باول يُطلق تحذيرًا صريحًا: الرسوم الجمركية قد تُعقّد مهمة الفيدرالي بشدة
في لحظة يلفها الغموض، وجّه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تحذيرًا صريحًا من تداعيات الرسوم الجمركية الأخيرة التي أقرها الرئيس دونالد ترمب، مؤكدًا أن هذه السياسات قد تدفع الاقتصاد الأميركي نحو سيناريو صعب يجبر الفيدرالي على اتخاذ قرارات مؤلمة، وسط تصاعد مخاوف التضخم وتباطؤ النمو.
أهداف الفيدرالي تحت الضغط: الأسعار مقابل التوظيف
في كلمة ألقاها في شيكاغو، أشار باول إلى احتمال تصادم هدفي السياسة النقدية – استقرار الأسعار وتعزيز التوظيف – في حال أدى التصعيد التجاري إلى ارتفاع التضخم بالتوازي مع تباطؤ سوق العمل.
"قد نجد أنفسنا في موقف تصبح فيه أهدافنا المزدوجة في حالة من التوتر."
– جيروم باول
وأوضح أن الفيدرالي سيُجبر في مثل هذا السيناريو على تقييم المدى الزمني والانحراف عن كل هدف لتحديد مسار السياسة النقدية القادم. وأضاف:
"نحتاج إلى انتظار وضوح أكبر قبل أن نبدأ بأي تغييرات في أسعار الفائدة."
الأسواق تحت ضغط... والسياسة التجارية تُربك التوقعات
منذ إعلان "يوم التحرير" في 2 أبريل، سجلت أسواق السندات اضطرابات حادة، وارتفعت عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل، مما عكس مخاوف المستثمرين من موجة تضخمية قادمة بسبب الرسوم.
ورغم أن باول لم يُلمّح صراحة إلى خفض أو رفع الفائدة، إلا أنه أقر بوجود "احتمال قوي" بأن الاقتصاد لن يحقق تقدمًا يُذكر على صعيد التضخم أو التوظيف خلال النصف الثاني من العام.
"عابر" أم "مستمر"؟ باول يُعيد التفكير
في تراجع واضح عن موقفه السابق، أقر باول بأن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قد لا يكون مؤقتًا كما كان يُعتقد، قائلاً:
"قد تكون التأثيرات أكثر استمرارية مما توقعنا في البداية."
تطور معدل الفائدة الفيدرالي منذ 2000
الرسم يُظهر مسار الفائدة الفيدرالية العُليا منذ عام 2000، مع تراجعها الحاد بعد أزمة 2008، واستقرارها قرب الصفر خلال الجائحة، ثم ارتفاعها الحاد بعد 2022 لتبلغ 4.5% حاليًا، استجابة للتضخم المرتفع.
الفيدرالي عند مفترق طرق... والتخفيض ليس مضمونًا
رغم أن توقعات مارس الصادرة عن الفيدرالي رجّحت تخفيضين للفائدة هذا العام، فإن الأسواق باتت تُسعّر ثلاثة تخفيضات بعد اضطرابات أبريل.
لكن بيث هامّاك، رئيسة الفيدرالي في كليفلاند، دعت إلى التريث، وقالت في تصريح بارز:
"علينا أن نأخذ في الحسبان أننا ربما لم نعد في كنساس بعد الآن."
في إشارة إلى دخول مرحلة جديدة غير مألوفة من الضغوط التضخمية والركودية في آن معًا.
وحذرت من أن أي تباطؤ في النمو مقترن بتضخم مرتفع سيضع الفيدرالي في زاوية ضيقة، تتطلب حسمًا دقيقًا واستباقيًا للحفاظ على ثقة الأسواق واستقرار توقعات التضخم.
الخلاصة
بين مطرقة التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية وسندان التباطؤ الاقتصادي، يواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لحظة فارقة. فقراراته القادمة – سواء بالخفض أو التثبيت أو حتى الرفع – قد تحمل أثمانًا باهظة على جبهة مختلفة. ومع استمرار التصعيد التجاري والسياسي، يبدو أن الحياد أصبح رفاهية لا يملكها الفيدرالي. والمؤشرات الحالية توحي بأن الأشهر المقبلة قد تكون الأكثر حساسية منذ أزمة 2008.
📬 هل تتابع عن كثب قرارات الفيدرالي وتأثيراتها على الأسواق؟
اشترك في نشرتنا مركب لتحصل على تحليلات لأهم المؤشرات والسياسات الاقتصادية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet