باول تحت الضغط... وترمب يرفع سقف المواجهة
في تصعيد جديد يهدد أحد أركان النظام المالي الأميركي، واصل الرئيس السابق دونالد ترمب ضغوطه العلنية على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا بخفض فوري في أسعار الفائدة، ومتهمًا إياه بـ"التأخر المزمن" في اتخاذ القرارات.
وقد أطلق ترمب هجومه عبر منشور غاضب على منصة Truth Social، ما زاد من حالة الارتباك في الأسواق، ودفع بالمخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي إلى الواجهة من جديد.
منشور ترمب يشعل الأسواق... والمخاطر السياسية تتفاقم
منشور من ترمب بتاريخ 21 أبريل 2025 على منصة Truth Social، يصف فيه باول بـ"الخاسر الكبير" ويطالب بخفض فوري للفائدة، مدّعيًا أن التضخم "يكاد يكون غير موجود" بسبب انخفاض أسعار الطاقة والغذاء.
التداعيات على الأسواق كانت سريعة وواضحة:
انخفض مؤشر الدولار الأميركي (DXY) بنسبة 1% إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات
تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية: S&P 500، داو جونز، وناسداك هبطت بأكثر من 2%
ارتفع عائد سندات الـ10 سنوات بمقدار 5 نقاط أساس ليقترب من 4.4%
ويرى تروي غايسكي من FS Investments أن جزءًا كبيرًا من هذا التراجع يعود إلى الضغط اللفظي الشديد الذي يمارسه ترمب على الفيدرالي.
تهديد الإقالة يثير مخاوف استقلالية السياسة النقدية
في تصريح سابق، قال ترمب:
"إذا أردتُ إخراجه (باول)، فسيخرج بسرعة. صدّقوني."
ورغم أن القانون لا يمنح الرئيس صلاحية إقالة رئيس الفيدرالي لأسباب سياسية، فإن مجرد التلويح بذلك يُثير القلق من تسييس السياسة النقدية في أكبر اقتصاد عالمي.
مايكل غوساي من Principal Asset Management حذّر من أن:
"أي محاولة لعزل باول ستُضعف ثقة المستثمرين الدوليين، وتؤثر سلبًا على السندات والدولار."
وفي مذكرة تحليلية، كتب نيل دوتا من Renaissance Macro:
"عزل باول قد يُحدث صدمة في سوق السندات، ويدفع العوائد طويلة الأجل إلى الارتفاع الحاد."
فوضى سياسية مالية... والأسواق تحاول التأقلم
وصف إد يارديني من Yardeni Research الوضع الحالي بأنه:
"فوضى العالم الجديد، لا نظامًا عالميًا جديدًا... الأسواق تتخبّط في محاولة لفهم مزاج ترمب وتقلباته السياسية."
وأشار إلى أن الأسواق تُواجه ثلاثية ضاغطة:
تصعيد الحرب التجارية
تهديدات ضد باول
ومخاوف متنامية من تباطؤ اقتصادي أو انكماش تضخمي
كلها تغذّي بيئة عدم يقين تجعل أي استقرار في الأسواق هشًا للغاية.
هل يفقد الفيدرالي استقلاليته أمام ضغط البيت الأبيض؟
الأسواق المالية بُنيت على الثقة باستقلالية السياسة النقدية — وهي الثقة التي تتعرض الآن لهزة متزايدة.
فالهجوم العلني من ترمب على باول، في توقيت دقيق يتزامن مع موسم أرباح، وقلق من الرسوم الجمركية، يبعث بإشارات سلبية إلى المستثمرين بشأن تسييس قرارات الفائدة.
ومع ارتفاع العوائد، وتراجع الأسهم والدولار، تتساءل الأسواق:
هل نشهد تحوّلًا جذريًا في العلاقة بين السياسة والفيدرالي؟ أم أنها مجرد جولة جديدة من الضغط السياسي الذي سينتهي دون أثر عملي؟
الخلاصة:
أسلوب ترمب الهجومي ليس جديدًا، لكن تكراره الآن في بيئة مشحونة بالضغوط التجارية والاقتصادية قد يغير قواعد اللعبة.
فالمؤسسات لا تُقاس بقوتها في اللحظات العادية، بل بصلابتها في وجه الضغوط. واستقلالية الفيدرالي اليوم ليست مجرد قضية داخلية... بل ركيزة لاستقرار الأسواق العالمية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet