وارن بافيت يراهن على المدى البعيد.. وهذان السهمان يجسّدان فلسفته الاستثمارية
لطالما عُرف المستثمر الأسطوري وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة Berkshire Hathaway، بقدرته على اقتناص الفرص والاحتفاظ بها لعقود. محفظته، التي بلغت قيمتها أكثر من 271 مليار دولار مع نهاية عام 2024، تزخر بالشركات الكبرى. لكن في خضم التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، يظهر سهمان فقط كرهانات واثقة للمستقبل: Amazon (AMZN) وApple (AAPL).
Amazon (AMZN): عملاق متعدد الأذرع لا يتوقف عن التوسع
رغم أن سهم Amazon تراجع بنسبة 26% عن ذروته، إلا أن الشركة لا تزال من بين أقوى الكيانات في السوق، وتبدو جذابة للغاية للمستثمرين ذوي الرؤية الطويلة.
تمتلك Amazon حصة سوقية تتجاوز 40% من التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، وتواصل تعزيز موقعها من خلال توسيع علاماتها التجارية، وتحسين بنيتها التحتية اللوجستية. التحديثات في سلاسل الإمداد والتوصيل رفعت من كفاءة الشركة، وخفّضت التكاليف، وعززت هوامش الربح.
لكن الأهم من ذلك هو نشاطها المتصاعد في الذكاء الاصطناعي عبر AWS. تقدم الشركة مجموعة أدوات قوية، بدءًا من الخدمات للمطورين، وصولًا إلى نظام Bedrock، ما يمكّن العملاء من بناء حلول ذكاء اصطناعي متقدمة بسرعة وسلاسة.
وقد عاد قطاع AWS للنمو بوتيرة مزدوجة الرقم في الربع الأخير من 2024، محققًا نموًا سنويًا بنسبة 19%، ليصبح المحرك الأساسي للشركة.
Amazon أيضًا تُراهن على تطوير رقائقها الخاصة لتقليل الاعتماد على Nvidia، وهي خطوة استراتيجية قد تقلّص التكاليف وتعزّز سيطرتها على بنيتها التكنولوجية.
ومع مضاعف ربحية يبلغ 35، وهو من أدنى مستوياته خلال العقد الأخير، يبدو السهم مقيمًا بأقل من قيمته، ما يخلق فرصة استثمارية نادرة.
Apple (AAPL): الثقة التي لا تتغير في رهان بافيت الأكبر
سهم Apple هو الحيازة الأكبر في محفظة Berkshire Hathaway، ما يؤكد ثقة بافيت العميقة بهذه الشركة. Apple أثبتت أنها أكثر من مجرد صانع أجهزة. فهي اليوم منظومة متكاملة تجمع بين الابتكار، الولاء الاستهلاكي، والتدفقات النقدية المستقرة.
بلغت إيرادات الشركة 395 مليار دولار في 2024، نصفها تقريبًا من iPhone الذي لا يزال يحافظ على مكانته كأكثر الأجهزة شعبية. لكن مصادر النمو الحقيقية أصبحت واضحة في خدماتها الرقمية: متجر التطبيقات، الاشتراكات، وخدمات iCloud وغيرها، والتي تجاوزت 100 مليار دولار من الإيرادات السنوية، مع هوامش أرباح تفوق بكثير مبيعات الأجهزة.
الأرقام لا تكذب: Apple تحقق عائدًا على رأس المال بنسبة 61%، وهو من أعلى المعدلات في السوق، ويشير إلى قوة نموذجها المالي وكفاءة إدارتها.
بافيت معروف بإعجابه بالشركات التي تجمع بين قوة العلامة، العائد المرتفع، والولاء الاستهلاكي، ولا شك أن Apple تمثل هذا النموذج في أقوى حالاته.
الخلاصة
في وقتٍ تطغى فيه التقلبات والأزمات، يبرز سهمان في محفظة بافيت كركيزتين للاستثمار طويل الأجل: Amazon، الرائدة في التجارة والتكنولوجيا السحابية والذكاء الاصطناعي، وApple، رمز الكفاءة والعلامة التجارية العالمية.
الفرص لا تأتي من الاستقرار فقط، بل من الرؤية بعيدة المدى. ومع تراجع السوق، قد تكون هذه اللحظة هي الفرصة الأنسب لبناء مراكز استثمارية في أسهمٍ تتجهز للريادة خلال العقدين القادمين.
📩 اشترك الآن في نشرة مركب لتصلك تحليلاتنا الحصرية حول الأسهم الواعدة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet