ترامب يستعد لإطلاق الرسوم.. ووول ستريت تخشى العواقب
قبل أيام من دخول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيز التنفيذ بشأن فرض رسوم جمركية جديدة، تتصاعد المخاوف داخل الأسواق العالمية، في ظل ما يُعرف إعلاميًا بـ"يوم التحرير" الذي يحل يوم الأربعاء، 2 أبريل. هذا التاريخ قد يشكّل منعطفًا حادًا في مسار الحرب التجارية العالمية، وهو ما بدأت وول ستريت بأخذه على محمل الجد.
الأسواق تهتز.. لكن لم تستوعب بعد كامل الصورة
رغم التراجعات الأخيرة في مؤشرات الأسهم، يرى محللون أن السوق لم يُسعّر بعد حجم المفاجآت القادمة. وتقول هينرييتا تريز، مديرة السياسة الاقتصادية في شركة Veda Partners:
"السوق لديه الكثير لهضمه، وسيرى إلى أي مدى هذه الرسوم بعيدة المدى، وهو ما لم يتم تسعيره حتى الآن".
أما أجاي راجادهاكشا، رئيس الأبحاث العالمية في بنك Barclays، فحذّر من الاستهانة بالأمر، واصفًا الرسوم الأخيرة على السيارات الأجنبية بنسبة 25% بأنها:
"بيان نوايا حقيقي... وأعتقد أن يوم 2 أبريل لن يكون يومًا يمكن للسوق تجاهله، وسنفاجأ سلبيًا بما سيحدث فيه".
رسم زمني تفاعلي من Yahoo Finance يستعرض تصعيد ترمب في ملف الرسوم الجمركية منذ بداية 2025، ويُبرز الإجراءات المتلاحقة ضد كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، وصولًا إلى الإعلان المرتقب في أبريل.
Goldman وBarclays يخفضان توقعاتهما لمؤشر S&P 500
في ظل الضبابية الحالية، بدأ كبار المحللين بإعادة النظر في تقييماتهم للأسواق. فقد خفّض ديفيد كوستين من Goldman Sachs توقعه لمؤشر S&P 500 من 6,200 إلى 5,700 نقطة، في ثاني تعديل له خلال مارس.
أما Barclays فذهب إلى تخفيض تقديره من 6,600 إلى 5,900 نقطة، محذرًا من أن رسومًا متبادلة بمعدل 15% أو أكثر قد تدفع الاقتصاد الأميركي إلى حافة الركود.
"لم نكن بهذه الدرجة من التحفّظ منذ عامين ونصف"، قال راجادهاكشا، مشددًا على أهمية التحوّط والاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
غولدمان ساكس: الإدارة قد ترفع الرسوم عمدًا لتبدأ التفاوض
يرى فريق Goldman Sachs أن السوق حاليًا يتوقّع متوسط رسوم بحدود 9%، لكن الرقم الفعلي قد يكون أعلى بكثير.
وكتب أليك فيليبس، كبير الاقتصاديين السياسيين في البنك:
"الإدارة تميل إلى إعلان نسبة أولية مرتفعة كأساس للتفاوض، كما حدث مع كندا والمكسيك سابقًا... قد نرى تراجعًا لاحقًا بعد أيام قليلة".
هذا السيناريو قد يفتح المجال أمام مفاوضات سريعة، لكنه يبقي الأسواق في حالة توتر حتى تتضح الصورة بالكامل.
وضوح السياسة قد يكون نقطة الانفراج الوحيدة
رغم كل هذه الشكوك، لا تزال بعض الآراء متفائلة نسبيًا. يقول لاري تنتاريلي، كبير المحللين الفنيين في Blue Chip Daily:
"إذا حصلنا على وضوح في الصورة الجمركية، فسترى السوق ذلك كإشارة إيجابية".
ويضيف:
"المشكلة الأساسية ليست فقط في الرسوم، بل في حالة الغموض المصاحبة لها".
الخلاصة
في الوقت الذي يقترب فيه يوم 2 أبريل، لا تزال الأسواق العالمية تترقّب بخوف وترقّب، في انتظار ما قد تحمله إدارة ترمب من مفاجآت على صعيد الرسوم الجمركية. وإذا صدقت التوقعات، فقد يكون "يوم التحرير" بالفعل يومًا مفصليًا في تحديد مسار الاقتصاد الأميركي، والتصعيد العالمي في ملف التجارة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب للأسواق الأميركية أولًا بأول، وابقَ على اطلاع بكل ما يخص تطورات الحرب التجارية وتأثيرها على استثماراتك.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet