رغم نمو الذكاء الاصطناعي.. جوجل تُعلن تسريحات جماعية تربك السوق
في خطوة أثارت تساؤلات عميقة حول أولويات عملاق التكنولوجيا، أعلنت شركة Google التابعة لـAlphabet (GOOG) عن تسريح مئات الموظفين من فرق عملها الأساسية، وذلك رغم الأداء القوي للسهم، وتوسع الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة.
تسريحات تطال الركائز الأساسية
شملت هذه الموجة من التسريحات أقسامًا مركزية في Google، مثل Android، Pixel، ومتصفح Chrome — وهي منتجات شكلت لعقود النواة الصلبة لإمبراطورية Google الرقمية. ووفقًا لتقرير The Information، فإن الخطوة تأتي بعد أشهر من برنامج مغادرة طوعي أُطلق في يناير، ليُستبدل الآن بعملية تقليص أوسع.
وقال متحدث باسم الشركة:
"منذ دمج فريقي المنصات والأجهزة العام الماضي، ركزنا على أن نصبح أكثر مرونة وكفاءة، وكان هذا يشمل تقليص عدد من الوظائف، إلى جانب برنامج الخروج الطوعي."
إعادة هيكلة ما بعد الاندماج
تشير هذه التسريحات إلى تغييرات تنظيمية أكبر تجري خلف الكواليس، فالإدارة قررت إعادة هيكلة كاملة بعد دمج أقسام الأجهزة والمنصات. ومع أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، إلا أنها تمس بعضًا من أبرز منتجات الشركة وأكثرها انتشارًا حول العالم.
سلسلة متواصلة من التقليصات
ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها Google إلى تقليص العمالة. ففي يناير 2023، أعلنت Alphabet عن تسريح 12,000 موظف، وهو ما شكّل آنذاك 6% من إجمالي القوة العاملة. وفي فبراير الماضي، أقدمت الشركة على تسريحات محدودة في قسم الحوسبة السحابية (Google Cloud)، دون أن تكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن عدد المتأثرين.
الذكاء الاصطناعي يأخذ الأولوية
رغم تقليص عدد كبير من الموظفين، تستمر Google بضخ استثمارات ضخمة في مشاريع الذكاء الاصطناعي، في إطار منافسة محتدمة مع Microsoft وOpenAI.
ولكن مع هذه التوجهات الجديدة، تطرح الأسواق تساؤلًا مشروعًا: هل تُعيد Google ترتيب أولوياتها فعليًا؟ وهل أصبحت الابتكارات الناشئة تأتي على حساب ركائزها التقليدية؟
الخلاصة
تُظهر خطوة Google الأخيرة مزيجًا معقدًا من الحذر الاستراتيجي والطموح التقني. فبينما تسرّح الشركة موظفين من أقسام أساسية لطالما كانت عمادًا لنجاحها، تواصل تعزيز استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
هذه القرارات قد تُعزز الكفاءة وتُسرّع الابتكار، لكنها في الوقت ذاته تُثير قلقًا داخليًا بشأن استقرار الفرق التقليدية. وفي ظل هذه الديناميكية الجديدة، يبقى السؤال: هل تستطيع Google الحفاظ على توازنها بين ما تبنيه للمستقبل، وما بنته في الماضي؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet