الصين لا ترفض الحوار... لكنها تضع شروط واضحة أمام ترمب
في تحول لافت على مسار الحرب التجارية، لمّحت بكين إلى استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، لكنها وضعت مجموعة واضحة من الشروط التي تعكس عمق التوتر السياسي والدبلوماسي بين القوتين. وبينما تشير الأسواق إلى بوادر ارتياح، تبقى الكرة في ملعب البيت الأبيض.
قائمة مطالب صينية: احترام واتساق وتفويض مباشر
وفقًا لمصدر مطّلع على دوائر القرار في بكين، فإن الحكومة الصينية مستعدة لاستئناف المفاوضات بشرط تلبية أربع مطالب رئيسية:
وقف التصريحات العدائية التي يعتبرها المسؤولون الصينيون مهينة وغير مقبولة، مثل تصريحات نائب الرئيس الأميركي الأخيرة.
موقف أميركي موحد، ينهي التناقض بين تصريحات ترمب وأعضاء فريقه الاقتصادي والسياسي.
تعيين مبعوث مفوّض رسميًا من الرئيس الأميركي، يتولى قيادة المفاوضات بصلاحيات مباشرة.
الاستعداد الأميركي لبحث ملفات حساسة، مثل العقوبات التكنولوجية، تايوان، والقيود على التصدير.
ويأتي هذا الموقف بعد أسابيع من التصعيد المتبادل، شمل فرض رسوم أميركية بنسبة 145% على معظم الواردات الصينية، ورد بكين برسوم وصلت إلى 84%، إلى جانب حظر تصدير المعادن النادرة.
الأسواق تلتقط الإشارة... والذهب يتراجع مؤقتًا
رغم استمرار حالة الشك، استجابت الأسواق بإيجابية مشروطة بعد ورود أنباء عن استعداد صيني مشروط للتفاوض:
اليوان الصيني الخارجي ارتفع بنسبة 0.2% مقابل الدولار
الدولار الأسترالي (المرتبط اقتصاديًا بالصين) صعد بنسبة 0.5%
عقود مؤشر S&P 500 قلّصت خسائرها من 1.6% إلى 0.4% خلال الجلسة
هذه التحركات تُشير إلى أن المستثمرين يترقبون تهدئة محتملة، لكنهم لا يزالون حذرين من تصعيد مفاجئ من الطرفين.
من هو المبعوث المنتظر؟ الصين تطلب توقيع ترمب
رغم استعدادها للحوار، تشدد بكين على ضرورة وجود مبعوث أميركي "يحمل توقيع ترمب"، في إشارة إلى الحاجة إلى ضمانة سياسية تمنع تقويض المفاوضات بتغريدة مفاجئة أو تصريح مرتجل.
وبحسب المصدر الصيني:
"أفضل وسيلة لضمان قمة بين ترمب وشي هي أن يقود مفاوض رسمي العملية بشكل مباشر، ويكون مفوضًا بالكامل من الرئيس نفسه."
الهدف من هذا الشرط هو تفادي تكرار سيناريوهات سابقة، أُحبطت فيها جولات تفاوضية بسبب تباين مواقف واشنطن، أو تدخل مفاجئ من الرئيس.
"الاحترام أولًا"... غضب رسمي من التصريحات الأميركية
من بين أبرز أسباب الغضب الصيني مؤخرًا، تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي وصف بعض الصينيين بـ"الفلاحين"، ما دفع وزارة الخارجية الصينية إلى الرد رسميًا بوصف التصريحات بأنها "جاهلة وتفتقر للاحترام".
وترى بكين أن صمت ترمب عن هذه التصريحات يُعدّ موافقة ضمنية، ما يعزز مطلبها بأن تتسم رسائل واشنطن الرسمية بـ"الاحترام والاتساق".
الملفات الساخنة على الطاولة: شرائح الذكاء الاصطناعي وتايوان والعقوبات
ترغب الصين في إدراج مجموعة من القضايا الحساسة في جدول المفاوضات:
العقوبات التكنولوجية: لا سيما حظر بيع شرائح Nvidia H20 المتقدمة إلى السوق الصينية
الملف التايواني: تطالب بكين بضمانات لعدم التدخل في ما تعتبره شأناً سيادياً
القيود على التصدير: ترى الصين أن السياسات الأميركية تهدف إلى كبح تطورها الصناعي والتكنولوجي
هذه الملفات الثلاثة تُشكل جوهر التوتر الحالي، وهي السبب الأساسي خلف تحول النزاع التجاري إلى نزاع استراتيجي أعمق.
الخلاصة
بعد شهور من التصعيد، تُبدي بكين الآن استعدادًا مشروطًا للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع تأكيد على ثلاثة عناصر جوهرية: الاحترام المتبادل، الموقف الأميركي الموحد، وتفويض رسمي من ترمب. وفيما تترقب الأسواق خطوات واشنطن المقبلة، يبقى السؤال الكبير: هل سيلتقط البيت الأبيض هذه الإشارة الدبلوماسية؟ أم أن ترمب سيختار طريق التصعيد مرة أخرى؟
📩 تابع نشرة مركب لتحصل على تحليل لأهم الفرص الاستثمارية في الأسواق العالمية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet