بيانات الوظائف إيجابية.. فهل تكفي لتهدئة مخاوف السوق؟
وسط التصعيد التجاري المتسارع، ورغم مخاوف الأسواق من ركود وشيك، جاء تقرير الوظائف الأميركي لشهر مارس ليقدّم مفاجأة إيجابية، مع تسجيل 228 ألف وظيفة جديدة، متجاوزًا التوقعات التي بلغت 140 ألفًا فقط.
لكن، وبينما رحّب الاقتصاديون بالقفزة المفاجئة، فإن الأسواق لم تشارك هذا التفاؤل، حيث استمرت موجة الهبوط الحاد التي أشعلتها قرارات الرسوم الجمركية من إدارة ترامب، والرد الصيني العنيف.
📊 سوق العمل يتحدى الضبابية الاقتصادية
أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 228 ألف وظيفة في مارس، مقارنة بـ117 ألفًا فقط في فبراير (التي تم تعديلها نزولًا من 151 ألفًا).
معدل البطالة ارتفع إلى 4.2%، بعد أن كان 4.1% في فبراير.
نمو الأجور السنوي تباطأ من 4% إلى 3.8%
النمو الشهري للأجور بلغ 0.3%، مقارنة بـ0.2% في فبراير.
معدل المشاركة في القوى العاملة تحسّن إلى 62.5% من 62.4%.
"سوق العمل الأميركي يضيف 228,000 وظيفة في مارس"
وتُظهر التغير الشهري في عدد الوظائف (يسارًا) ومعدل البطالة (يمينًا) منذ يناير 2023 وحتى مارس 2025، مع بقاء الاتجاه العام إيجابيًا رغم التذبذب الأخير في معدل البطالة.
الأسواق لا تحتفل.. والوظائف لا تكفي وحدها
رغم البيانات القوية، استمرت العقود الآجلة لمؤشرات Dow Jones وS&P 500 وNasdaq في التراجع بأكثر من 3% صباح الجمعة، متأثرة بالرد الصيني الذي تضمن رسومًا بنسبة 34% على جميع الواردات الأميركية ابتداءً من 10 أبريل.
الأسواق خسرت أكثر من 2.5 تريليون دولار في القيمة السوقية خلال جلسة واحدة، في أكبر تراجع منذ بداية 2025.
قال غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في EY:
"البيانات مطمئنة نسبيًا، لكنها تأتي في لحظة عالية المخاطر... النمو في الوظائف لن يكون كافيًا إذا تسارع الانكماش العالمي بسبب الحرب التجارية."
وظائف الحكومة تتقلص وسط سياسات التقشف الجديدة
وللشهر الثاني على التوالي، سجلت وظائف الحكومة الفيدرالية تراجعًا، بمقدار 4,000 وظيفة في مارس، بعد تراجع 11,000 وظيفة في فبراير.
ويُعتقد أن هذا الانخفاض يعكس تأثيرات خفض الإنفاق الحكومي ضمن وزارة "كفاءة الحكومة" التي يديرها إيلون ماسك، حيث يجري العمل على إعادة هيكلة واسعة للبيروقراطية الفيدرالية.
الخلاصة
رغم أن تقرير الوظائف الأميركي أتى أفضل بكثير من التوقعات، إلا أن تأثيره لم يكن كافيًا لمحو موجة القلق التي تُخيّم على الأسواق العالمية. في ظل تصاعد الرسوم الجمركية، وزيادة الضبابية السياسية والنقدية، فإن الاقتصاد الأميركي يبدو مقبلًا على مرحلة اختبار قاسية، لن يكون التوظيف وحده كافيًا لتجاوزها.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب الاقتصادية، وابقَ على اطلاع بأحدث المؤشرات التي تحرّك الأسواق.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet