ين الشجاعة والمخاطرة.. هل يستمر المستثمرون الأفراد في مقاومة موجات الهبوط؟
الشراء عند الانخفاض يعود بقوة رغم فوضى الرسوم الجمركية
وسط تقلبات غير مسبوقة في وول ستريت، وبعد أن فاجأ الرئيس دونالد ترمب الأسواق بإعلانه عن رسوم جمركية ضخمة في ما سُمّي بـ"يوم التحرير"، برز مشهد مختلف: المستثمرون الأفراد لم يهربوا... بل اشتروا بقوة.
وفي وقت توقع فيه كثيرون موجة بيع شاملة، جاءت البيانات لتُظهر مفاجأة: عقلية "الشراء عند الانخفاض" لا تزال حية – وربما أقوى من أي وقت مضى.
قفزة قياسية في مشتريات المستثمرين الأفراد
رغم انهيار مؤشر S&P 500 عقب إعلان الرسوم، قفزت المشتريات الصافية للمستثمرين الأفراد إلى 3 مليارات دولار يوم 3 أبريل – وهو أعلى رقم يومي منذ بدء تتبع بيانات VandaTrack في عام 2014.
الرسم يُظهر القفزة في تدفقات المستثمرين الأفراد بعد إعلان الرسوم الجمركية، في تناقض صارخ مع تراجع المؤشرات الكبرى - المصدر: VANDATRACK, VANDA RESEARCH
هذا السلوك يعكس مقاومة استثنائية للذعر، ويعزز فرضية أن فئة واسعة من المستثمرين تعتقد أن هذه التراجعات فرص شرائية، لا إشارات انهيار.
تقلبات السوق... وشجاعة فريدة
في 9 أبريل، وبعد تراجع أولي، سجل مؤشر S&P 500 أفضل جلسة له منذ الأزمة المالية في 2008. ويقول محللو VandaTrack:
"حتى قبل إعلان ترمب عن تعليق جزئي للرسوم، لم يُظهر المستثمرون الأفراد أي بوادر استسلام... وهذا دليل على أن السوق لم يصل إلى القاع العاطفي بعد."
عقلية FOMO – أو "الخوف من تفويت الفرصة" – لا تزال راسخة، وخصوصًا لدى المستثمرين الجدد الذين دخلوا السوق بعد جائحة كوفيد-19.
المؤسسات المالية تدعم الزخم الصاعد
لم يقتصر الزخم على الأفراد فقط. فبحسب بنك أوف أمريكا، ضخ عملاء البنك 8 مليارات دولار في الأسهم الأميركية خلال أسبوع إعلان الرسوم – وهو رابع أكبر تدفق أسبوعي منذ عام 2008.
أما دويتشه بنك فكشف عن أرقام أكثر ضخامة:
50 مليار دولار تدفقات للأسهم العالمية
31 مليار دولار للأسهم الأمريكية وحدها – الأعلى في 2025 حتى الآن
وقال بنكيم تشادا، كبير استراتيجيي السوق في البنك:
"ما نراه ليس تفاؤلًا بالاقتصاد بقدر ما هو استمرار لضخ فائض المدخرات في السوق… حتى مع غياب إشارات التعافي القوي."
التوقعات المستقبلية: ضبابية لا تُقلق الجميع
ورغم أن التضخم لا يزال تحت السيطرة حتى الآن، إلا أن التوقعات بحدوث ركود خفيف أو تباطؤ نمو لا تزال قائمة.
في استطلاع حديث لبنك أوف أمريكا، قال عدد قياسي من مديري الصناديق إنهم يخططون لتقليص تعرضهم للأسهم الأميركية، بينما وصلت توقعات الركود إلى رابع أعلى مستوى منذ 20 عامًا.
لكن ما يُثير الانتباه هو أن هذه التحذيرات لم تردع التدفقات القوية، سواء من المؤسسات أو من المستثمرين الأفراد، ما يشير إلى انفصال بين الواقع الاقتصادي والسلوك الاستثماري الفعلي.
الخلاصة
رسوم ترمب الجمركية فاجأت الأسواق، لكنها لم تُخيف المستثمرين الأفراد. بل على العكس، أعادت إحياء شهية المخاطرة، ورسّخت مجددًا فكرة "الشراء عند الانخفاض" كمبدأ لا يزال يحكم السلوك الاستثماري، حتى وسط أكبر فوضى تجارية منذ عقود.
لكن السؤال الأهم يبقى: هل يستمر هذا الزخم إذا بدأت المؤشرات الاقتصادية الفعلية في التدهور؟ أم أن مقاومة الخوف ستتحول إلى موجة بيع مفاجئة حين تظهر أولى إشارات الضعف الحقيقي؟
📬 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب واستفد من رؤية دقيقة لأسواق الأسهم – مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet