أسهم التكنولوجيا تقود صعود وول ستريت.. ما الذي يُحرّك أسهم التكنولوجيا؟
خلفيات خفية تُنعش أسهم التكنولوجيا من جديد
في بداية أسبوع حافل بالمفاجآت الاقتصادية والتكنولوجية، استعادت أسهم التكنولوجيا زمام المبادرة في وول ستريت، مدفوعة بمزيج من التهدئة في ملف الرسوم الجمركية وتطورات جديدة في الذكاء الاصطناعي قادمة من آسيا.
وفيما تواصل الأسواق مراقبة تحركات البيت الأبيض في ملفات التجارة، يبدو أن شركات مثل Nvidia وAMD وMeta أصبحت المستفيد الأكبر من هذه التقاطعات.
أسهم التكنولوجيا تتصدر مشهد الانتعاش
في جلسة صباح يوم الاثنين 24 مارس 2025، سجّلت أسهم:
Meta وAMD ارتفاعًا بأكثر من 3% لكل منهما.
Nvidia ارتفعت بنسبة 2.3%.
بينما قفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.5% عند الافتتاح، في إشارة إلى عودة شهية المستثمرين نحو أسهم النمو، بقيادة شركات التكنولوجيا الكبرى.
1. تخفيف متوقّع في الرسوم الجمركية ينعش المعنويات
أتى هذا الزخم الإيجابي بعد تقارير أفادت بأن إدارة ترامب تستعد لتطبيق خطة رسوم جمركية أكثر انتقائية، تشمل تقليص عدد الدول المشمولة برسوم 2 أبريل، مع استثناء قطاعات حيوية مثل الرقائق الإلكترونية والسيارات.
✅ هذه المستجدات خفّفت من حدة المخاوف من حرب تجارية شاملة، وعززت التفاؤل بإمكانية استمرار نمو شركات التكنولوجيا دون اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد أو ارتفاع في التكاليف.
2. الذكاء الاصطناعي: مرحلة جديدة تنطلق من الصين
في تطور موازٍ، أعلنت مجموعة Ant Group الصينية – المدعومة من جاك ما – عن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة، باستخدام رقائق محلية وأخرى من AMD.
✅ هذه الخطوة تعكس توسع المنافسة خارج حدود وادي السيليكون، وتؤكد أن السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي بدأ يدخل مرحلة جديدة من التنوع في البنية التحتية.
في مؤتمر GTC، علّق الرئيس التنفيذي لـ Nvidia، جنسن هوانغ، قائلًا إن احتياجات الحوسبة في الذكاء الاصطناعي "أكبر مما كنا نتوقع"، ما يعني أن السوق بحاجة إلى استثمارات أعمق وأوسع في البنية التحتية – وهي رسالة واضحة لدعم شركات مثل Nvidia وAMD.
تجدر الإشارة إلى أن Nvidia كانت قد تعرضت لضغوط بداية العام، بعد إعلان شركة DeepSeek الصينية أن نموذجها R1 يمكنه منافسة النماذج الغربية الأكثر تكلفة.
3. Meta تتنفس الصعداء بعد رفض صفقة استحواذ
في خبر ساهم في دعم سهم Meta، رفضت شركة FuriosaAI الكورية عرض استحواذ بقيمة 800 مليون دولار، كانت Meta تسعى لإتمامه.
هذا الرفض خفّف من القلق التنظيمي لدى المستثمرين، وأبعد عن الشركة احتمال الدخول في معارك قانونية أو تكاليف اندماج غير محسوبة.
كما عكس ثقة الشركات الناشئة الآسيوية في قدرتها على المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لبيع نفسها للعمالقة الأمريكيين.
4. "الرسوم الجمركية" تبقى المحور الرئيسي لتحركات السوق
ورغم أهمية الأخبار التكنولوجية، إلا أن الملف الأكبر الذي يُحرّك السوق حاليًا هو خطة ترامب التجارية.
بحسب محللين لدى Yahoo Finance، فإن مجرد غياب الأخبار السيئة من واشنطن ساهم سابقًا في انتعاش السوق، أما الآن، فوجود إشارات إيجابية حقيقية ساهم في تعزيز المعنويات بشكل واضح.
المحلل جاي وودز من Freedom Capital Markets قال:
"نحن نعيش من عنوان إلى عنوان... غياب التصعيد من واشنطن ينعش السوق، فكيف إذا أتت أخبار إيجابية بالفعل؟"
كيف يمكن قراءة هذا المشهد؟
🔹 شركات التكنولوجيا ما زالت اللاعب الأقوى في قيادة السوق، خاصة مع التوسّع في الذكاء الاصطناعي.
🔹 الملف الجمركي أصبح المحرّك الرئيسي لأسعار الأسهم على المدى القصير.
🔹 المنافسة الصينية تضيف بُعدًا جديدًا للسباق التكنولوجي، وقد تفرض واقعًا متعدد الأقطاب في عالم الذكاء الاصطناعي.
🔹 مرونة Meta التنظيمية تمنحها تفوقًا في بيئة تعاني من تشديد الرقابة على شركات التكنولوجيا الكبرى.
الخلاصة:
رغم التشابك المعقّد بين الجغرافيا السياسية والابتكار التكنولوجي، فإن يوم الاثنين قدّم نموذجًا لما يمكن أن يحدث عندما تتراجع الضغوط السياسية قليلاً:
✅ السوق ينتعش،
✅ شركات النمو تستعيد بريقها،
✅ والمستثمرون يعودون للتفاؤل من جديد.
لكن مع اقتراب موعد "يوم التحرير" في 2 أبريل، تبقى سياسة الرسوم الجمركية هي العامل الحاسم في توجيه الأسواق خلال الأسابيع القادمة.
📬 اشترك الآن في نشرة مركب لتصلك تحليلات دقيقة للأسهم مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet