رسوم ترامب على السيارات تُشعل الجدل.. حماية للصناعة أم ضغوط على المستهلك؟
في تحول جذري قد يعيد رسم خارطة التجارة العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب بعض قطع الغيار، بدءًا من 2 أبريل – وهو اليوم الذي أطلق عليه ترمب اسم "يوم التحرير".
هذه الخطوة المثيرة للجدل تفتح الباب أمام موجة من التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية، وتمثل لحظة محورية للمستثمرين وصنّاع القرار على حد سواء.
المستفيدون والخاسرون: من يربح فعلاً من توطين التصنيع؟
رغم أن الهدف المعلن للقرار هو حماية الصناعة الأميركية وتحفيز الإنتاج المحلي، إلا أن تأثيره يمتد ليشمل الجميع – حتى الشركات الأميركية الكبرى مثل Ford وGeneral Motors وStellantis، التي تعتمد في جزء من إنتاجها على مصانع خارجية.
لكن هناك شركات على الطرف الآخر من المعادلة مثل Tesla، التي تصنّع سياراتها بالكامل داخل أميركا، مما يمنحها ميزة تنافسية فورية.
في المقابل، تواجه علامات تجارية كبرى مثل Volkswagen وToyota وHyundai تحديات ضخمة، إذ تعتمد بشكل كبير على الواردات. التقديرات تشير إلى أن الرسوم قد تُكلّف Hyundai وKia وحدهما نحو 7 مليارات دولار سنويًا – أي ما يعادل 40% من أرباحهما التشغيلية لعام 2024.





هل تنجو كندا والمكسيك من العاصفة؟ الاستثناءات على المحك
في الوقت الحالي، تستفيد كل من كندا والمكسيك من إعفاء مؤقت بفضل اتفاقية USMCA، لكن هذه الاستثناءات تبدو هشّة. في ظل التوترات السياسية الأخيرة، حذر محللون من أن ترامب قد يغير موقفه في أي لحظة، مما يهدد سلاسل التوريد المستقرة منذ سنوات.
المستهلك الأميركي يدفع الثمن
رغم الترويج للقرار باعتباره دفاعًا عن الصناعة الوطنية، إلا أن الأثر الأكبر سيكون على المستهلك الأميركي. التقديرات تشير إلى ارتفاع محتمل في أسعار السيارات الجديدة قد يصل إلى 12,000 دولار في بعض الفئات.
حتى السيارات الكهربائية المصنّعة محليًا لن تكون بمنأى عن هذا التأثير، بسبب اضطرابات متوقعة في سلسلة التوريد.
ردود عالمية عنيفة: أوروبا واليابان وكندا تلوّح بالتصعيد
من بروكسل إلى طوكيو، توالت التصريحات المنددة بالقرار الأميركي.
رئيسة المفوضية الأوروبية عبّرت عن "أسف عميق"، فيما وصف رئيس وزراء أونتاريو الكندي الخطوة بأنها "هجوم على السيادة".
النتائج المحتملة؟ تراجع في إنتاج السيارات بنسبة تصل إلى 26.6% في كندا، و5.8% في اليابان، ما ينذر بمواجهة تجارية شاملة.
الأسواق ترتبك: الذهب يصعد، والدولار يتراجع
الأسواق لم تتأخر في الرد، إذ شهد مؤشر S&P 500 تراجعًا بنسبة 1.1%، وقادت Nvidia وTesla موجة الهبوط.
في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب إلى مشارف 3300 دولار للأونصة، مع تراجع مؤشر الدولار بنسبة 3% منذ بداية 2025.
وبينما تتأرجح أسهم الشركات الكبرى، ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة، في مؤشر على بدء حركة رؤوس الأموال نحو مناطق بديلة.
إلى أين تتجه الأنظار الآن؟
الأسواق تترقب قرارات محورية قد تغيّر المعادلة:
هل يستجيب الفيدرالي بتعديل الفائدة؟
هل ترد أوروبا وآسيا برُزم مضادة؟
هل تتباطأ البيانات الاقتصادية الأميركية؟
وهل يصمد الدولار في وجه التحوّل نحو الذهب والعملات الناشئة؟
الخلاصة: "يوم التحرير" قد يحرر أميركا... أو يقيّد أسواقها
بين التصريحات النارية والواقع المعقد، يبقى السؤال: هل يعيد قرار ترامب الهيبة للتصنيع المحلي؟ أم أنه سيقودنا إلى دوامة من الاضطراب التجاري والاقتصادي؟ الأسابيع المقبلة ستحمل الإجابة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب الدقيقة عن الأسواق وأهم الفرص الاستثمارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet