنها "جميلة"، ومعتبرًا أن الأسواق ربما تحتاج إلى "تناول الدواء".
الانهيار يبدأ من العقود الآجلة
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 4%، فيما خسر ناسداك أكثر من 4.3%، وهبط داو جونز بأكثر من 3.7%، مما يشير إلى أسبوع شديد التقلب للأسواق الأميركية.
في الوقت نفسه، واصلت العملات الرقمية مثل بيتكوين انخفاضها، في إشارة إلى تزايد الهروب من الأصول عالية المخاطرة، وسط تصاعد التوترات التجارية.
ترمب: "أحيانًا تحتاج الأسواق للدواء"
في منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترمب إن الرسوم الجمركية "بدأت العمل بالفعل"، واصفًا إياها بأنها "تحفة اقتصادية"، وأضاف:
"أنا لا أريد أن ينخفض شيء، لكن أحيانًا عليك أن تتناول الدواء لعلاج شيء ما."
واعتبر مستشاروه الاقتصاديون أن هذه الخطوة ليست "ورقة تفاوضية"، بل تحول دائم في السياسات التجارية الأميركية.
الرسوم تدخل حيز التنفيذ رسميًا
ابتداءً من صباح السبت، بدأت الولايات المتحدة فرض رسوم بنسبة 10% على جميع الواردات، على أن تُستكمل برسوم إضافية تصل إلى 50% على أكثر من 185 دولة بحلول 9 أبريل.
خريطة تُظهر الدول التي فرضت عليها الرسوم الأميركية، مع توضيح نسب الرسوم حسب كل منطقة جغرافية
ومن أبرز الردود المباشرة:
الصين: رسوم مضادة بنسبة 34% تبدأ في 10 أبريل.
كندا: فرض رسوم جديدة على واردات السيارات الأميركية.
الاتحاد الأوروبي: يستعد للرد على 70% من صادراته المتأثرة.
أوروبا وآسيا تدخلان على خط المواجهة
رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أعلن عن مبادرة للتواصل مع الإدارة الأميركية سعيًا لتجنب فرض رسوم بنسبة 24% على صادرات بلاده.
وقال أمام البرلمان:
"يجب أن نوضح أن بلادنا لا تقوم بأي ممارسات تجارية غير عادلة."
في أوروبا، وصفت المفوضية الأوروبية هذه الخطوة بـ "الهجوم التجاري المباشر"، وبدأت فعليًا بوضع حزمة ردود جمركية انتقامية.
قلق عالمي من شبح الركود
في الصين، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن "الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كسلاح سياسي"، ودعت إلى رد حازم.
أما في اليابان، فتدرس الحكومة إعداد موازنة طارئة لمواجهة التداعيات على قطاعي السيارات والغاز الطبيعي.
في الولايات المتحدة، البيتكوين والأسهم التكنولوجية تقود التراجعات، بينما يُتوقع أن تلجأ الشركات إلى تأجيل الإنفاق وتجميد خطط التوسع.
الخلاصة
في لحظة اقتصادية فارقة، أعادت إدارة ترمب تشكيل المشهد التجاري العالمي عبر رسوم جمركية واسعة النطاق، طالت الشركاء الاقتصاديين الأساسيين للولايات المتحدة. وبينما تُصر الإدارة على أن الأسواق تحتاج "إلى الدواء"، فإن المؤشرات تومض باللون الأحمر، والتوقعات تميل نحو ركود عالمي محتمل.
السؤال الذي تطرحه الأسواق الآن: هل نحن أمام صدمة مؤقتة... أم بداية لمرحلة طويلة من الانكماش؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب اليومية حول الأسواق العالمية والتغيرات الاقتصادية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet