رسوم ترمب تضغط على شركات السيارات.. هل ترتفع الأسعار عالميًا؟
مع اقتراب تطبيق قرار ترمب الجديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة وقطع الغيار، تبدأ الأسواق العالمية والمستهلكون في الولايات المتحدة الاستعداد لمرحلة جديدة من التحديات والاضطرابات. وبينما يعتبر الرئيس السابق يوم 2 أبريل "يوم التحرير"، ترى الأسواق فيه بداية فصل جديد من التوترات التجارية، والتضخم المرتفع، والتراجع في ثقة المستهلك.
تراجع جماعي في أسهم السيارات.. وTesla تربح وحدها
منذ إعلان الرسوم الجديدة، تكبدت شركات مثل جنرال موتورز (GM) وفورد (Ford) وStellantis (STLA) خسائر فادحة في قيمتها السوقية – فقط GM فقدت 8% من قيمتها خلال يوم واحد.
في المقابل، قفز سهم Tesla (TSLA) بنسبة 4% بفضل ميزة تصنيعية فريدة: جميع سياراتها المخصصة للسوق الأميركي يتم تصنيعها محليًا بالكامل.
شركات السيارات الفاخرة في مرمى النيران
الرسوم الجديدة لا تقتصر على السيارات العادية. محللو JPMorgan حذروا من أن Ferrari، التي تعتمد على السوق الأميركي في أكثر من 40% من مبيعاتها، قد تخسر ما يصل إلى 25% من أرباحها التشغيلية في 2026.
3. سلاسل التوريد المعقدة: ضريبة التصنيع الدولي
تُظهر بيانات NHTSA وجود 39 طرازًا يتم تصنيعها في كندا أو المكسيك وتُباع في أميركا، ما يعني أن حتى الشركات الأميركية ستُواجه ارتفاعات في التكاليف تتراوح بين 4,000 و12,000 دولار لكل سيارة.
4. من الأكثر انكشافًا على الخطر؟ المكسيك وسلوفاكيا
الرسم بياني يُظهر مساهمة صادرات السيارات وقطع الغيار إلى أميركا في الناتج المحلي للدول. المكسيك وسلوفاكيا في الصدارة.
دول مثل المكسيك وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا تقف الآن على حافة أزمة، وقد تدفع الرسوم الجمركية لتصاعد توتر تجاري مع واشنطن.
أوروبا تُحضر الرد.. التكنولوجيا الأميركية في الخطر؟
المفوضية الأوروبية أعلنت أنها بصدد إعداد "ورقة شروط" لوقف التصعيد، تتضمن تسهيلات استثمارية وتخفيضات جمركية. أما المسؤولون الألمان، فلوّحوا بإمكانية الرد برسوم على شركات التكنولوجيا الأميركية في حال فشلت المفاوضات.
من يصنع ماذا؟ خارطة الإنتاج للسيارات الأميركية
رسم من Visual Capitalist يوضّح نسب الإنتاج داخل أميركا، كندا، والمكسيك. Tesla وحدها تصنّع سياراتها 100% داخل أميركا.
الشركات مثل Volkswagen وHyundai تعتمد على التصنيع الخارجي بنسبة تتجاوز 60%، ما يجعلها في مواجهة مباشرة مع ارتفاع التكاليف.
هل ترتفع أسعار السيارات فعلًا؟ وإلى أي مدى؟
تُقدّر Goldman Sachs أن الأسعار سترتفع بين 5,000 إلى 15,000 دولار لكل سيارة، وفقًا للفئة والمصدر. وتشير بيانات Cox Automotive إلى أن نصف السيارات الأكثر مبيعًا في أميركا ستتأثر مباشرة بالرسوم الجديدة.
التضخم وثقة المستهلك تحت المجهر
في ظل هذه التطورات، ارتفع مؤشر PCE الأساسي – مقياس التضخم المفضل للفيدرالي – إلى 2.8% سنويًا، متجاوزًا التوقعات.
ورغم أن جيروم باول يرى أن التأثير "مؤقت"، إلا أن أعضاء مثل سوزان كولينز يحذرون من "آثار غير مباشرة قد تستمر لفترة أطول".
ترمب: "تحرير الاقتصاد".. والمستهلكون يتساءلون
ترمب وصف الرسوم بأنها خطوة "لتحرير الاقتصاد الأميركي من التبعية"، لكنه ألمح إلى إمكانية استثناء بعض الدول لاحقًا. ومع تزايد الضغوط، بدأت الأسواق تتساءل: هل هذه مجرد ورقة تفاوضية؟ أم بداية مرحلة جديدة من التصعيد المستمر؟
الخلاصة
الرسوم الجديدة على السيارات ليست مجرد قرار اقتصادي، بل لحظة فاصلة في مسار التجارة العالمية.
وبينما تستعد الأسواق للموعد الحاسم في 2 أبريل، يواجه المستهلك الأميركي قرارًا بسيطًا لكن محوريًا: هل أشتري السيارة الآن، أم أتحمّل الزيادة لاحقًا؟
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب اليومية حول أبرز التطورات الاقتصادية والتجارية، وتأثيرها على قراراتك الاستثمارية.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet