إعفاء الهواتف والرقائق من الرسوم يُنعش آبل وإنفيديا.. لكن هل يستمر الهدوء؟
في تحول مفاجئ وسط اشتعال الحرب التجارية مع الصين، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إعفاءات جمركية مؤقتة شملت مجموعة واسعة من المنتجات الإلكترونية، أبرزها الهواتف الذكية، الحواسيب، والمعالجات. هذه الخطوة منحت شركات مثل Apple (AAPL) وNvidia (NVDA) متنفسًا مهمًا، لكنها في الوقت ذاته أثارت تساؤلات حول استدامة هذا القرار ومغزاه الاستراتيجي في خضم التصعيد المستمر.
إعفاءات بقيمة 390 مليار دولار: من المستفيد الأكبر؟
أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية بعد إغلاق الأسواق يوم الجمعة عن استثناءات شملت:
الهواتف الذكية
الحواسيب المحمولة
أقراص التخزين
الرقائق الإلكترونية والمعالجات
الشاشات المسطحة
الآلات المُستخدمة في صناعة أشباه الموصلات
هذه الفئة من المنتجات تمثل 22% من إجمالي الواردات الأميركية من الصين عام 2024، بحسب مركز Rand China Research.
الهواتف وحدها: أكثر من 41 مليار دولار
الحواسيب والأجهزة المشابهة: 36 مليار دولار
الإجمالي من الصين: 101 مليار دولار
من كل الدول: 390 مليار دولار
هذه الأرقام تبرز حجم الرهان الذي تخوضه الإدارة الأميركية بين حماية المستهلكين وتفادي صدمة الأسعار، وبين الاستمرار في الضغط على بكين عبر الرسوم التي بلغت 125% على الصين، و10% على معظم الدول الأخرى.
Apple وNvidia تلتقطان أنفاسهما… مؤقتًا
الإعفاءات أنقذت منتجات محورية لشركة Apple مثل iPhone وiPad وApple Watch من الدخول في دوامة الرسوم، خصوصًا بعد أن سجل سهم الشركة تراجعًا على وقع مخاوف المستثمرين من تصاعد التكاليف.
أما Nvidia، فقد استفادت من الإعفاءات التي شملت معدات صناعة الرقائق، وهي خطوة حيوية لأنها تعتمد على مصانع تجميع في تايوان والمكسيك، بينما تُستورد معداتها من شركات مثل ASML الهولندية وTokyo Electron اليابانية.
هذه الإعفاءات تمثل شريان حياة لصناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تحمل طابعًا مؤقتًا غير مضمون الاستمرار.
خطوة تكتيكية أم تغيير في المسار؟
البيت الأبيض أوضح أن الهدف من هذه الإعفاءات هو حماية المستهلك ودعم الاستثمارات المحلية، خاصة تلك التي تعهدت بضخ تريليونات في مشاريع تصنيع داخل أميركا.
لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن هذا التحرك ليس نهاية المطاف، بل قد يكون مقدمة لتحقيقات قطاعية جديدة، لا سيما في مجال الرقائق، تمهيدًا لفرض رسوم مخصصة على المنتجات التي تحتوي على شرائح إلكترونية.
🎯 تحليل مركب:
هذه الإعفاءات تُعد أول تليين فعلي في سياسة ترمب تجاه قطاع التكنولوجيا، لكنها لا تغيّر جوهر المواجهة التجارية، خصوصًا في ظل استمرار رسوم 20% لأسباب سياسية مثل مكافحة الفنتانيل والهجرة.
ماذا عن المرحلة المقبلة؟
المراقبون يحذرون من أن هذه الخطوة قد لا تدوم. فالمنتجات مثل الخوادم المزودة بوحدات معالجة رسومية (GPUs)، وبعض معدات الذكاء الاصطناعي، لا تزال معرضة لرسوم قادمة.
شركات التكنولوجيا العملاقة تمكّنت من كسب استثناءات بفضل نفوذها، لكنها لم تحسم المعركة.
الرسالة الأوضح جاءت من المحللين:
"الواقع فرض نفسه على واشنطن، ولكن التقلبات السياسية ما زالت تهدد المشهد برمته."
خلاصة مركب التحليلية
ترمب لا يريد خنق الابتكار الأميركي، لكنه لا يتراجع عن الحرب التجارية أيضًا. الإعفاءات التي استفادت منها Apple وNvidia تمثل تنفّسًا مؤقتًا، لكنها لا تنهي المخاطر — بل قد تكون مجرد هدنة قبل جولة جديدة من الرسوم القطاعية.
وفي ظل غياب سياسة تجارية مستقرة، يظل المستثمرون بحاجة إلى وضوح طويل الأمد وليس استثناءات مؤقتة. فالأسواق لا تبني استراتيجياتها على قرارات لحظية، بل على استقرار السياسات... وهو ما لا يزال غائبًا عن مشهد التجارة الأميركي الصيني حتى الآن.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب حول أسواق التكنولوجيا والتحولات التجارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet