إنفيديا تُغري المستثمرين... ولكن هل المخاطر أكبر من العوائد؟
في وقت يُنظر فيه إلى الذكاء الاصطناعي كقاطرة النمو المقبلة في الأسواق العالمية، يجد سهم Nvidia (NVDA) نفسه في وضع معقد: تقييمات منخفضة، مؤشرات نمو قوية، لكن في ظل ضبابية جيوسياسية وتجارية متصاعدة تجعل المستثمرين مترددين في اتخاذ قرار الشراء الآن.
فبين الحظر الأميركي الأخير على رقاقات H20، وتباطؤ الإنفاق من عمالقة التكنولوجيا، تتصاعد التساؤلات: هل تمثل Nvidia فرصة استثمارية مغرية، أم مخاطرة لا يُستهان بها؟
تقييم منخفض... لا يكفي لجذب المستثمرين
منذ بداية العام، انخفض سهم Nvidia بنسبة تزيد عن 25%، أي أكثر من ضعف تراجع مؤشر ناسداك 100، ويتداول حاليًا عند 21 ضعف الأرباح المتوقعة — أقل من المتوسط التاريخي للشركة، وقريب من مضاعف مؤشر S&P 500 البالغ 19.
لكن بحسب كريشنا شينتالابالي من Parnassus Investments، لا يعني هذا الانخفاض بالضرورة أن السهم أصبح مغريًا للشراء:
"الآفاق لم تعد جاذبة كما كانت، وهناك الكثير من الافتراضات الواجب أخذها بالحسبان: الرسوم، الصين، شركات البنية التحتية الكبرى، والظروف الكلية."
النمو مرتبط بعمالقة البنية التحتية... لكن الحذر حاضر
يعتمد نمو Nvidia على إنفاق شركات التكنولوجيا الكبرى، المعروفة بـ"الهايبرسكيلرز"، وتشمل:
Microsoft (MSFT)
Alphabet (GOOG, GOOGL)
Amazon (AMZN)
Meta (META)
وتتوقع الشركة نموًا في الإيرادات بنسبة 57% هذا العام، مقابل 4.7% فقط لمؤشر S&P 500 — ما يعكس الزخم القوي للبنى التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
لكن بعض التغيرات بدأت تلوح في الأفق؛ فرغم التزام Alphabet بإنفاقها، فإن Microsoft بدأت في تخفيض استثماراتها بمراكز البيانات، فيما يظل عام 2026 محاطًا بالكثير من الغموض.
حظر رقاقات H20... والضربة الجديدة للسهم
في الأسبوع الماضي، أعلنت Nvidia أن الولايات المتحدة منعتها من بيع رقاقات H20 في الصين — وهي شرائح كانت مخصصة أساسًا للتوافق مع القيود الأميركية السابقة. ووفقًا للتقديرات، فإن القرار سيُكلّف الشركة مليارات الدولارات.
بالتوازي، قام المحللون بتخفيض تقديرات الأرباح بنسبة 1.5%، والإيرادات بنسبة 1.2%.
ورغم أن إيفانا ديليفسكا من SPEAR Invest ترى في إزالة "الضبابية" جانبًا إيجابيًا على المدى القصير، فإن فقدان السوق الصينية يُعد سلبيًا استراتيجيًا.
أما شانا سيسيل، فتتوقع أن تظهر نتائج الربع القادم عمليات شراء استباقي من الصين، وترى أن السهم جذاب حاليًا:
"أنا متفائلة جدًا تجاه Nvidia، وأرى أن التقييم الحالي يمثل فرصة جيدة للشراء."
هل Nvidia محصّنة من الرسوم التجارية؟
بحسب مذكرة من Bloomberg Intelligence، فإن شركات الذكاء الاصطناعي مثل Nvidia أقل عرضة للقيود التجارية مقارنة بشركات الشرائح المرتبطة بالحواسيب أو السيارات. لكن الواقع لا يخلو من التقلب.
فبينما صرّح ترمب بأن الحظر على الإلكترونيات "مؤقت"، أعلنت ASML عن طلبات أضعف من المتوقع، ولم تستطع تقدير تأثير الرسوم، فيما حافظت TSM على توقعاتها، رغم تحذيرات المحللين من استمرار الغموض السياسي.
هل يستحق السهم المغامرة في هذا التوقيت؟
رغم الضغوط المتزايدة، لا يزال نحو 90% من المحللين الذين تتابعهم بلومبرغ يوصون بشراء السهم. كما يتداول Nvidia بأكثر من 60% أقل من متوسط السعر المستهدف، ما يضعه ضمن الأسهم ذات أعلى عوائد متوقعة على المدى الطويل.
دانيال فلاكس من Neuberger Berman يلخّص الموقف بقوله:
"السياسة ستبقى عنصرًا فاعلًا في مشهد الاستثمار. لكن Nvidia لا تزال تبتكر وتنفذ بقوة، وأراها فرصة جذابة على مدى 12 إلى 18 شهرًا."
الخلاصة:
تراجع التقييمات قد يكون فرصة للمستثمرين طويلين الأجل، لكن الضبابية السياسية والتجارية تعني أن الطريق ليس ممهدًا. فشركة Nvidia لا تزال قوية من حيث الابتكار والطلب على تقنياتها، لكن مستقبلها مرتبط بعوامل خارجة عن سيطرتها — من قيود التصدير، إلى تقلبات الإنفاق لدى شركائها الكبار. المستثمرون اليوم أمام اختبار صبر، والمكافأة المحتملة لا تأتي دون مجازفة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب العميقة لأسهم الذكاء الاصطناعي وأبرز الشركات التكنولوجية — مباشرة إلى بريدك الإلكتروني وكن دائمًا على بُعد خطوة من القرار الاستثماري الصحيح.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet