العلاقات الصينية-الأمريكية تحت الضغط.. الاستثمارات تنخفض وبكين تتحرك بخطوات مضادة
وسط تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، أظهرت بيانات حديثة أن الاستثمارات الصينية الجديدة في الولايات المتحدة تراجعت بشكل حاد في الربع الرابع من عام 2024، لتبلغ أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات، بحسب تحليل صادر عن مجموعة Rhodium.
انحدار الحاد في تدفقات الاستثمارات الصينية نحو أمريكا الشمالية، مع هبوط الاستثمارات الجديدة إلى ما يُقارب الصفر، مقارنة بذروات سابقة تجاوزت 6-8 مليارات دولار في بعض الفصول.
بكين تتحرك بخطى محسوبة: الاستثمار كورقة ضغط
كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة الصينية أصدرت توجيهات رسمية لهيئات التخطيط بعدم الموافقة على استثمارات جديدة في الولايات المتحدة مؤقتًا، في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في أدوات الضغط السياسي والاقتصادي، وتشمل:
التحكم بتدفقات الاستثمار كأداة تفاوض في مواجهة التصعيد الأميركي المحتمل.
الاستعداد للرسوم الجمركية الانتقامية المتوقعة ضمن خطة ترامب المسماة "يوم التحرير".
الحد من نزيف رأس المال، بعد موجات خروج ضخمة أثرت على استقرار اليوان خلال العام الماضي.
أثر فوري في الأسواق العالمية
تزامنًا مع نشر تقرير بلومبيرغ حول هذه المستجدات، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى أدنى مستوياتها اليومية، في حين واصلت الأسواق الأوروبية انخفاضها، وسط قلق من احتمالات العودة إلى سيناريو الحرب التجارية لعامي 2018-2019.
الأسواق تخشى أن تتحول خطوة بكين إلى بداية سلسلة من الإجراءات المضادة تُعيد حالة الجمود التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.
من يشمل هذا التقييد؟
التوجيهات الصينية لا تمس الاستثمارات الحالية أو المشاريع القائمة في الولايات المتحدة.
لكنها تضيف طبقة من الغموض أمام أي استثمار جديد، ما يُصعّب على الشركات الصينية خططها للانتقال أو التوسع في السوق الأميركية.
شركات كبرى مثل CK Hutchison Holdings دخلت في دائرة التوتر بعد بيع أصول بقيمة 19 مليار دولار لشركة BlackRock، مما أثار غضب بكين التي أمرت مؤسساتها الحكومية بوقف التعاون مع أي كيان على صلة بالملياردير لي كا شينغ.
بكين تغيّر بوصلتها الاستثمارية
رغم أن الاستثمارات الصينية في أميركا تراجعت بـ 5.2% في 2023، فإن مجمل استثمارات الصين العالمية ارتفع بـ 8.7%، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو تنويع الشركاء وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
ووفقًا لوزارة التجارة الصينية، فإن الاستثمار التراكمي في أميركا لا يمثل سوى 2.8% من إجمالي استثمارات الصين الخارجية حتى نهاية 2023، وهو رقم يُظهر موقع واشنطن المتراجع في أولويات بكين.
الخلاصة
الصين تُرسل إشارة لا لبس فيها: الاستثمار أداة سيادية بقدر ما هي سياسية. ومع اقتراب تطبيق خطة الرسوم الجمركية الأميركية، يبدو أن بكين تستبق الأحداث وتُحضّر ردًا هادئًا لكن فعّالًا عبر الاقتصاد.
لكن انسحاب الصين من الاستثمار في الولايات المتحدة يترك فجوة في قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والطاقة، وقد يدفع إلى إعادة تشكيل خريطة الاستثمارات العالمية، أو إلى مرحلة جديدة من المواجهة التجارية المعقّدة بين القوتين.
📩 اشترك الآن لتحصل على تحليلات مركب حول الاقتصاد العالمي وأثرها على الأسواقمباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet