هدنة الـ90 يومًا تُنعش أسهم وول ستريت.. هل هي فرصة أم مجرد هدوء قبل العاصفة؟
في خضم تصعيد غير مسبوق في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مفاجأة غير متوقعة قلبت المعادلة: هدنة تجارية مؤقتة مع معظم الدول، ورفع الرسوم على الصين إلى مستوى غير مسبوق. وبينما استجابت أسواق الأسهم بقفزات حادة، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، لا تزال التساؤلات قائمة حول مدى استدامة هذا الصعود، وسط إشارات اقتصادية مختلطة وتوترات سياسية لم تُحسم.
شركات الرقائق تقود الانتعاش... وسط ترقّب للمستقبل
في قلب هذا الصعود، برزت أسهم شركات أشباه الموصلات كمحرك رئيسي، حيث قفزت أسهم:
Arm (ARM) بنسبة +17%
AMD بنسبة +16.3%
Intel بنسبة +14.2%
Nvidia (NVDA) بنسبة +12.9%
هذه المكاسب القوية جاءت مدفوعة بأجواء التفاؤل بعد إعلان ترمب تعليق الرسوم على 75 دولة "غير معادية" لمدة 90 يومًا، في حين استمر التصعيد تجاه الصين عبر فرض رسوم جمركية بلغت 125%.
📊 أداء شركات الرقائق الإلكترونية بعد إعلان الهدنة
خريطة حرارية تُظهر ارتفاعًا قويًا في أسهم شركات الرقائق مثل ARM (+17.5%)، AMD (+16.3%)، وNvidia (+12.9%)، بعد هدنة ترمب التجارية.
مكاسب جماعية للقطاعات… وناسداك يتصدر
لم تقتصر موجة الصعود على الرقائق، بل شملت قطاعات رئيسية:
مؤشر قطاع التكنولوجيا (XLK) ارتفع بنحو 10%
قطاع السلع الاستهلاكية والطاقة سجّل مكاسب تجاوزت 6%
وكانت أسهم Big Tech هي الرابح الأكبر في الجلسة:
Apple: +10.1%
Tesla: +12.4%
Microsoft: +7.3%
Amazon: +7.2%
📊 أداء القطاعات الرئيسية بعد قرار التجميد
صعود جماعي للقطاعات الأمريكية، أبرزها التكنولوجيا (XLK +9.88%) والسلع الاستهلاكية (XLY +7.72%)، في استجابة إيجابية لإعلان ترمب.
📊 أداء شركات التكنولوجيا الكبرى ودورها في صعود ناسداك
أسهم التكنولوجيا الكبرى مثل Apple، Microsoft، Amazon، وTesla تقود موجة صعود حادة في مؤشر ناسداك 100.
تغريدات ترمب تُشعل الأسواق... مجددًا
في توقيت دقيق، كتب ترمب على Truth Social:
"الآن هو وقت رائع للشراء!"
وسرعان ما أعقب التغريدة بإعلان رسمي عن خفض الرسوم على الدول غير المعادية إلى 10% مؤقتًا لمدة 90 يومًا، في مقابل رفعها على الصين إلى 125%، متهمًا بكين بعدم إظهار "احترام كافٍ للأسواق العالمية".
علامات تحذيرية رغم الارتفاع
رغم الاحتفال في وول ستريت، إلا أن مؤشرات أخرى تُنذر بالحذر:
عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تجاوزت 4.4% لأول مرة منذ شهور
معدل التوظيف بين الفئة العمرية 25-54 تراجع إلى أدنى مستوياته منذ عام
العائد على السندات الأميركية يقفز فوق 4.4%
هذا التباين بين صعود الأسهم وتدهور المؤشرات الاقتصادية يضع الأسواق في وضع غير مستقر، إذ قد يتحوّل التفاؤل المؤقت إلى خسائر جديدة إذا لم تُترجم الهدنة إلى اتفاقات حقيقية.
هل هذا تعافٍ حقيقي أم ارتداد هش؟
مؤشر S&P 500 ارتفع بنسبة +7.8%، بينما قفز مؤشر Dow Jones بأكثر من 2,000 نقطة، لكن:
"الارتفاع مدفوع بأسهم الشركات العملاقة فقط، في حين لا يزال عدد كبير من الأسهم يعاني من الأداء السلبي"، بحسب محللين.
الشركات تتفاعل... مكاسب للبعض وخسائر للآخرين
Delta Air Lines ارتفعت بنسبة +22% رغم تحذيرات من تباطؤ في الحجوزات
Walmart حافظت على توقعات المبيعات، لكنها خفضت توقعات نمو الأرباح التشغيلية بسبب "ضغوط الرسوم"
شركات الأدوية مثل Roche وPfizer وAstraZeneca تراجعت بما بين 4% إلى 7%، بعد تصريحات ترمب حول "رسوم قطاعية مرتقبة" على الصناعات التي تُصدر بشكل غير متوازن
الخلاصة:
بينما تستجيب الأسواق لقرار الهدنة المؤقتة بإيجابية، تبقى الصورة الكاملة ضبابية. فالعوائد المرتفعة على السندات، وتراجع التوظيف، والتحذيرات المبطنة من رسوم جديدة على قطاعات أخرى، كلها إشارات على أن ما يجري ليس انتصارًا للأسواق بقدر ما هو هدنة لالتقاط الأنفاس.
الهدنة مع الحلفاء قد تخفف من حدة التصعيد مؤقتًا، لكن إذا استمرت القطيعة مع الصين، فإن الخطر الأكبر لم يُزَح بعد. المستثمرون متفائلون اليوم، لكنهم يحتاجون إلى إشارات أوضح غدًا... لأن أي تراجع في الثقة، قد ينسف هذا الارتفاع بنفس السرعة التي بدأ بها.
📬 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث تحليلات مركب وأبرز الفرص الاستثمارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet