الركود يُلوّح بوضوح... لكن الأسواق ما زالت تُراهن على الأمل
في خضم تصاعد الحرب التجارية وتلويح الرئيس دونالد ترمب بعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي، تعيش وول ستريت لحظة دقيقة تتداخل فيها السياسة بالأسواق. وبينما تتهاوى المؤشرات الرئيسية، تطرح الرسوم البيانية التاريخية تساؤلًا كبيرًا: هل هذا التراجع هو مجرد بداية لانخفاض أعمق إذا دخل الاقتصاد الأمريكي فعليًا في ركود؟
الأسهم تتراجع... وترمب يصعّد الضغوط على الفيدرالي
بدأ الأسبوع على انخفاض حاد في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية:
مؤشر S&P 500 تراجع بنسبة 1.4%
ناسداك خسر 1.8%
داو جونز فقد أكثر من 400 نقطة
السبب؟ تصريحات ترمب النارية، إذ هاجم رئيس الفيدرالي جيروم باول قائلًا: "لو كان لدينا رئيس للفيدرالي يفهم ما يفعله، لكانت الفائدة انخفضت"، ملوّحًا بإقالته "بسرعة كبيرة".
البيت الأبيض لم ينفِ، بل أكد أن خيارات العزل قيد الدراسة القانونية، ما أدى إلى هزة في ثقة الأسواق:
الدولار تراجع إلى أدنى مستوياته منذ 2022
عوائد السندات ارتفعت إلى حدود 4.4%
الذهب والبيتكوين شهدا قفزات ملحوظة كملاذات آمنة
الأسواق لم تهبط بما فيه الكفاية… بعد
الرسم التالي يوضح الحد الأقصى لتراجعات مؤشر S&P 500 سنويًا منذ عام 1973، ويُظهر أن التراجعات خلال فترات الركود (المُشار إليها باللون الأزرق) عادة ما تكون أعمق من التراجعات الحالية في 2025 (الموضحة باللون الأسود)
في أزمات مثل 1981، 2008، و2020، تجاوزت التراجعات 30% إلى 40%
أما في 2025، فلا تزال الخسارة عند حدود 19%، ما يعني أن السوق لم يلامس القاع بعد، إذا ما صحّت التوقعات بركود اقتصادي
في حال استمرار التوترات التجارية وارتفاع المخاطر السياسية، فإن مزيدًا من الهبوط قد يكون في الطريق.
التهديدات السياسية تهز ثقة المستثمرين
تهديدات ترمب المتواصلة باستبدال رئيس الفيدرالي تُعد سابقة دستورية قد تهز أسس استقلال السياسة النقدية الأميركية.
وحذر خبراء من بنك Oversea-Chinese Banking من أن "عزل باول قد يُفقد الأسواق الثقة في مصداقية الدولار، ويدفع المستثمرين نحو الذهب وأصول الملاذ الآمن".
وقد ارتفعت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى قرب 4.4%، بينما انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ 2022.
الذهب والبيتكوين: ملاذات ترتفع وسط الفوضى
الذهب: ارتفع إلى مستوى قياسي جديد متجاوزًا 3,400 دولار للأونصة، مدفوعًا بانخفاض الدولار وتصاعد القلق السياسي.
البيتكوين: قفز بنسبة 3.5% ليصل إلى 87,600 دولار، مستردًا معظم خسائره منذ إعلان ترمب رسوم "يوم التحرير".
التكنولوجيا تحت المجهر… تسلا وألفابت في مهب العاصفة
Tesla (TSLA) خسرت 4% في تداولات ما قبل السوق، مع استمرار النزيف بنسبة تفوق 40% منذ بداية العام.
Alphabet (GOOG)، التي تستعد لإعلان أرباحها الخميس، تراجعت بنسبة تقارب 20% منذ يناير، وسط أزمة احتكار إعلاني، وتراجع أداء Google Cloud.
Nvidia (NVDA) فقدت 3% بعد تكثيف الصين جهودها للابتعاد عن شرائحها بسبب القيود الأميركية.
هل يُسعّر السوق الركود فعليًا؟ التاريخ يُشكك بذلك
كما أشار تقرير Yahoo Finance، فإن التراجع الحالي في S&P 500 لا يُقارن بما سجلته الأسواق خلال ركودات سابقة. ففي كل أزمة منذ 1973، كانت الانخفاضات تتجاوز ما نشهده حاليًا، ما يُعطي انطباعًا بأن السوق قد يواجه موجة هبوط جديدة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية والسياسية.
الخلاصة
الأسواق الآن في مفترق طرق.
على طاولة المستثمرين: ترمب يهدد، الفيدرالي محاصر، البيانات التاريخية تحذر، والملاذات الآمنة تلمع.
الخلاصة؟ الركود ليس مؤكدًا، لكن احتماله يزداد... والسوق لم يُسعّره بالكامل بعد.
📩 اشترك الآن في نشرة مركب لتصلك تحليلاتنا اليومية وتكون دائمًا على بُعد خطوة من القرار الاستثماري الذكي.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet