قلق المستهلكين يضغط على وولمارت.. هل بدأ الاقتصاد الأميركي بالتباطؤ؟
وولمارت تخسر 22 مليار دولار
في ظل موجة تضخمية متزايدة، ورسوم جمركية مرتقبة تهدد الأسعار، تلقى المستهلك الأميركي ضربة جديدة في ثقته الاقتصادية. وهذه المرة، كانت الانعكاسات مباشرة على واحدة من أكبر شركات البيع بالتجزئة في العالم: وولمارت (Walmart) (WMT)، التي خسرت 22 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد فقط.
ما حدث لم يكن مجرد تقلبٍ عابر، بل إشارة قوية على أن الاقتصاد الأميركي قد يكون دخل فعليًا في مرحلة تباطؤ استهلاكي مقلقة.
ثقة المستهلك تهوي إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عقد
وفقًا لتقرير Conference Board، تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 65.2 نقطة في فبراير، وهو أدنى مستوى له منذ 12 عامًا، وللشهر الرابع على التوالي.
هذا الهبوط يُعد اختراقًا سلبيًا لعتبة 80 نقطة، التي غالبًا ما تُعتبر إشارة إلى اقتراب ركود اقتصادي.
وقالت ستيفاني غيتشارد، كبيرة الاقتصاديين في المجلس:
"تلاشت التفاؤلات بشأن الدخل المستقبلي... بدأ القلق من الاقتصاد وسوق العمل ينعكس على التقييمات الشخصية للمستهلكين."
وولمارت تدق ناقوس الخطر: الزبائن يضغطون نفقاتهم
في تصريحات صريحة ألقاها الرئيس التنفيذي لـ وولمارت، دوغ ماكميلون، خلال لقاء اقتصادي بشيكاغو، كشف عن تغيّرات لافتة في سلوك الزبائن:
"المال ينفد قبل نهاية الشهر... نرى الناس يشترون عبوات أصغر."
🛒 هذه التغيّرات في عادات الشراء تُظهر أن حتى عملاء وولمارت، المعروفة بأسعارها المخفّضة، بدأوا يعانون من الضغوط الاقتصادية، ما يُعد إشارة خطيرة على مدى انتشار التعب المالي بين المستهلكين الأميركيين.
السهم يتهاوى وخسائر بمليارات الدولارات
بعد صدور تقرير ثقة المستهلك:
انخفض سهم وولمارت بنسبة 3%
خسرت الشركة ما يقارب 22 مليار دولار من قيمتها السوقية
تراجعت إلى ما يقارب 680 مليار دولار
وفي نفس الوقت، تفوقت أمازون لأول مرة في التاريخ على وولمارت من حيث الإيرادات الفصلية، ما يزيد من الضغط التنافسي على عملاق التجزئة الأميركي.
المستهلك الأميركي قلق من التضخم... والرسوم الجمركية
استطلاع رأي أجرته Allianz Life أظهر أن:
71% من الأميركيين يتوقعون زيادة في التضخم خلال 12 شهرًا
75% قلقون من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على تكاليف المعيشة
وعلّق كيلي لافين، نائب رئيس Allianz Life:
"ألم التضخم يتزايد، وتأثيره يتضاعف مع الوقت... ومن دون استراتيجية طويلة الأجل، ستتآكل القوة الشرائية تدريجيًا."
وولمارت: الاستعداد قائم... لكن التحفّظ أكبر
رغم محاولة الرئيس التنفيذي لوولمارت طمأنة المستثمرين بالقول:
"الرسوم الجمركية شيء تعاملنا معه لسنوات، وسنستمر في ذلك."
إلا أن المدير المالي جون ديفيد ريني بدا أكثر حذرًا، مُشيرًا إلى:
"مستوى عالٍ من عدم اليقين في سلوك المستهلك"
"تباطؤ متوقّع في نمو الإيرادات والأرباح"
وقد تراجع سهم وولمارت بنسبة 6% عقب إعلان الأرباح في فبراير، وهو ما يُبرز تزايد المخاوف لدى المستثمرين.
هل نحن على أعتاب ركود استهلاكي؟
المحلل تشيب لوبو من WalletHub حذّر بقوله:
"إشارة مقلقة على أن التعافي الاقتصادي قد يكون بدأ بالتباطؤ."
في ظل تراجع ثقة المستهلك، تباطؤ الإنفاق، وتزايد المخاوف من التضخم والرسوم الجمركية، قد نكون أمام بداية ركود استهلاكي واسع النطاق، له تداعيات مباشرة على أكبر الأسماء في السوق، وليس وولمارت فقط.
📬 اشترك الآن لتصلك نشرة مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet