تذبذب في أسواق التكنولوجيا... هل ينجح موسم الأرباح في تهدئة المخاوف؟
تبدأ وول ستريت هذا الأسبوع موسم أرباح الربع الأول وسط ترقّب غير مسبوق، خصوصًا من جهة شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة بـ"السبعة العظام"، والتي كانت من أكبر الخاسرين في موجة التصحيح الأخيرة التي حفّزتها سياسات الرسوم الجمركية الجديدة للرئيس ترمب.
وبعد أسابيع من التراجعات الحادة التي طالت مؤشري S&P 500 وناسداك، قد تحمل نتائج أكثر من 100 شركة مدرجة إجابة على السؤال الأهم حاليًا: هل وصلت السوق إلى القاع... أم أن الانحدار لا يزال في بدايته؟
أسهم "السبعة العظام" تنهار من قممها... وتيسلا تتصدّر التراجعات
يوضح الرسم البياني مدى تراجع أسهم كبرى شركات التكنولوجيا من أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا حتى 21 أبريل 2025. تصدرت Tesla التراجعات بهبوط تجاوز 53.9%، تلتها Nvidia، Meta، وأمازون.
هذه الانخفاضات تعكس ضغطًا متراكمًا من تباطؤ النمو، قلق المستثمرين من الرسوم، وتوترات السياسة النقدية، مما يجعل نتائج هذا الموسم اختبارًا نفسيًا للأسواق أكثر من كونه تقييمًا للأداء الفعلي.
نتائج الربع الأول… "نقطة انعكاس" أم محطة للهبوط التالي؟
وفق محللي Citi وFundstrat، فإن هذا الموسم يُعد اختبارًا لما إذا كانت السوق قد استوعبت كامل الأخبار السلبية. فلو أعلنت الشركات عن نتائج ضعيفة، ورغم ذلك ارتفعت أسهمها، فإن ذلك يُشير إلى تشبّع بيعي وعودة تدريجية للثقة.
كيث ليرنر من Truist علّق بالقول:
"ما سيهمنا هو سلوك الأسهم بعد إعلان النتائج، أكثر من النتائج نفسها."
الأنظار تتجه نحو Alphabet وTesla
من بين الأسماء المنتظرة هذا الأسبوع:
Alphabet (GOOGL): هبط سهمها بنسبة 28.7% عن أعلى مستوياته في 2025
Tesla (TSLA): تصدّرت الخسائر بهبوط تجاوز 53.9%، وهي الأسوأ في المجموعة
تسلا تحديدًا تمثل حالة خاصة؛ فالمستثمرون يعلمون مسبقًا أن نتائجها ستكون ضعيفة، نظرًا لتسليمات أقل من المتوقع، وتخفيض تقديرات الأرباح بنسبة 20% خلال الأشهر الأخيرة.
لكن السؤال الآن: هل تم تسعير كل هذه الأخبار بالفعل؟
السوق يُراقب ردة الفعل لا الأرقام
توم لي من Fundstrat أكد أن تفاعل السوق مع نتائج Tesla سيشكّل "اختبارًا حاسمًا" لقياس مستوى التشبع البيعي في أسهم النمو.
وفي حال صمدت الأسهم أمام الأرقام السلبية، فقد يعود المستثمرون تدريجيًا لبناء مراكز جديدة.
ليرنر من Truist أوضح أن الأهم هو "التحوّل في السلوك النفسي للسوق"، مضيفًا:
"إذا خفّضت الشركات توقعاتها المستقبلية، ومع ذلك ارتفعت الأسهم بعدها، فهذه إشارة واضحة أن السوق بلغ مرحلة استيعاب الخطر."
السوق لا يريد مفاجآت… بل يريد طمأنينة
في ظل تقاطع عوامل عدة — من الرسوم الجمركية إلى ضعف ثقة المستثمرين، ومن تباطؤ النمو إلى جدل السياسة النقدية — يُشكّل موسم الأرباح الحالي مرآة نفسية حقيقية لحالة السوق.
التقييمات لم تعد العامل الوحيد. بل أصبحت ردود فعل المستثمرين بعد النتائج هي المحدد الرئيسي لمسار السوق في الأسابيع المقبلة.
الخلاصة:
إذا أظهرت الأسهم القيادية — رغم التراجعات القاسية — قدرة على الصمود أو التعافي بعد إعلان الأرباح، فقد تكون هذه إشارة لبداية استقرار مرحلي أو حتى انتعاش تكتيكي.
أما إذا خيّبت النتائج الآمال من جديد، فقد تستمر موجة التصحيح، وربما تتعمّق.
في كلتا الحالتين، يُثبت هذا الموسم أن سلوك السوق أهم من الأرقام، وأن استعادة الزخم تتطلب أكثر من مجرّد نتائج جيدة... بل ثقة تُبنى من جديد.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet